يستغل عناصر تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي الأيام الأخيرة من نهاية السنة الجارية لجمع الأموال بتراب ولاية تيزي وزو، وهي العملية التي تدخل في إطار دفع ''جزية السنة''· حسب ما علمته ''الجزائر نيوز'' من مصادر مطلعة، فإن العديد من الأثرياء ورجال الأعمال والمستثمرين بمختلف مناطق الولاية تعرضوا لضغوطات الإرهابيين الذين طالبوهم بدفع مبلغ مالي محدد، تحت التهديد بالاختطاف أو القتل· وكشفت مصادرنا أن الأجهزة الأمنية بتيزي وزو تلقت، منذ بداية الشهر الجاري، شكاوى رفعها بعض الأشخاص المستهدفين، ومن خلال عملية الاستعلام تبين أن الجماعات الإرهابية كثفت من نشاطها لجمع المال بمعظم المناطق الريفية والحضرية بولاية تيزي وزو· وأشار المصدر إلى أن الإرهابيين يمارسون ضغوطات على ضحاياهم، وتخييرهم بين دفع المال أم الاختطاف أو القتل· كما فرضوا عدة تهديدات على المستهدفين، على غرار كتم السر وعدم إبلاغ مصالح الأمن أو تعرضهم للتصفية· ويتم تحديد المبلغ المالي لكل واحد حسب أملاكه واستثماراته· وحسب المعلومات المتوفرة لدينا، فالجماعات الإرهابية، وقصد تفادي الاختطاف حددت مبلغا ماليا محددا على بعض رجال الأعمال يدفعونها كل ثلاثة أشهر للتنظيم الإرهابي، مقابل عدم تعرضه هو وعائلته وممتلكاته لمكروه، وهي العملية التي تتم بطريقة دورية ومنتظمة، وفي حالة عدم الالتزام بقرارهم يتعرضون للاختطاف· وفي آخر السنة يجبرونهم أيضا على دفع ما يسمى ''جزية السنة''· واستنادا للمصدر الذي أورد الخبر، فإن الإرهابيين، بهذه الوسيلة التي تهدف إلى سد العجز المالي الذي يتخبط فيه التنظيم الإرهابي، يستهدفون بصفة أكثر المقاولين وكبار التجار والفلاحين وأصحاب المرملات وتجار للخضر والفواكه ومالكي حافلات نقل المسافرين وشاحنات كبيرة للنقل وأصحاب مؤسسات النقل ومالكي المخابز··· وغيرهم· وفي الآونة الأخيرة، وجهوا أنظارهم بكثافة إلى مالكي معاصر الزيتون، علما أننا في فترة جني وعصر الزيتون بمنطقة القبائل· وأضاف مصدرنا أن العديد من الأشخاص المستهدفين لم يكن بمقدورهم إبلاغ لدى مصالح الأمن، وفضّلوا الرضوخ لمطالب الإرهابيين خوفا على حياتهم وعائلاتهم· وفي ما يخص طريقة دفع المال، صرح مصدرنا أن العملية تتم في سرية تامة، وبأماكن يحددها الإرهابيون أنفسهم، ويقومون بتغيير المكان عدة مرات قصد تجنب سقوطهم في فخ مصالح الأمن في حالة إبلاغ الضحية عن الأمر· وأضاف إنه بالمناطق الريفية التي تفتقر للأمن يقوم الإرهابيون باقتحام منازل ضحاياهم بعد عملية الرصد والمراقبة بهدف ترهيب وتخويف الضحية وأفراد عائلته· عصابات المافيا تبتز المواطنين باسم القاعدة الظاهرة التي أصبحت تعرف استفحالا خطيرا بولاية تيزي وزو، هو الارتفاع المرعب لشبكات المافيا التي تكثف من مخططاتهم الإجرامية· وبالرغم من توصل مصالح الأمن، منذ بداية سنة ,2011 إلى تفكيك عدة شبكات مختصة في الاختطافات وسرقة المركبات وابتزاز المواطنين والأثرياء من أموالهم وممتلكاتهم باسم تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، إلا أن هذه أخذت أبعادا خطيرة في الآونة الأخيرة، إذ لا يكاد يمر يوم إلا ويتم تسجيل حالات إجرامية في مختلف مناطق تيزي وزو كتنفيذ الحواجز المزيفة والاختطافات واقتحام المنازل والسرقة باستعمال الأسلحة، ويقف وراءها عصابات المافيا التي تستغل نقص التغطية الأمنية بتراب الولاية لتنفيذ مخططاتهم الإجرامية، وقد تمكنت من زرع الرعب في عدم مناطق، لاسيما بكل من بوغني ومعاتقة وواضية وبني دوالة وبني زمنزر وفريحة وأغريب وإيعكوران وواقنون وبوجيمعة والطريق الوطني رقم 25 الرابط بين ذراع بن خدة وذراع الميزان والطريق الولائي رقم 128 الرابط بين بوغني وذراع بن خدة، وكذا الطريق الوطني رقم ,30 وهي المناطق التي يستغلها عناصر المافيا، بالنظر لموقعها الجغرافي وسهولة الفرار التي أصبحت مسرحا للعديد من العمليات الإجرامية، وأصبح المواطن القبائلي لا يفرق بين العناصر الإرهابية وعناصر المافيا، خصوصا أن المافيا يفضّلون تنفيذ مخططاتهم بالمظهر الإرهابي لتخويف وتهريب المواطنين· وفي الكثير من الحالات التي عالجها مجلس قضاء تيزي وزو تبين أن هؤلاء يصرحون لضحاياهم أنهم إرهابيون وينشطون في سرايا مختلفة·