بعد مرور أسبوعين عن الأمطار الطوفانية التي سقطت على ولاية باتنة يومي 28 و29 أكتوبر المنصرم، وأدت إلى خروج عدة أودية عن مسارها، مازال عدد من بلديات الولاية معزولا، خاصة بلديتي تكوت وغسيرة، بسبب الطمي والأوحال وتضرر الطرقات· في هذا الشأن، شدد والي باتنة حسين مازوز، على ضرورة الشروع الفوري في الأشغال الاستعجالية لفائدة البلديات المتضررة من الأمطار الطوفانية التي عرفتها المنطقة، ملحا على وجوب إعطاء الأولوية للمواطنين الذين كانوا يقطنون على حواف ومجاري الأودية وتضررت سكناتهم· وألح حسين مازوز، الأربعاء الماضي، خلال لقاء مع المدراء التنفيذيين والسلطات المحلية والمنتخبين المحليين لتقييم الخسائر، وكذا الإجراءات الاستعجالية الواجب اتخاذها لمحو آثار تلك الفيضانات، لاسيما ببلديات الشمرة وأولاد فاضل وتكوت وكيمل وغسيرة، على برامج مكافحة السكن الهش وحصص السكن الاجتماعي، مع البحث في كيفية مساعدة من تضررت سكناتهم بدرجة أقل في عملية ترميمها· وحسب الأرقام التي قدمها رؤساء الدوائر والبلديات، فإنه على الرغم من عدم تقديم رقم مضبوط حول حجم الخسائر المسجلة جراء تلك الأمطار الطوفانية التي مست أيضا بلديات أخرى، وإن بأضرار أخف، فإن المبلغ يفوق مئات الملايين من الدينارات، خاصة بلديات: الشمرة وأولاد فاضل وتكوت وكيمل· وسجلت أهم الخسائر في شبكتي الصرف الصحي والمياه الصالحة للشرب، بالإضافة إلى الجسور والطرقات بما فيها الوطنية والولائية والبلدية، وحتى المسالك التي غمرتها مياه الأمطار كلية'' بعدد من البلديات لتعزل إلى حد الآن بعض التجمعات السكنية، خاصة ببلديتي تكوت وغسيرة، حسب رئيسي هاتين البلديتين· في هذا السياق، أكد مدير الري عن استفادة الولاية من مبلغ بقيمة 4.885 مليار د·ج، منها 512 مليون د·ج لإصلاح الأعطاب في الشبكات و2.6 مليار د·ج لحماية هذه البلديات من الفيضانات· أما مدير الأشغال العمومية بالنيابة، فأشار إلى استفادة الولاية من مبلغ أولي بقيمة 341 مليون د·ج موجه لتغطية الأضرار التي لحقت بالقطاع جراء الأمطار التي شهدتها بعض البلديات يومي 1 و2 أكتوبر، وكذا جزء من تلك المسجلة في نهاية الشهر ذاته، التي يجري حاليا تقييمها· وشدد الوالي حسين مازوز، على ضرورة أن تكون المصادقة على الدراسات المنجزة بشأن المشاريع التي استفادت منها البلديات المتضررة بحضور السلطات المحلية ومواطنين من المنطقة لمراعاة تطابق هذه المشاريع مع الواقع· كما تم التطرق خلال هذا اللقاء إلى الإمكانات التي وضعتها الدولة والسلطات المحلية لعودة الحياة بشكل طبيعي إلى هذه البلديات، لاسيما فيما يخص إزالة الأوحال والأتربة التي كانت متراكمة بالطرقات والمنازل التي اجتاحتها مياه الأمطار وكذا المساعدات المقدمة للمواطنين المتضررين· وكانت خلية أزمة قد شكلت على مستوى ولاية باتنة لمتابعة تداعيات التساقط الغزير للأمطار غير المسبوق على الولاية أيام 28 و29 و30 أكتوبر المنصرم التي تسببت في خروج العديد من الأودية عن مسارها الطبيعي، مما أدى إلى غمر الطرقات بالمياه وشل حركة المرور، وكذا ترحيل العديد من العائلات من منازلها كإجراء وقائي التي لم تسجل لحسن الحظ أية خسائر بشرية·