تنظم دار الثقافة مولود معمري بتيزي وزو، ولمدة ثلاثة أيام كاملة، لقاء تكريميا خاصا للفنان القبائلي الكبير كريم أبرانيس، عرفانا له على ما قدمه للأغنية القبائلية والجزائرية والنجاح الذي حققته فرقة ''أبرانيس'' في تمثيل الأغنية الجزائرية في الخارج، وكذا احتفالا ببلوغ 40 سنة من مشوارها الغنائي والموسيقي· شهدت القاعة الشرفية لدار الثقافة مولود معمري، أول أمس الخميس، توافد عدد هائل من محبي الفنان القدير كريم أبرانيس لمشاركته حفل افتتاح التظاهرة المخصصة له، وقد ميز هذا اللقاء وجود العديد من الفنانين القبائليين والشخصيات الفنية والموسيقية التي رافقت أبرانيس خلال مشواره، وكذا العديد من أصدقائه. وقد افتتح الحفل بتقديم شهادات عن الفنان، حيث أجمع المتدخلون على أن النجاح الكبير الذي حققه الفنان كريم أبرانيس في حياته الفنية والموسيقية راجع إلى جديته في العمل وتعلقه وحبه الكبير للموسيقى والغناء، وإلى وفائه وصراحته. وقال أحد مرافقيه إن فرقة أبرانيس بقيادة الفنان كريم استطاعت أن ترفع التحدي في سنوات السبعينيات والثمانينيات، وذلك باختيارها للطابع الموسيقي العصري ''الروك'' بالرغم من أن هذا الطابع -حسبه- لم يكن في ذلك الوقت يلقى اهتمام الجمهور القبائلي والجزائري· وحسب المتدخل، فإن فرقة ''أبرانيس'' استطاعت أن تروّج لهذا الطابع بعدما حققت نجاحا في ألبوماتها الأولى. ويرى المتدخلون أن الرحلات الفنية والموسيقية التي قامت بها فرقة ''أبرانيس'' في مختلف مدن وعواصم العالم هو أكبر تحد لفرقة غنائية شابة نقلت الموسيقى الجزائرية إلى الخارج في وقت كانت الأوضاع الاجتماعية بالبلاد صعبة جدا، لكن حب الموسيقى والتحدي منح لفرقة ''أبرانيس'' شهرة عالمية. وفي كلمته، أكد كريم أبرانيس صاحب رائعة ''ليندة'' أن مبادرة تكريمه من طرف مديرية الثقافة بهذه الطريقة في مناسبة إصدار ألبومه الجديد بعنوان ''روايح'' وكذا لبلوغ مشواره الفني 40 سنة هو أحسن فعل لرد الجميل له، واعترف أن هذا اللقاء منح له الفرصة بلقاء مباشر مع جمهوره. وتطرق ''أبرانيس'' خلال كلمته إلى تجربته التي جسدها في مختلف العواصم والبلدان التي زارها في العالم. كما فضّل ''أبرانيس'' الخروج عن الخطاب الفني والحديث عن البلد قائلا ''بعد التجربة التي منحتني الفرصة لزيارة العديد من بلدان وعواصم العالم تأكدت أن بلدي الجزائر كبير جدا وأفضل من العديد من البلدان''· وقال إن ''الجزائر تملك كل المؤهلات التي من شأنها أن تجعلها من أكبر بلدان العالم في جميع النواحي''· وتأسف ''أبرانيس'' من الوضعية التي يعيشها الشباب الجزائري، داعيا إلى ضرورة تغيير الأوضاع بالبلاد بطريقة سلمية، وأن يتم تكريس الديمقراطية والحريات. من جهة مقابلة، طالب بإعادة الاعتبار للفنان الجزائري والتكفل به، كما طالب بضرورة منح الفرصة للفنانين بصفة متكررة للقاء فيما بينهم، ''تخصيص مكان معين للقاء الفنانين يساهم في تنشيط الحركية الفنية ويخلق علاقات وطيدة بين الجيلين''. هذا، وأكد الموسيقي الشاب المبدع ''يوبا'' وهو ابن كريم أبرانيس، أنهم سيحملون المشعل ويحافظوا على تقاليد وسمعة فرقة ''أبرانيس''.