بجرأة كبيرة تتحدث المناضلة فلة وردية حاج محفوظ وتحاول أن تعطي صورة مختلفة تماما عن معركة الجزائر، وتشكك في الكثير من الرموز، بدءآً بجميلة بوحيرد وليس انتهاء عند جميلة بوباشة وموريس أودان· لم تتوقف انتقاداتك عند جميلة بوحيرد، بل امتدت إلى موريس أودان، لماذا التشكيك في هذا المناضل؟ ماذا قدم موريس أودان للثورة الجزائرية؟ عندما نتكلم عن رموز الجزائر العاصمة، نجد علي لابوانت (علي عمار)، ربي يرحم الشهداء، كما نجد أسماء أخرى مثل سعيد حمدين ومختار بوشافة وذبيح شريف، هؤلاء كانوا عمالقة العاصمة، دون الحديث عن مجاهدين وشهداء آخرين، ففي كل ولاية شهداء وفي كل ولاية يوجد قادة مثل بن بوالعيد وعميروش وكريم وعبان وغيرهم، هل يمكن مقارنة كل هؤلاء بموريس أودان؟ فمن يكون أودان؟ومن أطلق اسمه على واحدة من أهم الساحات في العاصمة؟ إنهم الشيوعيون· لكن التاريخ يخبرنا أن الكثير من الشيوعيين انخرطوا في الثورة ، مثل مايو وموريس أودان وغيرهما كثير؟ وماذا قدم هؤلاء مقارنة بما قدمّه الشجعان الآخرون؟ لقد كانت بعض الشيوعيات معنا في السجون، لكن ماذا عملن؟ هل وضعن قنابل ومتفجرات؟ لقد كن يتكلمن فقط، بدليل أنهن لم يقضين مدة طويلة في السجون قبل أن يطلق سراحهن· لنا فائض من الأبطال وفي النهاية أعطينا لأودان تلك الساحة، لقد أتت زوجته منذ مدة ليست بالطويلة ومعها عائلته، وسألتها أنا عما قدمه أودان ولم تستطع الحديث عن أي شيء سوى أنه كان شيوعيا· وأنا لن يهدأ لي بال حتى أتمكن من انتزاع اسم موريس اودان من تلك الساحة حتى يتم تعويضه باسم واحد من أبطال الجزائر وهم كثيرون· لكن ومنذ الاستقلال لم يشكك أحد في نضال أودان، ولأول مرة أسمع بأنه لم يقدم شيئا للثورة؟ لم يقدم شيئا، اسأل زوجته لتخبرك ماذا فعل؟ أما من يشيد به فهم من رفقائه الشيوعيين· لكن الثورة شارك فيها الشيوعيون كما شارك غيرهم من أتباع الإيديولوجيات الأخرى؟ عمار أوزقان مثلا كان من أبرز وجوه الثورة وهو الشيوعي المعروف؟ وماذا قدّم عمار اوزقان؟ هناك أساليب كثيرة للمساهمة في الثورة غير حمل السلاح، هناك التمويل والكتابة والدعاية، ومن يعرفون بحملة الحقائب؟ حملة الحقائب أنا أسميهم حمّالة الحطب، ولا أرى فرقا بين هذا وذاك· تشككين في نضال عمار أوزغان، وماذا عن أخته فطومة؟ أنا أتساءل، فمن أعطاها تلك المحلات الراقية في قلب العاصمة؟ سوف أتكلم عن فطومة أوزقان في مؤتمر مثلما فعلت سابقا مع زهور ونيسي، لقد تكلمت عنها في مؤتمر المجاهدين وقلت لهم هذه ليست مجاهدة· تشككين في نضال زهور ونيسي وتقولين إن جميلة بوحيرد لم تتعرض للتعذيب وتشكّين حتى في فطومة أوزقان، فقد يأتي شخص ويقول إن فلة حاج محفوظ ليست مجاهدة؟ لن يجرؤوا على ذلك، أنا لم أقل إن جميلة بوحيرد ليست مجاهدة· لكنك نفيت أن تكون قد تعرضت للتعذيب؟ هي لم تُعذَّب بالفعل· وقلت إن أسطورة جميلة هي صنيعة فيلم يوسف شاهين؟ بالفعل، لقد تناولها كأسطورة ولا علاقة لها بالواقع، وكلنا يعرف ذلك، غير أن الفرق يكمن في أني أتكلم والباقي يمارسون الصمت· ولماذا لم يتكلم غيرك في هذا الموضوع الخطير؟ كل واحد والشجاعة التي يمتلكها· لكن الموضوع قد يفهم على أنه غيرة شخصية، بدليل أن جميلة مشهورة في كل الدنيا، أما فلة فلا يكاد يعرفها أحد من عموم الناس؟ جميلة عندما كانت في السجن، كانت على اتصال مع المحامي جاك فرجيس، وحذرتها ساعتها من تلك العلاقة، وفرجيس شخص ملحد كما هو معروف، وكان محاميها الشخصي أيضا، وهو أيضا محامي زهور زراري، من هذا المنطلق كنت أعرف فرجيس، هو محامي فعلا، لكنه كان يتقاضى أجره مثل المحامين الآخرين، كان يقبض أجرته من فيدرالية فرنسا للثورة الجزائرية، مثلما كانت الفدرالية تتعامل مع محامين آخرين، وكل المحامين كانوا فرنسيين إضافة إلى محامي جزائري واحد، وكان إلى جانب دفاعه عن المساجين يأوي المجاهدين في بيته، وكان شيخا كبيرا، وكان هو محامي فطومة طالبي وجميلة بوعزة، بالمناسبة لماذا لم أقل إن جميلة بوعزة لم تكن مجاهدة؟ جميلة بوعزة كانت مجاهدة فعلا· الكل يقول إن جميلات الجزائر ثلاث، بوحيرد وبوعزة وبوباشة؟ جميلة بوباشة لم تكن مجاهدة· ألا تخشين من أن ترفع ضدك دعوى قضائية؟ أتمنى ذلك من كل قلبي، هذا ما أتمناه· أنظر إلى ذلك المصير، جميلة ذهبت مع فرجيس· تقصدين جميلة بوحيرد؟ اسمها جميلة بويرد، أما جميلة بوباشة فذهبت مع جيزيل حليمي وهذه الأخيرة يهودية، وبإمكاني إعطاءك هواتف الكثير من المجاهدات واسألهن بنفسك: أين جاهدت جميلة بوباشة؟ ثم إن قضيتي مع جميلة بويرد لم تنته عند هذا الحد، فكيف لواحدة تقول إنها مجاهدة وتتزوج من فرجيس الملحد· هذه حرية شخصية، دعينا من مصطلح مجاهدة، ولنسميها محاربة مثلا؟ ولا حتى محاربة· جميلة بوحيرد تلتزم الصمت؟ هي لا تمتلك شيئا تقوله، لذلك فهي ملتزمة الصمت· لنعد إلى جميلة الثانية، أقصد بوباشة؟ لست مثل المجاهدين الآخرين، أنا لا أخشى أحدا· جميلة بوباشة كانت مع جزيل حليمي، فماذا فعلت هذه الأخيرة حتى تشتهر على غرار جاك فرجيس؟ أخذت جميلة بوباشة على أساس أنها تعرضت للتعذيب ثم أخذتها سنة 1961 إلى فرنسا، وجاءت بعدها مباشرة مفاوضات إيفيان ثم الإستقلال، وطوي هذا الملف ولم يسأل أحد عن مصداقية ما كانت تقوله جزيل حليمي عن بوباشة· وأثناء فترة اعتقالها في فرنسا، جاء أمر من المجاهدين بوجود نازلة جديدة وطلبوا منا ألا نثق فيها والأمر يتعلق بجميلة بوباشة، وطبقنا عليها قاعدة المقاطعة لمدة أربعين يوما، لا أحد يكلمها طيلة هذه المدة، وقد تحولت من سجن الحراش إلى فرنسا· كانت