نظمت جمعية الجاحظية، أمسية شعرية للشعراء ملياني نعيمة، يامن محمود، محمد جعوان ورزاقي نسيمة، وقد أدارتها الإعلامية ياسمين جنوحات، وذلك بحضور عدد من المهتمين بشؤون الشعر، وكذا المثقفين، وقد تزامن موعد إحياء الأمسية مع تنصيب نادي المسرح الذي شهد حركة غير عادية داخل الفضاء· أفتتح الأمسية الشعرية برواق محمد خدة الشاعر محمد جعوان القادم من عين الدفلى، حيث فضّل إلقاء قصيدة من نوع البدوي على مسامع الحضور التي جاءت تحت عنوان ''ليلة الليالي'' وتغنى في مضمونها عن أخلاق الجزائري ومدى حكمته في التعامل مع الأوضاع الحرجة التي تصطدم بشراعه من حين إلى آخر، كما عرّج الشاعر بقصيدته إلى التغني بمكارم الأخلاق التي كان ينعت بها الأجداد من كرم وجود وشجاعة، داعيا في قصيدته الجيل الصاعد للتحلي بالموروث الثقافي الجزائري الأصيل بدل تضيع وقته في تقليد بعض العادات والتقاليد التي لا تخصه، والمتنافي أساسا في مبادئها مع أعراف مجتمعه وبيئته· أما الشاعرة ملياني القادمة من مدينة الورود البليدة، فاستغلت شهر الثورات ''نوفمبر'' لتلقي بدورها على مسامع الحضور قصيدة عن القدس، حيث استحضرت بطريقة إلقائها الصورة الصادقة عن التعاطف الذي يكنه الشعب الجزائري لنظيره الفلسطيني، داعية بدورها في بعض الأبيات الشعب الفلسطيني الثائر على أن لا يكف عن حماسه وتورثه في الدفاع عن أرضه وعن كرامته وعن شرفه، مذكرة إياه أن استرجاع الحرية لا يأتي إلا بدفع النفس والنفيس· وفيما يخص الشاعر يامن محمود، فقد استدرج الحضور بطريقته الجذابة في الإلقاء ليقرأ على مسامعهم قصيدة عن مدينة مستغانم، حيث تغنى بأسواقها وشوارعها وأزقتها التي تعبق بناياتها برائحة الزمن الجميل، ناهيك عن تفننه في وصف مدى تمسك أهل المدينة بالعادات والتقاليد المشهورة بالمنطقة دون أن ينسى تبركه بقبب الأولياء الصالحين الموجودين بكل ركن بوسط مستغانم، بدءا بضريح الولي الصالح سيدي بلقاسم مرورا بضريح الولي سيدي بوعبد الله وصولا إلى ضريح سيدي لخضر بن مخلوف الذي يستقطب سنويا الكثير من الزوار مما جعل البعض ينبهر بالنخلة التي تتوسط ضريحه، ما جعل البعض من الروائيين والشعراء يبدعون من أجله· كما عبّرت نسيمة رزاقي، الشاعرة والإعلامية سابقا، عن فخرها كونها ابنة الجزائر، وكذا إبنة الأرض التي أنجبت بن بولعيد وزبانة وعميروش··· وغيرهم، وهو الشيء الذي دفعها إلى كتابة قصيدة عن بطولات الجزائر وعن ثوراتها المجيدة التي لا يعلو صوت على صوتها، داعية الجزائريين التمسك بأرضهم وبمبادئهم السامية كون هذه الأرض ضحى من أجلها الكثيرون· وبما أن الشاعرة بنت الأوراس الأشم، تشعر وأنت تتمعن في كلمات قصيدتها تلك الوطنية وذلك الحب الكبير الذي لا يضاهيه أي حب آخر· للإشارة، نصبت جمعية الجاحظية، أمس، نادي المسرح وهذا بعد تنصيبهم نادي الشعر الأسبوع الماضي، ويدخل ذلك ضمن تنصيب النوادي المتخصصة، كما ستنصب خلال الأيام المقبلة نادي السينما، حيث سيعرض فيلم ''النخيل الجريح ''بحضور مخرجته نادية شرابي·