يبدو أن مصير سيف الإسلام القذافي إبن العقيد الليبي معمر القذافي مفتوح على كل الاحتمالات، بعد اعتقال الجناح المسلح في المجلس الانتقالي الليبي له في الزنتان وإصراره على عدم تسليمه لطرابلس ولا للمحكمة الجنائية الدولية، وعدم وجود أية هيئة يمكنها مراقبة سلامته الجسدية والمعنوية باعتباره أسير حرب· ويزداد تعقد مصير سيف الإسلام القذافي الذي تمت تصفية والده مباشرة بعد اعتقاله، عندما نسمع عن اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي، أن الوضع في ليبيا تغير بانسحاب الناتو، وأصبحت ليبيا غير ملزمة يقبول طلب اللجنة زيارة سيف الإسلام القذافي· وبحسب فريدريك فورنيي رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالجزائر، خلال يوم إعلامي حول عمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بلدان الربيع العربي، بالتعاون مع يومية الجزائر نيوز، فإن ''تدخل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي يخضع لطبيعة النزاع في البلد المعني، موضحا أن دخول اللجنة إلى ليبيا كان بناء على قاعدة أن النزاع دولي، أو بالأحرى تم تدويله بدخول الناتو وبدء قصف القوات الفرنسية على مواقع ليبية، وهذا ما تكفله النصوص المنظمة للجنة الدولية للصليب الدولي، والتي تنص على أنه من حق اللجنة التدخل في حالة النزاع الدولي أو النزاع الذي تم تدويله، أما في حالة النزاع الداخلي، فإن اللجنة تخضع للمادة 3 المشتركة والتي لا تعطي لها سوى حق المبادرة وعرض خدماتها فقط· في هذه الحالة يشير فورنيي إلى أن النزاع في ليبيا الآن قد تغيرب بمجرد إعلان الناتو انتهاء عملياته العسكرية، وأصبح نزاعا داخليا لم يبق للجنة الدولية للصليب الدولي سوى حق اقتراح تقديم خدماتها وهو الاقتراح الذي يمكن أن يحظى بالقبول، كما يمكن أن يجابه بالرفض، وبحسب فورنيي هنا تكمن صعوبة التعامل مع النزاعات المسلحة التي تتغير وضعيتها باستمرار من داخلية إلى دولية أو العكس· في هذا السياق أبدى فورنيي رفضه للنهاية التي انتهى بها الزعيم الليبي معمر القذافي، موضحا أن مبدأ الحيادية وعدم الانتصار لأي طرف باستثناء الحقوق الإنسانية لضحايا الحرب يجعله يقول إن امعمر القذافي كان أسير حرب، وكان من المفروض أن يتمتع بكل الحقوق الإنسانية لأسير الحرب، ومنها الحق في المعاملة الحسنة والحفاظ على حياته، ومعرفة ذويه للمكان الذي يدفن فيه إن قتل، مجددا مبدأ اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي القائم على أنه ''لا وجود لضحية جيدة وضحية سيئة ولا دخل لها في أسباب الحرب ومن المعتدي ومن المعتدى عليه''· ولم يستبعد فورنيي أن تكون اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي بليبيا التي وقعت على اتفاقية لإنشاء مقر قد ''قدمت طلبا لزيارة سيف الإسلام القذافي'' المعتقل الآن في الزنتان، دون أن يحدد ما إذا كانت إمكانية زيارته ورادة أم لا، علما أن الثوار في ليبيا أعلنوا أنهم لن ينقلوه إلى طرابلس ولن يسلم إلى محكمة الجنايات الدولية، وسيحاكم في الزنتان· في هذا السياق أشار فورنيي إلى الصعوبة التي تواجهها اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي في مثل هذه الحالات التي ''تتعامل فيها مع أناس يجهلون القانون الدولي الإنساني ويعتقدون في قوانينهم القبلية والعشائرية''، أو تلك التي يتحول فيها السلاح وسيلة لضمان الأمن، ويجد العسكري الذي تدرب لإطلاق النار على خصم مسلح في مواجهة عزل دون سلاح· وخلص فريديريك فورنيي إلى أن عمل اللجنة مرهون بتطور هذه النزاعات ومن يحدد طبيعة النزاع، ذاكرا على سبيل المثال كيف تطور الوضع في تونس في أيام قليلة ووجد هذا البلد الذي قوامه 10 ملايين نسمة يواجه تدفقا ل 250 ألف نازح فار من الحرب في ليبيا·