بدا، رئيس الجمهورية، أمس، راضيا على الإصلاحات السياسية التي أمر بها في بداية الثلاثي الأول من هذا العام، تزامنا مع قيام ما يسمى ب ''ثورات الربيع العربي''، عندما وعد بالعودة إلى المسار الديمقراطي الحقيقي -وفق قيم ديمقراطية- تضمن التداول على السلطة والعدالة الاجتماعية· أكد الرئيس في كلمته التي لم تدم سوى بضع دقائق، أن الإصلاحات التي باشرها جدية ولا يمكن التراجع عنها· ويأتي رد الرئيس على الانتقادات التي وجهها عدد من أطراف الطبقة السياسية من بينهم زعيمة حزب العمال لويزة حنون التي طالبت الرئيس بضرورة التدخل والتشريع بأوامر رئاسية وحل البرلمان، ورأت أن البرلمان لم يحترم تعهدات الرئيس بالإصلاح وأبو جرة سلطاني زعيم حركة مجتمع السلم ''الحزب الإخواني'' الذي يطمح لتحقيق انتصار في الاستحقاقات القادمة على غرار النهضة بتونس والتنمية والعدالة في المغرب· ووصلت انتقادات بعض أعضاء مجلس الأمة مثل المجاهدة زهرة ظريف بيطاط، التي نددت بالتعديلات التي مست عدد من القوانين· وكان المتتبعون للوضع السياسي في البلاد ينتظرون أن ينتقد الرئيس أعضاء البرلمان الذين أجروا تعديلات جوهرية لعدد من القوانين خاصة ما تعلق بقانون تمثيل المرأة في المجالس المنتخبة، أو قوانين أخرى تتعلق بالانتخابات وحتى الأحزاب والجمعيات، لكنه اعتبر في كلمته بأن الإصلاحات السياسية التي أمر بها وباشرها الجهاز التنفيذي والتشريعي جدية، وسيتم توسيع التشاور لإثراء هذه الإصلاحات وبلوغ مسار ديمقراطي حقيقي· وفضّل رئيس الجمهورية ترك ''السوسبانس'' فيما يخص استدعاء الهيئة الانتخابية والإعلان عن تنظيم انتخابات برلمانية مسبقة قبل موعدها بنحو ثلاثة أشهر إلى يوم الأحد المقبل، حيث سيعقد مجلسا للوزراء يتناول فيه بالدراسة والتحليل العديد من المحاور أهمها قانون الصفقات العمومية، حيث سيتم إدراج تعديلات وميكانيزمات قانونية جديدة عليه من خلال وضع نصوص قانونية وإجرائية تضمن ليونة في تجسيد المشاريع الاستراتيجية بهدف مكافحة الفساد· وفي كلمة ألقاها الرئيس بوتفليقة، أمس، بجامعة عمار ثليجي بالأغواط على هامش الافتتاح الرسمي للسنة الجامعية 2011-,2012 وبينما كان الجميع ينتظر الإشارة إلى المواعيد الانتخابية وجملة الإصلاحات السياسية التي وعد بها في خطابه للأمة يوم 15 أفريل الماضي، وشرع في تقنينها، فضّل الرئيس عدم الخوض في هذا المجال، تاركا ''السوسبانس'' ليوم الأحد المقبل، حيث سيتم خلال اجتماع مجلس الوزراء تحديد موعد الانتخابات التشريعية القادمة لانتخاب برلمان يتكفل بمهمة تعديل الدستور الذي سيكون، حسب ما أكده وزير الخارجية مراد مدلسي في تصريحات سابقة، في النصف الأول من العام المقبل، كما سيناقش الاعتمادات المالية الخاصة بوزارة الداخلية للتحضير للانتخابات التشريعية .2012 ترقية ثمانية مراكز جامعية إلى مصاف جامعات أعلن رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، في تدخله عن ترقية ثمانية مراكز جامعية عبر الوطن إلى مصاف جامعات، ويتعلق الأمر بالمراكز الجامعية للوادي وخميس مليانة وسوق اهراس والبويرة وخنشلة وغرداية وبرج بوعريريج والطارف· وكان الرئيس بوتفليقة قبل ذلك قد أشرف على تدشين عدد من الهياكل الجامعية من بينها كلية للعلوم الإنسانية والاجتماعية تتسع ل 2000 مقعد، وتضم هذه الكلية 4 مدرجات و88 قاعة للتدريس والأعمال التطبيقية، إلى جانب مكتبتين تتسع كل واحدة ل 50 مقعدا، ناهيك عن مرافق إدارية متعددة· كما دشن أيضا مدرجا يتسع ل 600 مقعد يحتوي على نادي وقاعة للأنترنت وقاعة عروض، وافتتح طابقا للأبحاث يضم 10 مخابر بحث ونادي ومكتبة وقاعة اجتماعات وأخرى للعروض· وأمر الرئيس خلال افتتاحه السنة الجامعية في الأغواط، وزيري التعليم العالي والبحث العلمي والصحة وإصلاح المستشفيات، بترقية التكوين الطبي واستحداث مؤسسات استشفائية بالجنوب·