أعلن الرئيس اليمني، عبد الله صالح، عن مغادرته الحكم خلال الأيام المقبلة دون أن يعطي تاريخا محددا لانسحابه، وتحدثت مصادر في الحزب الحاكم أن صالح تدهورت صحته بشكل كبير منذ عودته إلى اليمن بعد فترة العلاج التي قضاها في العربية السعودية. وقال صالح، خلال استقباله عددا من أعضاء مجلسي الشورى والنواب، أمس، ''إنه يرفض السلطة وسوف يتخلى عنها في الأيام القادمة''، لكنه استدرك بأن هناك رجالا هم من يمسكون بالسلطة سواء كانوا مدنيين أو عسكريين حتى يتجاوز الوطن المخربين. واعتبر صالح في حديث بثه التلفزيون اليمني أن ما تمر به اليمن مؤامرة كبيرة استهدفت وحدته، مشيرا إلى أن النظام في اليمن ''صامد قوي مناضل، صمد أكثر من تونس ومصر وليبيا''. وقال صالح إن استهدافه في حادث دار الرئاسة في شهر جوان الماضي هو استهداف للوطن وللمبادئ وللقيم، مشيرا إلى أنه ''تلقى قبل عودته إلى اليمن رسالة من مسؤولي دولة كبيرة، لم يسمها، تنصحه بعدم العودة إلى اليمن لمصلحته أولا ولمصلحة اليمن ثانيا ولمصلحة تلك الدولة ثالثا لكنه رفضها''. وتتهم المعارضة اليمنية التي خرجت إلى الشارع منذ حوالي سبعة أشهر الرئيس صالح بعدم الالتزام بالوعود التي قطعها، خاصة فيما يتعلق بالمبادرة الخليجية التي تقضي بانسحابه وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وكان كل مرة يقبل بها ثم يتراجع في آخر لحظة. وذكرت تقارير إعلامية بأن مصدرا بارزا في حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم في اليمن أكد أن صحة الرئيس صالح تدهورت بشكل كبير منذ عودته المفاجئة من السعودية في أواخر الشهر الماضي. وقال المصدر إن صالح يعاني العديد من المشكلات الصحية، لاسيما فى التنفس والسمع، مشيرة إلى أن الرئيس اليمني قد غادر العاصمة صنعاء، أول أمس، عبر طائرة مروحية إلى عدن من أجل تلقي العلاج في أحد المستشفيات الألمانية. وشهدت العاصمة اليمنية صنعاء، أمس، خروج مئات الآلاف من المحتجين في مسيرة حاشدة جابت عددا من شوارع صنعاء، ابتهاجا بفوز الناشطة الحقوقية، توكل عبد السلام كرمان، بجائزة نوبل للسلام للعام 2011م، وذلك لجهودها في العمل النضالي والدفاع عن الحقوق والحريات في اليمن، وكذا للمطالبة بتنحي صالح وتسليم السلطة ومحاكمته على كل أعمال العنف ضد المدنيين العزل واستخدام القوة العسكرية بشكل مفرط. وعلى الصعيد الميداني قتل جندي وأصيب 7 آخرون في انفجار عبوة ناسفة استهدفت قسم شرطة القلوعة بمديرية التواهي بمدينة عدن جنوبي اليمن. ووقع الانفجار صباح أمس وسُمع دويه في أرجاء مختلفة من المدينة، فيما أفاد مصدر أمني بأن الانفجار ناتج عن عبوة ناسفة زرعت في مبنى الشرطة، وألحق أضرارا بالغة فيه، فيما استشهد جندي وإصابة سبعه آخرين نتيجة التفجير الإرهابي.