تسببت عمليات سرقة الكوابل، سواء الهاتفية أو الكهربائية، عبر مختلف ولايات الوطن، في خسائر اقتصادية جسيمة للعديد من المتعاملين كشركة سونلغاز واتصالات الجزائر، علاوة على تعطيل مصالح المواطن، وكذا الهيئات والمصالح العمومية، جراء الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي، مما سبب العديد من الاحتجاجات، حيث سجلت مصالح الدرك خلال 8 أشهر الأخيرة سرقة أزيد من 35 كلم بين كوابل هاتفية وكهربائية، فيما وصلت إلى 200 كلم في 3 سنوات الأخيرة. * وحسب الحصيلة الصادرة من قيادة الدرك الوطني تحصلت "الشروق" على نسخة منها، فإن مصالحها عالجت منذ بداية السنة الجارية 262 قضية متعلقة بسرقة الكوابل الهاتفية والكوابل الكهربائية، حيث سجلت سرقة 35 ألف متر أي ما يعادل 35 كلم بين كوابل هاتفية وكهربائية، تم استرجاع كمية 3379.4 متر من إجمالي 12503.3 متر من الكوابل الكهربائية المسروقة، كما تم استرجاع كمية من إجمالي 20233 متر من الكوابل الهاتفية المسروقة، فيما تم توقيف 84 شخص. * وحسب ذات الهيئة، فإن ظاهرة سرقة الكوابل الكهربائية والهاتفية بدأت تأخذ أبعادا خطيرة على كل المستويات خاصة الأمنية، حيث تشجع العصابات على ارتكاب الجرائم في المناطق والأحياء التي تفتقد للإنارة في جنح الظلام، جراء الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي، كما أن نشاط العصابات المختصة في ذلك، تزداد كل عام بالنظر إلى قيمة مادة "النحاس" وثمنها الباهظ، والذي ترى فيه عصابات استرجاع هذه المادة فرصة الثراء والربح السريع، دون الأخذ بعين الاعتبار النتائج المترتبة عن ذلك، التي تتعرض لها أملاك الدولة، وبالأخص مؤسستا اتصالات الجزائر، وسونلغاز من الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي، وتعطل شبكة الهاتف، ناهيك عن الخسائر بالملايير، كما تسببت في تعطيل مصالح المواطن، وذلك جراء الإنقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي التي تؤدي بالضرورة إلى إتلاف العديد من الأجهزة الكهربائية والكهرومنزلية، كذلك تعطل الخدمات على مستوى المصالح الإدارية والعمومية، ذات العلاقة المباشرة المواطن. * وحسب ذات الجهة، فإن ظاهرة سرقة الكوابل الهاتفية والكهربائية، عرفت خلال السنة الجارية تصاعدا خطيرا، مقارنة بالسنتين الفارطتين، حيث ارتفع عدد القضايا من91 قضية سنة 2009 إلى255 قضية سجلت من خلاله سرقة 30729 متر من الكوابل الكهربائية و7333 متر من الكوابل الهاتفية سنة 2009، وارتفع سنة 2010 ليصل إلى 95751 متر من الكوابل الكهربائية و13672.5 متر من الكوابل. * وتأتي ولايات تيزي وزو وبومرداس ومستغانم، حسب الحصيلة ذاتها، في مقدمة الولايات التي عرفت أكبر عدد من القضايا في هذا الصدد، ومن بين أهم القضايا التي سجلتها مصالح الدرك خلال السنة الجارية، في هذا الإطار، كانت في كل من تيزي وزو، حيث تقدم مسؤول وكالة سونلغاز بالإربعاء ناث ايراثن، لدى الفرقة المحلية من أجل إيداع شكوى ضد شخص مجهول الهوية، بتهمة التحطيم العمدي لممتلكات الدولة، وسرقة 2400 متر من الكوابل الكهربائية من الخط الذي يوصل الكهرباء لمنطقة ايسبانن بلدية ايت تودرت، وكذا في ولاية المدية، وبالضبط في دوار أولاد عملال بلدية البرواڤية الذي عرف حادث سرقة وقع ليلة التاسع إلى العاشر من شهر جون 2011، حيث قامت مجموعة أشرار قامت بسرقة 1050 متر من الكوابل الكهربائية، التي توصل الكهرباء لبلدته، وفي تلمسان بسرقة 800 متر من الكوابل الكهربائية من منطقة محجوب بلدية سيدي الجيلالي، وفي مستغانم حيث تم حجز كمية من معدن النحاس كانت مخبأة بمستودع سري، وكمية أخرى كانت مخبأة داخل السيارات المحجوزة، وتتمثل في 37 كلغ من الأسلاك الكهربائية من معدن النحاس، 173 كلغ من أسلاك توصيلات الهاتف، و399 كلغ من أجزاء الأنابيب النحاسية.