اكتشف جمهور المسرح الوطني، أول أمس، في سهرة الطبعة الثانية لمهرجان المسرح الدولي، الفنون المسرحية اليابانية ''نوه وكيوغن'' التي تعود إلى 650 سنة مضت وتعتبر من أقدم الفنون الشعبية في العالم ويعود تاريخها إلى الغزو الصيني لليابان، حيث تصنفها اليونسكو تراثا إنسانيا شفويا غير مادي. تعبر الفنون المسرحية اليابانية في لوحات فنية بالمشاهد عن حضارة كان فيها الرقص نوعا من التعبد والتقرب إلى الآلهة. تروي المسرحية التي تندرج ضمن المسرح التجريدي والتعبيري ''كاريغرافي'' في لوحات فنية راقصة بحركات متناسقة، أسطورة الآلهة التي نزلت من السماء لتسبح في نهر، حيث قامت بنزع ردائها الذي يمكنها من العودة إلى السماء، وبينما هي كذلك مر صياد من المكان فأخذ اللباس وحزنت الآلهة عندما اكتشفت ذلك، لكن الصياد عاد وأعاد الرداء لها، وكمكافأة له طلب منها أن تعلمه رقصة الآلهة أو رقصة الخلود. ومن هنا جاءت الرقصة التي قدمها الثنائي الياباني على ركح مسرح محيي الدين بشطارزي التي استحسنها الجمهور، حيث اكتشف نسقا آخر من التعبير المسرحي يقدم لأول مرة في الجزائر. تتميز رقصة ''نوه وكيوغن'' باللّباس التقليدي الذي يتطلب فنيات خاصة لارتدائه، بالإضافة إلى إخفاء وجوه الممثلين بالأقنعة والمروحة التي لا تفارقهم، يتحركون على الرّكح ببطء وتناغم مع الموسيقى والغناء في مزيج من الأسطورة والخيال والجمال.