توفيت، نهاية الأسبوع المنقضي، سيدة في العقد الثاني من عمرها قبل وصولها إلى دار الولادة بمدينة وادي سوف قادمة إليها من بلدية ميه ونسه، الواقعة 25 كلم إلى الجنوب-الغربي من عاصمة الولاية· وحسب ذويها، فإن الهالكة وحال اشتداد مخاض الولادة عليها ليلة الجمعة إلى السبت، تم نقلها من قرية التوام إلى دار الولادة الجديدة بمركز بلدية ميه ونسه، غير أن عدم تواجد طبيب مداوم أو ممرضة أو قابلة للتكفل بها وإسعافها، أجبرهم على أخذ مسارهم صوب دار الولادة بمدينة الوادي لتلقى حتفها بسبب الآلام الحادة وتضاعف النزيف قبل وصولها إلى مدينة وادي سوف· وقد حمّل أهل السيدة كامل المسؤولية والتصرف غير الإنساني للعاملين بدار الولادة الأولى، وكلهم أسفهم على ما بلغه الوضع الصحي من تدهور، مؤكدين على اعتزامهم مقاضاة الجهات المتسببة· مدير الصحة لولاية الوادي، وفي رده على الحادثة، أكد أنه عندما تم تنصيبه على رأس القطاع منذ أكثر من سنتين، عمل على تدعيم القطاع بشتى الإمكانيات والمرافق، ومن بين ذلك إنجاز دار الولادة الجديدة ببلدية ميه ونسه التي أنجزت -حسبه- في وقت قياسي وتجهيزها بما تحتاجه من عتاد طبي حديث· ونظرا لعدم وجود ممرضات متخصصات بتلك البلدية، فقد اضطر إلى تدعيمها بخمس قابلات من خارج بلدية ميه ونسه، مشيرا إلى أنه راسل مصالح البلدية من أجل توفير سكنات، ولو ذات غرفة واحدة، لاستقرار القابلات هناك، غير أن الأخيرة -كما أشار- لم تستجب لطلبه مؤكدا بأنه سيتخذ الإجراءات القانونية اللازمة حال تلقيه شكوى رسمية من قبل ذوي الضحية· للتذكير، فإن ظاهرة الوفاة ساعة الولادة، قبلها وبعدها على مستوى دور الولادة بوادي سوف باتت مألوفة منذ سنوات، كان آخرها قبل أزيد من أسبوعين، حيث لفظت سيدة تبلغ من العمر حوالي ثلاثين سنة بعد ولادتها لتوأم بدار الولادة متأثرة بالنزيف الحاد وغياب الرعاية الطبية الواجب القيام بها في مثل هذه الحالات·