اعتقال سيف الإسلام القذافي و الجنائية الدولية تطالب بتسليمه أعلن أمس وزير العدل في الحكومة الليبية المؤقتة محمد العلاقي، نبأ اعتقال سيف الإسلام القذافي نجل العقيد الليبي المقتول معمر القذافي، وهي العملية التي تمت ليلة أول أمس في منطقة أوباري جنوب ليبيا، حيث اعتقل معه بعض مرافقيه، وقد تم نقله إلى مدينة الزنتان أين سيتم احتجازه إلى غاية نقله إلى العاصمة طرابلس قبل أن تقرّر الحكومة المؤقتة هناك تسليمه للمحكمة الجنائية الدولية أو محاكمته داخل ليبيا . وقد أظهرت صور تناقلتها وكالات الأنباء العالمية، سيف الإسلام وهو نصف ممدد على سرير داخل غرفة بسيطة، وكانت أصابع يده اليمنى مضمدة مما يبدو أنها جراح أصيب بها أثناء اعتقاله، وأعلن مقاتلو منطقة الزنتان التابعين للحكومة المؤقتة في مؤتمر صحفي أنهم تمكنوا من إلقاء القبض على سيف الإسلام رفقة ثلاثة من مساعديه، مؤكدين أنه بصحة جيدة، وأنه سيتم لاحقا بث صور له لكافة وسائل الإعلام، ونفوا في المقابل أن تكون لديهم أية معلومات عن مصير مسؤول المخابرات عبد الله السنوسي المطلوب هو الآخر من طرف المحكمة الجنائية الدولية . وأكد قائد الكتيبة التي نفذّت اعتقال سيف الإسلام، أن العملية تمت جنوب ليبيا قرب منطقة أوباري، بعد تلقي مقاتلي الزنتان معلومات واضحة حول موقعه كما قال، موضحا أن سيف الإسلام قد تم نقله إلى مدينة الزنتان، ووضعه تحت حراسة مشددة في انتظار نقله إلى طرابلس في وقت لاحق وبسرية تامة، وفي ردّه عن سؤال حول إمكانية تسليمه إلى محكمة الجنايات الدولية أو الإبقاء عليه في ليبيا، أكد ذات المتحدث أن الأمر سيوضع بيد الحكومة الانتقالية التي ستقرّر ذلك . ومن جهته أكد أمس مكتب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، أنه تلقّى تأكيدا من وزارة العدل الليبية باعتقال سيف الإسلام القذافي، وقالت المتحدثة باسم مكتب المدعي العام فلورنس أولارا في هذا الصدد، أن الجنائية الدولية تنسّق مع وزارة العدل الليبية "لضمان تماشي أي إجراء يتعلق باعتقال سيف الإسلام مع القانون." و في سياق متصل، قال الناطق باسم المحكمة الجنائية الدولية فادي العبد الله في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية، أن السلطات الليبية ملزمة بتسليم سيف الإسلام للجنائية الدولية، و لم يستبعد من جهة أخرى أن تجري محاكمة نجل القذافي في ليبيا، لكن شرط أن تطلب السلطات الليبية رسميا ذلك. من جانبه، ذكر القائد السابق لعمليات حلف شمال الأطلسي في ليبيا الجنرال شارل بوشار أن إجراء محاكمة عادلة لسيف الإسلام أمر في غاية الأهمية لمصداقية و شرعية السلطات الليبية الجديدة. و أضاف أن ليبيا يتعين عليها أن تظهر قدرتها على ممارسة شرعيتها عبر القانون و النظام و محاكمة عادلة. وقد حاول وزير العدل في الحكومة الليبية المؤقتة، طمأنة الرأي العام الدولي حول مصير سيف الإسلام خاصة بعد المصير الذي لقيه والده بعيد اعتقاله، حيث أكد احترام السلطات الليبية الجديدة "للعدالة والمحاكمات العادلة"، مضيفا أنه سيتم محاكمة سيف الإسلام في محاكمة عادلة سواء أمام المحاكم الليبية أو محكمة الجنايات الدولية، غير أنه استدرك القول بأن كل معايير المحاكمات العادلة متوفرة حاليا في ليبيا بعد إلغاء المحاكم الاستثنائية واستقلال القضاء كما قال، مع الإشارة إلى أن القضاء الليبي هو الأصل، بينما القضاء الدولي هو قضاء تكميلي، مضيفا أنه سيتم محاكمة "كل رموز النظام السابق وفق المعايير الدولية"، كما حاول العلاقي التأكيد على أن حياة سيف الإسلام ستكون مصانة، وأن مصيره لن يكون مثل مصير والده.