كان الجمهور البجاوي في اليوم الثالث من الطبعة الثالثة للمهرجان الدولي للمسرح بالمسرح الجهوي مالك بوقرموح على موعد مع مسرحية ''حفلة عيد الميلاد'' نقلتهم إلى أدغال إفريقيا من تقديم الفرقة الوطنية للمسرح من غينيا تحكي قصة رجل فنان ومثقف غادر منظمة سرية مختصة بالجوسسة بعد أن فقد حريته لممارسة الفن· مسرحية ''حفلة عيد الميلاد'' مستوحاة من مسرحية الكاتب المسرحي البريطاني هارولد بنتير التي كتبها سنة 1957 والحاصل على جائزة نوبل للأدب في ,2005 أحيتها الفرقة الوطنية للمسرح من غينيا وأعادت تجسيدها فوق الخشبة· انطلقت المسرحية من منزل السيد بيتر وزوجته السيدة فولس، احتضنا ببيتهما رجل اسمه ''ستانلي'' اعتبراه مثل ابنهم، ومنحا له كل الرعاية اللازمة، لكن هذا الشاب ستانلي أو كما يحلو لعائلته الجديدة مناداته ''تامي'' أخفى عدة أسرار في قلبه دون أن يعلم به أحد، حيث يفضل البقاء في المنزل، ويتنقل من غرفة لأخرى، ولا يبالي حتى بالفتاة التي تأتي لزيارته ولا بحبها له، وفي إحدى الأيام دخل السيد بيتر إلى المنزل وأخبر زوجته فوكس أنه سيستضيف ببيته شخصين لمدة ثلاثة أيام، وبعد أن عرف ستانلي بالأمر رفض ذلك ولم يقبل قدوم أي شخص، وأصابه خوف وحيرة شديدين، وبعد إصرار السيدة فوكس على استضافتهما، حاول التعرف على هوية الشخصين، وفي عشية اليوم كان برفقة صديقته، تفاجأ بدخول الشخصين وهما ''مكائيل'' و''غولدي باك'' إلى المنزل دون الاستئذان من العائلة، حيث رفض ستانلي استقبالهم وانطوى إلى غرفته، وانصرفت صديقته، وأخبرتهم أنها تحضر لحفلة عيد ميلاد ستانلي كمفاجأة خاصة له، وقرر غولدي ومكائيل مساعدتها للقيام بحفلة رائعة· وفي وقت خروج الشخصين إلى السوق لشراء النبيذ والكحول للحفلة، خرج ستانلي وتحدث مع السيدة فوكس، كونه انتابته شكوك كثيرة عن الشخصين، وأخبرته بحفلة عيد ميلاده، وأبدى رفضه لذلك، لكن وصول الشخصين غير موقفه، حيث تدخلا ومارسا عليه ضغوطات لقبول العرض، وفي هذا الوقت تأكد من وجود لعبة خفية وراء قدومهما· وفور خروج السيدة فوكس من القاعة هدد الشخصين ستانلي وأرغماه على ضرورة الخضوع لأوامرهما تحت طائلة التهديد، ومارسا عليه الطقوس الإفريقية قصد جعله يسير بأوامرهما، باستعمال الرقصات والأغاني والتعاويذ المعروفة بأدغال إفريقيا· وفي ليلة الحفل التي غاب عنها السيد بيتر اغتنم الشخصين فرصة تحقيق أهدافهما، وحاول ممارسة الجنس على صديقته، حيث كانوا في وضعية سكر، وفي المشهد الموالي ظهر ستانلي أنه هرب من منظمة سرية للمخابرات، بعدما سئم من عمله، وتبين أن ستانلي شخصية فنية ومثقفة يهتم أكثر بالملفات الثقافية والاجتماعية، ويقدم مساعدات كبيرة في المجال الثقافي ويساهم في تنشيط الحركة الثقافية، لكن بعد تعرضه للضغوطات وحرمانه كليا من حرية ممارسة الفن، وقرار المنظمة تحويله إلى عون سري يتكفل بالملفات السياسية، رفض ذلك وقرر الهروب، لكن المنظمة لم تتقبل هروبه، وأطلقت حملة البحث عنه لإرجاعه، كونه شخصية يعرف العديد من الأسرار في المجال الثقافي والسياسي والاجتماعي، وله خبرة كبيرة في الجوسسة، وكانت المنظمة السرية بحاجة كبيرة إليه· وقد نجح غولدي ومكائيل صبيحة اليوم الموالي من اختطاف ستانلي وإرجاعه إلى صفوف المنظمة·