أحبطت قوات الأمن المشتركة مساء أول أمس اجتماعا طارئا لأمراء سرايا وكتائب الجماعة السلفية للدعوة والقتال الناشطة بتيزي وزو، كان سيعقد بغابات أكفادو الواقعة على الشريط الغابي الحدودي لولايتي تيزي وزو· وجاءت هذه العملية إثر المعلومات الدقيقة التي تسربت إلى مصالح الأمن، هذه الأخيرة استخدمت المروحيات والمدرعات الآلية لقصف المنطقة· وهذه العملية تؤكد المعلومات التي تطرقت إليها ''الجزائرنيوز'' في أعدادها السابقة، والتي كشفت أن قيادة التنظيم الإرهابي بمنطقة القبائل يواجهون صعوبات كبيرة في عقد المؤتمرات والاجتماعات حتى على مستوى الغابات التي تعرف بالقواعد الخلفية للإرهاب· وتشير المعلومات التي تحصلت عليها ''الجزائر نيوز'' من مصادر مؤكدة، إلى أن الأمير الوطني لتنظيم ما يسمى بالجماعة السلفية للدعوة والقتال المدعو عبد المالك درودكال المكنى ''أبو مصعب عبد الودود''، هو من أمر شخصيا من أحد أمراء منطقة القبائل، لم يتم الكشف عن اسمه، بالإشراف عن هذا الاجتماع على مستوى أكفادو، يجمع أمراء كل من كتيبة الأنصار وكتيبة النور وكتيبة الفاروق وممثل عن كتيبة درودكال، وغيرها من السرايا على غرار سرية عين الحمام وسرية بوغني وسرية ذراع الميزان وسرية ميزرانة وسرية بني دوالة وغيرها· وحسب مصادرنا، فقد برمج هذا الاجتماع بغرض بحث ودراسة الوضعية الصعبة التي تتخبط فيها القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي بولاية تيزي وزو، لاسيما صعوبة تنفيذ العمليات الإجرامية بترابها، ناهيك عن تمكن قوات الأمن في الأشهر الأخيرة من القضاء على عدد معتبر من الإرهابيين، من بينهم أمراء· كما يسعون إلى إيجاد حلول عاجلة للمشاكل التي يواجهونها في الميدان، خصوصا فيما يخص الصعوبات التي يصادفونها في حركات التنقل بالمناطق الريفية والحضرية في كل تيزي وزو وكذا على مستوى حدودها مع البويرة وبومرداس وبجاية، إضافة إلى غياب الاتصال بين السرايا والكتائب وغياب التنسيق· وتأتي عملية إحباط هذا الاجتماع، حسب المصدر الذي أورد الخبر، بفضل تسرب معلومات دقيقة من أطراف مجهولة لمصالح الأمن منذ ثلاثة أيام تفيد بتحضير قيادة التنظيم الإرهابي بمنطقة القبائل لعقد اجتماع طارئ في غابات الجهة الشرقية لولاية تيزي وزو نهاية الأسبوع، دون تحديد المكان بالضبط، مما دفع بقوات الأمن المشتركة إلى تكثيف وجودها في غابات المنطقة الشرقية· وأضافت ذات المصادر، أن قوات الجيش تلقت معلومات صبيحة أمس من بعض سكان الناحية الشرقية لتيزي وزو، تفيد برصد تحركات إرهابيين وأكدوا لهم أنهم لاحظوا تحركات لأعداد هائلة من العناصر الإرهابية وعلى شكل جماعات تتجه نحو أدغال وغابات أكفادو، بعدها قامت قوات الأمن المشتركة بالتدخل الفوري، بعدما اكتشفت أن الاجتماع برمج على مستوى غابات أكفادو المعروفة بأنها من الملاجئ الرئيسية للإرهابيين منذ التسعينيات، والواقعة على الشريط الحدودي بين ولايتي تيزي وزو وبجاية، فشرعت في عملية تمشيط واسعة النطاق استهدفت هذه الغابات، واعتمدت على المروحيات الحربية والمدرعات الآلية لقصف غابات المنطقة· وامتدت عملية القصف إلى الغابات المجاورة، وهذا ما دفع بقيادات التنظيم الإرهابي إلى إلغاء هذا الاجتماع والفرار من هذه الغابات إلى المناطق المجاورة·