تعيش مناطق خميستي وبواسماعيل وفوكة غليانا كبيرا بسبب انقطاع خدمات الهاتف والأنترنت عن المنازل وانقطاع البث التلفزيوني عن البعض الآخر لارتباطه بالشبكة العنكبوتية، بعد أن قامت ''عصابات النحاس'' منذ أسبوع بسرقة ما يقدر ب 200 متر من الكوابل، حسب ما استقيناه من سكان محليين أصبحوا يطالبون ''اتصالات الجزائر'' بالتعويض، بينما تقول الأخيرة إن ''إعادة الخدمة تنفذ تدريجيا''· يقول (جمال· م) القاطن بتعاونية الفتح التي تضم 156 منزل، بمنطقة بواسماعيل، إن ''سكان التعاونية ضاقوا ذرعا من التأخر الفادح والمفضوح لاتصالات الجزائر في إعادة خدمات الهاتف والأنترنت والبث التلفزيوني''، موضحا أن كثيرا من السكان ''يعتمد في بيته على وسائل اتصال حديثة كالتلفزيون عبر النت، ناهيك عن خدمات الأنترنت القاعدية والهاتف التي باتت من البديهيات بمنازل الجزائريين، وهم يدفعون نظير خدماتها أقساطا مقدمة لاتصالات الجزائر تتراوح ما بين 3 و12 شهرا، لكن هذه الأخيرة لا تلتزم بمضامين عقودها مع الزبائن، إذ كثيرا ما تنقطع الخدمات دون سابق إنذار دون تعويض ولا حتى اعتذار من اتصالات الجزائر''· ويقول آخر أن عدد كبير من السكان أنشأوا أنظمة إنذار في منازلهم ترتبط بخطوط الهاتف مشيرا إلى وقوع حادثة لحظة انقطاع خدمات اتصالات الجزائر ''حيث انطلقت الإنذارات مدوية في وقت واحد، وباتت حاليا منازلنا لهذا السبب دون أنظمة آمان''· ما حدث ببعض مناطق غرب العاصمة كفوكة وخميستي وبواسماعيل، وهي المناطق التي انطلقت منها أحداث العنف في الجزائر بداية العام الجاري، هو أن ''عصابات النحاس هي التي قامت بسرقة ما مسافته 200 متر وتسببت في عطل واسع، حسب ما ورد إلينا من معلومات عن مناطق مجاورة تعيش وضعا مماثلا للذي تعرفه منطقتنا في بواسماعيل''، يقول (جمال· م)· ويضيف هذا الأخير، إنه ''في الوقت الذي يسوّق الوزير ويروج لوسائل وتكنولوجيات إعلام واتصال حديثة وإنشاء شبكات جديدة، لا تستطيع وزارته حتى تأمين منشآتها وكوابلها''، مبديا أسفه وندمه الشديدين مع عدد من جيرانه لارتباطه تجاريا في هذا المجال مع ''اتصالات الجزائر''· وينقل المتحدث الذي يقول إنه بعد أن طفح الكيل بالسكان بدأوا في عرض شكاوى على وكالات اتصالات الجزائر المختصة إقليميا، ''فأنا مثلا قيل لي في بواسماعيل إنه يتعيّن عليّ كتابة طلب خطي من أجل توقيف الخدمة حتى لا يتم تسجيل المستحقات المالية على خطي الهاتفي، وهو أمر غير معقول ولا منطقي، بما أن اتصالات الجزائر يفترض أن تعرف جيدا الزبائن الذين مستهم سرقات الكوابل''، متسائلا عما إذا ''كان هذا الطلب المحيّر يدل على أن اتصالات الجزائر عاجزة عن تحديد الخطوط العاطلة عبر شبكتها، كما يُفترض أن يكون؟''· وقال (جمال· م) إنه امتنع صراحة عن كتابة الطلب ''لعدم منطقيته وغرابته، خاصة وأن الزبائن يدفعون لاتصالات الجزائر مسبقا''، مثيرا قضية التعويض التي أصبحت تتردد في شكل مطلب بين السكان المتضررين الذين يعيشون حالة غليان حقيقي، ''خاصة أولئك الذين ترتبط تلفزيوناتهم بأجهزة ووسائل بث وإرسال عبر النت كالتي أملك في البيت· وما يزيد في تأجيج الوضع هي تلك الردود البيروقراطية التي تستعملها الإدارة''، مضيفا إن بعض الزبائن أبلغتهم اتصالات الجزائر في بواسماعيل ''أنهم ينتظرون أوامر إعادة الخدمة من المديرية الجهوية لولاية البليدة''· إتصالات الجزائر: الخدمة تعود بالتدريج من جهته، قال مسؤول الإعلام لاتصالات الجزائر، حكيم مزياني، في تصريح ل ''الجزائر نيوز''، أمس، إن الأعطاب طالت حقيقة الكوابل وبعض الألياف البصرية، محددا منطقة واحدة فقط للخلل بغرب العاصمة، وهي ''خميستي'' في بواسماعيل، موضحا أن اتصالاته بالمسؤولين في البليدة وبواسماعيل تؤكد أن ''خدمة الهاتف والأنترنت تعود إلى السكان ابتداء من مساء اليوم'' (الاتصال أجري زوال أمس)، واصفا أسباب الوضع التقني بأعمال تخريب·