حثت الناشطة اليمنية توكل كرمان فرنسا على العمل من أجل مقاضاة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، أمام المحكمة الجنائية الدولية، وطالبتها ببذل ما في وسعها لإقناع المجتمع الدولي بتجميد أرصدته المالية· وجددت كرمان -الحائزة على جائزة نوبل للسلام- أثناء مؤتمر صحفي عقدته الإثنين في باريس، رفضها المبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية، منتقدة بشدة الموقف السعودي التي وصفته بالمناوئ للثورة اليمنية· وأوضحت أن هدف زيارتها للعاصمة الفرنسية إقناع المسؤولين الفرنسيين بالتحرك من أجل تجميد أصول صالح والمقربين منه وتقديمهم للعدالة الدولية، مؤكدة أن وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه الذي استقبلها الإثنين، تعهد لها بأن باريس ستثير المسألتين مع شركائها الأوروبيين خاصة والغربيين عامة في الأيام والأسابيع المقبلة· وأضافت كرمان أن ''الأموال هي التي تمكن الطاغية من شراء الأسلحة وشراء القتلة''، مناشدة المجتمع الدولي ألا يدير ظهره لأكثر من 21 ألف يمني سقطوا بين قتيل وجريح منذ جانفي الماضي، تاريخ بدء المظاهرات السلمية المطالبة بالتغيير الديمقراطي في البلاد· وشددت على أن صالح وأركان نظامه المتورطين في قمع المتظاهرين السلميين ''يجب أن يمثلوا أمام المحكمة الجنائية الدولية كمجرمي حرب''، مشيرة إلى أن السبب الوحيد الذي جعل من وصفتهم بشباب الثورة يرفضون المبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية -رغم موافقة أحزاب اللقاء المشترك المعارض عليها- هو تضمن تلك المبادرة لبند ينص على منح ضمانات تعطي حصانة لصالح وعائلته وتمكنهم من الإفلات من المساءلة والعقاب· وانتقدت كرمان موقف السلطات السعودية من الحراك اليمني، معتبرة أن الرياض دعمت صالح بشكل مطلق ضد الثوار· واستطردت الناشطة اليمنية قائلة إن ''المشكلة هي فعلا الدور السعودي، فالمجتمع الدولي رضخ للسعودية وسلمها الملف اليمني''، ثم تساءلت ''كيف يعطى الملف لدولة لا تؤمن بالديمقراطية وتخاف من الثورات في المنطقة؟''·