شهد اليوم الثامن من المهرجان الدولي للمسرح في طبعته الثالثة عرض اليابان لمسرحية نقلت الموروث الثقافي والإنساني الياباني بالمزج بين الأصالة والمعاصرة بالرغم من أنه طغت عليه التقاليد، حيث قدمت أربع رقصات متنوعة ولكل رقصة دلالاتها في المجتمع الياباني، والتي قدمها الثلاثي ''كان كودو'' و''يوتوتو شي إيوكا'' و''شيشي داكو''، وتصنف المسرحيات التي قدمت في طابع ''اليوه'' المعروف باليابان، حيث عرضت الفرقة المسرحية الأولى بعنوان ''اليويا'' وهي عبارة عن رقصات بحركات دقيقة تنقل قصة شابة مثقفة أصيبت والدتها بمرض، ولم تجد بيدها إلا إخراجها من المنزل في نزهة إلى الحديقة والاستمتاع بجمال الزهور، وهي طريقة لنسيان الألم والمرض· والعرض الثاني يسمى ''كوجاكي'' مستوحى من الحكايات الشعبية اليابانية وهي اكتشاف موهبة تتغلب على الشر، ويعتبر هذا العرض عكس عرض ''اليويا'' لما يحمله من معان تراثية، وتميز العرض بالحيوية والدقة في تحريك كامل أطراف الجسم والتي تفنن فيها الفنان الياباني ''كان كودو''، والعرض الثالث يسمى ''شوجو'' وهي عادة يستخدمها اليابانيون خلال إحيائهم للأعياد الدينية والحفلات الموسمية· لكن المفاجأة في السهرة الثامنة هي دخول المتربصين الذين استفادوا من ورشات التكوين في الطبعة الثالثة للمهرجان الدولي للمسرح والبالغ عددهم 23 متربصا، حيث قاموا بتجسيد الرقصات اليابانية بطريقة لقيت إعجاب الجمهور، وتم تقسيم المتربصين إلى فرق تتكون من ثلاثة أشخاص وكل فرقة تجسد نوعا من العرض الياباني تحت وقع أغاني التراثية دون استخدام الآلات الموسيقية· هذا وقد لمسنا إعجابا كبيرا للجمهور بهذه المبادرة التي تهدف إلى التبادل الثقافي والخبرات بين الجزائرواليابان، وتدل أيضا على نجاح الورشات التكوينية المبرمجة في هذه الطبعة، بعد نجاح العديد من المتربصين في تجسيد الحركات والرقصات اليابانية فوق الخشبة، حيث نجحوا في صنع الفرجة· ويذكر أن الفرقة اليابانية المشاركة في هذا المهرجان أشرفت على تكوين المتربصين في ورشات التكوين، وتلقينهم لتقنيات المسرح الياباني والحركات الدقيقة·