تعرف بلدية بئر توتة، في السنوات الأخيرة، زيادة كبيرة في عدد السكان، خصوصا بعد أن تحوّلت إلى وجهة لاستيعاب عدد من المشاريع السكانية التابعة لولاية الجزائر العاصمة، إذ رحلت إليها عائلات من شتى الأحياء القديمة في عمليات إعادة الإسكان الأخيرة، وتعرف حاليا مشاريع بناء آلاف الوحدات السكنية· كما أنها أصبحت وجهة مفضّلة لعدد من العائلات الباحثة عن بناء سكنات فسيحة، هروبا من أقفاص وسط العاصمة ومشاكلها· وبالرغم من هذا، ما زال المركز الصحي الوحيد بالبلدية يسير بنفس النمط الذي كان عليه منذ سنوات دون مراعاة هذه المتغيرات، إذ يفتقر إلى أدنى الخدمات الواجب توفرها للحفاظ على الصحة العمومية، حيث لا يتوافر على مخبر للتحليل أو مركز للأشعة، كما يفتقر إلى عدة اختصاصات مطلوبة من السكان كطب النساء والأمومة لمتابعة المرضى الحوامل أو طب الأطفال· كما يضطر السكان للانتقال إلى المراكز الصحية بالبلديات المجاورة لبئر توتة من أجل تطعيم أبنائهم، إذ يؤكد أحد سكان بئر توتة ل بالجزائر نيوزا أنه يضطر لنقل ابنه إلى غاية بلدية براقي من أجل تطعيمه ليتحمّل أعباء التنقل والتطفل على مراكز السكان في البلديات الأخرى، في حين أنه لو تدعم مركزهم بهذه الخدمة، فإنه سيوفر عناء كبيرا للسكان سيما أصحاب الأمراض المزمنة· ويتساءل سكان بئر توتة عن سبب اعتماد مركزهم الصحي الوحيد لأوقات دوام مغايرة تماما لتلك المعتمدة في المراكز الصحية الموجودة على تراب العاصمة، إذ ينتظر قاصدو المركز من أجل كشف طبي إلى غاية الساعة العاشرة للبدء في العمل، في حين يغلق المركز الطبي أبوابه قبل الرابعة زوالا، ما يجعل الراغب في إجراء كشف طبي بعد ذلك الدوام، الذي ينفرد به عمال المركز الصحي لبئر توتة دون غيرهم من عمال وزارة الصحة، مخيرا بين البحث عن الأطباء الخواص ببئر توتة، أو التطفل على مرضى العيادات الجوارية في الأحياء والبلديات االمحظوظةب· ويطرح توفر معظم التخصصات الطبية بما فيها طب النساء والأمومة وطب الأسنان في بعض المراكز القريبة من وسط العاصمة، إضافة إلى مخابر التحاليل كمراكز حسين داي أو ميسوني أو العناصر، في حين لا تتوافر مراكز طبية جوارية ببلديات أخرى إلا على هياكل وبنايات شاغرة دون تخصصات طبية واسعة الطلب، أو معدات وأجهزة ضرورية في الحفاظ على الصحة العمومية·