طالبت أرملة موريس أودان، المناضل في سيبل القضية الوطنية، والذي توفي تحت التعذيب خلال حرب التحرير الوطني سنة 1957، من فرنسا، الاعتراف بالجرائم التي ارتكبتها في حروبها الاستعمارية. وقالت جوزيت أودان "يجب على فرنسا الاعتراف بكافة جرائمها الاستعمارية، وهذا مطلبنا الأساسي". واضافت السيدة أودان "لقد كان موريس يشعر انه جزائري وبالتالي كان متضامنا مع نضال مواطنيه من اجل الحرية"، مؤكدة انه "توفي تحت التعذيب على غرار آلاف الجزائريين الآخرين". مشيرة إلى ان فرنسا لم تعترف أبدا بمسؤوليتها في وفاة موريس أودان الذي اختطفه مظليو الجنرال ماسو عندما بلغت "معركة الجزائر" ذروتها، بحيث كانت حقا حملة اختطافات وعمليات تعذيب شرسة خلفت عشراتالآلاف من القتلى والمفقودين، بهدف كسر شبكات جبهة التحرير الوطني في العاصمة. وجددت جوزيت أودان في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية، بمناسبة تنظيم وقفة ترحم على موريس أودان الذي توفي في أحد السجون الفرنسية عن عمر يناهز 25 سنة، مطالبتها الدولة الفرنسية بجثمان زوجها الذي لم يعثر عليه إلى حد اليوم. وقالت السيدة أودان التي تقيم حاليا في فرنسا، "إننا اليوم في قلب الجزائر العاصمة بساحة موريس أودان مع زملاء قدامى للعم موريس. انها لحظات جد مؤثرة". وقد تليت خلال هذه الوقفة، رسالة من المنظمة الوطنية للمجاهدين، جاء فيها "لقد رويت هذه الأرض بدماء مئات آلاف الشهداء، من بينهم شقيقنا موريس، والذي نوجه له اليوم بعد مرور أكثر من خمسين سنة على وفاته اكبر تحية إكرام وإجلال". وذكرت المنظمة في رسالتها انه "في فيفري 2005 تم التصويت بفرنسا على قانون يمجد الاستعمار ويطلب منا نسيان الماضي"، مضيفة "هل يمكننا أن ننسى أعمال التعذيب والقتل الجماعي، وإبادة مئات الآلاف من الشهداء والجرائم ضد الإنسانية". وتابعت "نعم لطي الصفحة لا لقطعها. على الدولة الفرنسية أن تعترف بجرائمها البشعة وان تطلب العفو من الضحايا". واختتمت الرسالة بالقول "أودان ككل الضحايا الآخرين يستوقفوننا حتى لا ينسى أحد وستظل ساحة موريس أودان بقلب العاصمة تذكرنا بالجروح التي لم تضمد بعد".