لنا غرف داخل السجن وكان ''الشغل'' بالتداول بين السجينات، والأمر ينطبق على الجميع مثلما حدث مع مجاهدة أخرى في سجن الحراش قبل ذلك عندما أمرناها بممارسة دورها في صيانة الزنازن، وأذكر انها لم تستوعب الأمر بحجة أنها بورجوازية ولا يمكن أن تقوم بتلك الأشغال، وهي التي لم تقم بذلك في بيتها، فقلت لها بأن الأمر ينطبق على الجميع وأنا التي كنت أصغر منها ولم أقم بذلك الشغل في بيتنا اضطررت للقيام به في السجن، وعندما رفضت ذلك قاطعناها لمدة أربعين يوما، ثم رضخت للأمر وأصبحت تقوم بالصيانة مثل الجميع، والأمر يتعلق هنا بنفيسة حمود· تقصدين نفيسة لاليام؟ نعم نفيسة حمود لاليام· وعندما انتهت مدة مقاطعتها، عدنا للكلام معها، وقلنا لها: لن تعيدي القول بأني ابنة حمود بوعلام أو ابنة أخيه، وأخبرناها أننا نزعنا الورقة التي كانت تنص على عقوبتها بعد أن انقضت تلك المدة· كنا في وضع لا طبقية فيه، وليس فيه منطق أنا ابن فلان أو ابنة فلان· ما زلنا في قضية جميلة بوباشة، كيف نقلتها جزيل حليمي إلى فرنسا؟ على أساس أنها ''خدمت'' في الثورة، استغلت علاقاتها ونفوذها وطالبت بتحويلها إلى فرنسا، وعليك أن تسأل جميلة نفسك عن الأمر وهي تجيبك· وإذا قالت إن فلة تكذب فاخبرني ساعتها وبإمكاني حتى الذهاب معك إليها· جميلة لم تقم بشيء· وماذا حدث بعد ذلك في السجن؟ تكلمنا مع جميلة بوباشة، فقالت إن جزيل حليمي هي التي أتت بها إلى هناك، وسألناها، وماذا فعلت قبل ذلك؟ هل حملت سلاح؟ هل وضعت قنابل؟ فسكتت، وقلنا لها: يا جميلة هذا الصمت لن ينفعك، وقلنا لها إن ''الخاوة'' طلبوا منا أن نضعها في دائرة المقاطعة لمدة أربعين يوما، فقالت: كما تريدون· وقلنا لها: نحن اخواتك المجاهدات ولا يوجد أحد يشي بك مثلما قد يحدث في الحراش أو بربروس عندما كنا مع سجناء الرأي العام ومخترقين من قبل الجواسيس، وكنا نشك في الجميع· وسألناها مرة أخرى عن جزيل حليمي، فقالت: هي التي أتت بي· وهذا السؤال الذي أحتفظ به منذ ذلك الوقت سوف أطرحه في المؤتمر القادم للمجاهدين· (تضع يدها على المصحف وتقول) أقسم أن ما قلته بشأن جميلة بويرد وجميلة بوباشة صحيح، بدليل أني لم أشكك في شرعية جهاد جميلة بوعزة· (تسكت قليلا لتعود إلى الكلام)، دعني أسألك أنا: لماذا تدافع عن جميلة بهذه الطريقة؟ لسبب بسيط هو أن لنا رموز، وأساطير وعندما نحطمها لن يثق أحد في شيء بعد الآن· يجب أن تؤمنوا· لماذا صمتم خمسين سنة تحولت خلالها جميلة إلى أسطورة حقيقية؟ كان الجميع منخرطا في مشاكله الخاصة· يجب أن نقول الحقيقة كما هي للأجيال ولا يمكن السكوت عن الأكاذيب· نحن نريد كتابة التاريخ كما وقع بالضبط، فمن أراد أن يؤمن به، فيؤمن ومن أراد ألا يؤمن فهذا شأنه· ولماذا لا يعرفك عموم الناس؟ ولماذا تريد أن يعرفوني، هل يجب عليّ الكتابة في الجرائد بشكل مستمر، أنا لا أدخل في مشاكل لا تهمني، ولست سارقة، تزوجت مع مسلم جزائري وهو اكتوف رشيد، لي أولاد واشتغلت من أجل إعالتهم، واشتغلت إلى جانب الرئيس هواري بومدين إلى أن توفي رحمه الله، وليس لي وقت لأن أدخل في مشاكل جانبية يمكن أن تمنحني شهرة مزيفة· أما الأخريات فكن بلا شغل واستسلمن للفراغ· لا يمكن أن نأخذ الأشياء ببساطة، هذه ثورة أنجزها جيل، ولن نتمكن من إيجاد جيل مثله، هل يمكن أن نجد مرة أخرى رجالا مثل كريم بلقاسم وعبان رمضان ومصطفى بن بوالعيد؟ أريد أن أسمع منك روايتك الشخصية لمعركة الجزائر؟ ولماذا هذا الإصرار؟ حتى نقترب من الحقيقة أكثر· التاريخ ليس لعبا، ولا يمكن أن تغضب لما قلته أنا عن جميلة بويرد، فأنت كشاب لم تكن تعرف ماذا حصل، هي تقول إنها لا تعترف بالصورة التي رسمها لها يوسف شاهين في فيلمه· وهذا الأمر قالته لي منذ سنين· كيف تزوده بتلك القصة ثم تتبرأ من تلك الصورة التي ساهمت في رسمها؟ ولماذا لم تتكلم منذ البداية عن هذا الأمر؟ فهل تعذبت بتلك الصورة التي ظهرت في فيلم يوسف شاهين؟ يوسف شاهين تلقى سيناريو فحوّله إلى فيلم· هي تقول بأن لا علاقة لها بتلك القصة؟ قصة من إذن؟ ولماذا لم تتكلم قبل أن أقول أنا هذا الكلام· لقد سمعت منها هذا التصريح سنة .2003 أنا كتبت عنها وعن يوسف شاهين قبل سنة ,2003 كتبت ذلك منذ زمن طويل وقلت إن يوسف شاهين لا يعرف جميلة أصلا، كيف عرفها· جميلة كتب عنها أكبر الشعراء مثل نزار قباني وغيره كثير؟ وكل الناس في المشرق يقولون حتى إن جميلة بوحيرد شهيدة؟ لقد كتبوا ذلك وانتشرت تلك الصورة انطلاقا من فيلم يوسف شاهين· وأنا عود إلى السؤال: لماذا لم تظهر جميلة في ذلك الوقت وتتبرأ من قصتها في الفيلم؟ لقد صنعنا أسطورة رائعة، هل يجب علينا تحطيمها بهذا الشكل وتعرفين أن لكل ثورة رموزها وأساطيرها؟ هذه الأسطورة وتلك الصورة خيالية، لا علاقة لها بالواقع· هذا الجيل يريد معرفة الحقيقة بعيدا عن الخيال· وكيف بدأت علاقتك بالثورة؟ كنت حينها صغيرة في إحدى المدارس الحرة· كنت أسكن غير بعيد عن مقر الإذاعة الحالي، حيث كان هناك أحمد مزغنة وبلوزداد وذبيح شريف وغيرهم من الشباب حينها، وكانوا ينشرون ليلا كتابات تحيي حزب الشعب، حركة انتصار الحريات الديمقراطية· كنت مع شباب يحضّرون للثورة· وعند مصالي الحاج كانت تتم اجتماعات وكنت أرى خلالها زجاجات القازوز تتكسر ولم أكن أفهم شيئا، وكنت وما زلت أحب مصالي الحاج كثيرا مع أني لم أكن أعرفه حينها عندما كنت أجلس وأنا صغيرة في حجره، ولما كنت اسأل والدي عن سر تكسير زجاجات القازوز تلك كان يجيبني: عندما تكبري ستعرفين السر· كانوا يتصارعون وهم مختلفين بشكل كبير عن مصير الحزب· وكنا ندرس في المدرسة الحرة عند الشيخ دراجي رحمه الله، وكانت الفتيات في جهة والفتيان في الجهة المقابلة، في ذلك المكان أغتيل الشيخ دراجي رحمه الله من قبل السلطات الاستعمارية، ولم ينس ذبيح شريف ومختار بوشافة وغيرهما ذلك الحادث الأليم، واذكر أن معظم الفتيان الذين كانوا معنا التحقوا بالثورة عندما اندلعت· ومتى التحقت بالثورة؟ كنت مع والدي رحمه الله، إضافة إلى مجاهدين آخرين بعضهم ما زال على قيد الحياة· أقول لك شيئا أصرح به لأول مرة وكنت أفضّل أن أحتفظ به للمؤتمر القادم، تعرف موقع الأوبيرا؟ نعم· كانت هناك ثكنتان عسكريتان· لقد حدثت أكبر التفجيرات في إحدى تلك الثكنتين والأخرى عند ملهى أمام شاط البحر· أنا من وضع قنبلة تزن حوالي 5 كيلوغرام عند مطعم الضباط بالقرب من مبنى الأوبيرا، كنت إلى جانب محمد مزوي وشخص آخر لم أر وجهه ومشينا إلى أن وصلنا إلى نادي الضباط وكانت هناك حقيبة زرقاء وكانت في الحقيبة تلك إلى جانب القنبلة شيئا من الفلفل الحلو والطماطم، ولا أعلم اسم الشخص الذي أتى بتلك الحقيبة، كان المستعمرون يعاملوننا على أساس أننا أهالي لكن هؤلاء الاهالي أعطوهم درسا لن ينسوه على مر التاريخ، كنت في الثورة أسمى فلة، أما في وثائقي فأنا وردية ومن هنا لم تكن السلطات الاستعمارية تتعرف عليّ· يجب أن نعرف حقيقة التاريخ، جميلة بوعزة وضعت قنبلة وأسفرت عن قتلى، هذه حقيقة· وماذا عن القنبلة التي وضعتها أنت عند نادي الضباط، كم سقط فيها؟ لا أعرف، السلطات الاستعمارية لم تصرح بالعدد وأنا منذ تلك اللحظة ذهبت إلى فريحة بالقبائل رفقة مزوي محمد، وهناك رأيت العقيد عميروش ولم أكن أعرف أن الشخص الذي أمامي هو عميروش· وكيف تم القبض عليك بعدها؟ لم يقبضوا علي إلا بعد مدة، لقد بقيت في فريحة· وشيئا فشيئا رأيت تغييرا في الجو العام ولم يعد المزاح كما كان، وسألت محمد مزوي عن الأمر لكني وجدته لا يعرف شيئا· وفي ليلة جاءوا بمصباح وجاءوا بالكسكسي باللحم، وكنت منذ مدة طويلة لم أتذوق طعمه، وجاءنا ذلك الشخص الذي لم أكن أعرفه ووجدني آكل اللحم، إنه العقيد عميروش الذي فيما بعد عرفنا أنه عميروش، وقد أُمرنا بعد ذلك بالدخول إلى العاصمة، وحينها أعطوني لأول مرة اللباس العسكري الذي ارتديته، وقصوا شعري الذي كان طويلا قبلها· لقد صنعت القنابل الفرق في معركة الجزائر، فأن تطلق الرصاص فأنت تقتل عسكريا، أما أن تلقي قنبلة فإن جيش الاحتلال يصاب في العمق، وكان معنا رجل يمتلك دراجة نارية وهو الذي يمون المناضلين بالقنابل· لكن عودتنا إلى العاصمة لم تكلل بالنجاح فقد تم القبض عليّ ومن وشى بنا هو محمد حطاب، حيث كنت أرتدي البدلة العسكرية تحت الجبة، لكنهم انتبهوا إلى حذائي الذي لم يكن يناسب تلك الجبة التقليدية، وهكذا تم القبض عليّ·