بشارة الملائكة لمريم: ''قَالَتْ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ، يَامَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ'' يذكر تعالى أن الملائكة بشرت مريم باصطفاء الله لها من بين سائر نساء عالمي زمانها، بأن اختارها لإيجاد ولد منها من غير أب وبُشرت بأن يكون نبياً شريفاً ''يُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ'' أي في صغره يدعوهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وكذلك في حال كهولته، فدل على أنه يبلغ الكهولة ويدعو إلى الله فيها، وأُمرت بكثرة العبادة والقنوت والسجود والركوع لتكون أهلاً لهذه الكرامة ولتقوم بشكر هذه النعمة، فيقال إنها كانت تقوم في الصلاة حتى تفطرت قدماها (رضي الله عنها ورحمها ورحم أمها وأباها). عن أنس، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): احسبك من نساء العالمين بأربع، مريم بنت عمران، وآسية امرأة فرعون، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد''. قصة حمل مريم بعيسى (عليه السلام): لما خاطبتها الملائكة بالبشارة لها باصطفاء الله لها، وبأنه سيهب لها ولداً زكياً يكون نبياً كريماً طاهراً مكرماً مؤيداً بالمعجزات، فتعجبت من وجود ولد من غير والد، لأنها لا زوج لها، ولا هي ممن تتزوج، فأخبرتها الملائكة بأن الله قادر على ما يشاء إذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون، فاستكانت لذلك وأنابت وسلمت لأمر الله، وعلمت أن هذا فيه محنة عظيمة لها، فإن الناس يتكلمون فيها بسببه، لأنهم لا يعلمون حقيقة الأمر، وإنما ينظرون إلى ظاهر الحال من غير تدبر ولا تعقل. وكانت إنما تخرج من المسجد في زمن حيضها أو لحاجة ضرورة لابد منها من استقاء ماء أو تحصيل غذاء، فبينما هي يوماً قد خرجت لبعض شؤونها و''انتَبَذَتْ'' أي انفردت وحدها شرقي المسجد الأقصى، إذ بعث الله إليها الروح الأمين جبريل (عليه السلام) ''فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً'' فلما رأته ''قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَانِ مِنْكَ إِنْ كُنتَ تَقِيّاً''، ''قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لأَهَبَ لَكِ غُلاماً زَكِيّاً'' أي خاطبها الملك قائلاً لست ببشر ولكني ملك بعثني الله إليك لأهب لك ولداً زكيا. ''قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ'' أي كيف يكون لي غلام أو يوجد لي ولد ''وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُنْ بَغِيّاً'' أي ولست ذات زوج وما أنا ممن يفعل الفاحشة ''قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ'' فأجابها الملك عن تعجبها من وجود ولد منها قائلاً إنه وعد الله أنه سيخلق منك غلاماً ولست بذات بعل ولا تكونين ممن تبغين ''هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ'' أي وهذا أسهل عليه ويسير لديه، فإنه على ما يشاء قدير. وقوله ''وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ'' أي ولنجعل خلقه والحالة هذه دليلاً على كمال قدرتنا على أنواع الخلق، فإنه تعالى خلق آدم من غير ذكر ولا أنثى، وخلق حواء من ذكر بلا أنثى، وخلق عيسى من أنثى بلا ذكر، وخلق بقية الخلق من ذكر وأنثى. قال تعالى: ''وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا''. ذكر غير واحد من السلف أن جبريل نفخ في جيب درعها فنزلت النفخة إلى فرجها فحملت من فورها كما تحمل المرأة عند جماع بعلها. ولما نفخ فيها الروح لم يواجه الملك الفرجَ بل نفخ في جيبها فنزلت النفخة إلى فرجها فانسلكت فيه، كما قال تعالى: ''فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا'' قال تعالى: ''فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَاناً قَصِيّاً'' وذلك لأن مريم عليها السلام لما حملت ضاقت به ذرعاً، وعلمت أن كثيراً من الناس سيكون منهم كلام في حقها، فذكر غير واحد من السلف أنها لما ظهرت عليها مخايل الحمل كان أول من فطن لذلك رجل من عُباد بني إسرائيل يقال له يوسف بن يعقوب النجار، وكان ابن خالها فجعل يتعجب من ذلك عجباً شديداً، وذلك لما يعلم من ديانتها ونزاهتها وعبادتها وهو مع ذلك يراها حبلى وليس لها زوج، فعرَّض لها ذات يوم في الكلام فقال: يا مريم هل يكون زرع من غير بذر؟ قالت: نعم، فمن خلق الزرع الأول. ثم قال: فهل يكون ولد من غير ذكر؟ قالت: نعم إن الله خلق آدم من غير ذكر ولا أنثى. قال لها: فأخبريني خبرك. فقالت: إن الله بشرني ''اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابن مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنْ الْمُقَرَّبِينَ، وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنْ الصَّالِحِينَ''. ويروى مثل هذا عن زكريا عليه السلام أنه سألها فأجابته بمثل هذا. والله أعلم. وروى عن مجاهد قال: قالت مريم كنت إذا خلوت حدثني وكلمني وإذا كنت بين الناس سبح في بطني. قال محمد بن إسحاق: شاع واشتهر في بني إسرائيل أنها حامل، فما دخل على أهل بيت ما دخل على آل بيت زكريا. قال: واتهمها بعض الزنادقة بيوسف الذي كان يتعبد معها في المسجد، وتوارت عنهم مريم واعتزلتهم وانتبذت مكاناً قصياً . أرق نفسك بنفسك وتداوى بالطب البديل داووا مرضاكم بالصدقة التمر غذاءً مثالياً كافياً للإنسان: يعد التمر غذاءً مثالياً كافياً للإنسان لاحتوائه على المواد الغذائية الرئيسية مثل السكريات والأحماض، والمعادن والدهون والبروتينات وغيرها وفي المثل العامي ''التمر مسامير الركب''. كما أنه يحتوي على مضادات السرطان والمنشطات الجنسية، فإذا استخدم مع الحليب فإنه يزيد في الباءة يخصب البدن، فالتمر فيه معدن الفسفور وهو غذاء للحجيرات النبيلية وهي حجرات التناسل، وهذا يعطي القوة الجنسية، بالإضافة إلى حامض الأرجنين، وهو من الأحماض الأمينية الأساسية، وهذا الحامض له دوره المؤثر في الذكور، حيث يؤدي نقصه عند الذكور إلى نقص تكوين الحيوانات المنوية، ومن ثم فله أهمية وخاصة لبعض من يعانون العقم نتيجة نقص الحيوانات المنوية، لذلك فهو غذاء هام ومفيد يصلح للرجال ويساعدهم على الحفاظ على قدراتهم الجنسية، والهرمونات المهمة مثل هرمون البيتوسين الذي له خاصية تنظيم الطلق عند النساء، بالإضافة إلى أنه يمنع النزيف أثناء وعقب الولادة ومخفض لضغط الدم عندما تتناوله الحوامل. إن التمر هذه الفاكهة الحلوة الممتازة، غني جداً بالمواد الغذائية الضرورية للإنسان، فإن كيلوغراما واحدا منه يعطي ثلاثة آلاف كالوري أي ما يعادل الطاقة الحرارية للرجل متوسط النشاط في اليوم الواحد، وبعبارة أخرى إن الكيلوغرام الواحد من التمر يعطي نفس القيمة الحرارية التي يعطيها اللحم، وإن ما يعطيه الكيلو الواحد من البلح يعادل ثلاثة أضعاف ما يعطيه كيلو واحد من السمك. وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين قال الأستاذ محمد قطب: ''لا يكفي المال وحده لتأليف القلوب ولا تكفي التنظيمات الإقتصادية والأوضاع المادية، لابد أن يشملها ويغلفها ذلك الروح الشفيف، المستمد من روح الله، ألا وهو الحب، الحب الذي يطلق البسمة من القلوب فينشرح لها الصدر وتنفرج القسمات فيلقى الإنسان أخاه بوجه طليق''· تعريفات لفرق دينية إعرفها ولا تتبعها الموارنة: طائفة مسيحية كاثوليكية شرقية، أسسها في وادي نهر العاصي، أوائل القرن الخامس للميلاد· ناسك سوري هو القديس مارون (المتوفي حوالي العام 014 للميلاد)، فنسبت إليه· يوجد الموارنة في لبنان بخاصة حيث يؤلفون كبرى طوائفه المسيحية، وقد هاجر كثير منهم إلى عدد من المغتربات الأمريكية··· وغيرها· رئيسهم الروحي بطريرك يعرف ب ''بطريرك أنطاكية وسائر المشرق'' وكرسيه في ''بكركي'' بلبنان· قرآننا شفاؤنا قال الله تعالى: ''قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِي الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً، وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ، وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً، وَبَرّاً بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً، وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً''· الله قريب مجيب ''لا إله إلا الله حقا حقا، لا إله إلا الله تعبدا ورقا، لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه، لا إله إلا الله مخلصين له الدين، ولو كره الكافرون'' (آمين يا قريب يا مجيب)· السنة منهاجنا قال حبيبنا محمد (صلى الله عليه وسلم): يقول الله تعالى: ''شتمني ابن آدم ولم يكن له ذلك، يزعم أن لي ولداً وأنا الأحد الصمد الذي لم ألد ولم أولد ولم يكن لي كفواً أحد''· لمن كان له قلب الفرق بين الإسلام والمسيحية أولاً: إن الإسلام يدعو إلى توحيد الله في ذاته وصفاته، ويقول: إنه هو وحده مستحق للعبادة لا غيره: ''قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ''، بينما نجد المسيحية تدعو إلى عقيدة التثليث: الإله الأب، والإله الابن، والإله الروح القدس، وتقول: إن الثلاثة جميعاً يستحقون العبادة. ثانيا: إن المسيح في الإسلام ما هو إلا رسول كريم من عند الله سبحانه وتعالى، بينما هو الله في المسيحية. ثالثاً: إن المسيح في الإسلام جاء ليخرج بني إسرائيل من الضلال إلى الهدى ويدعوهم إلى عبادة الله وحده، أما في المسيحية فإنه جاء ليقتل ويموت على الصليب كفارة عن خطيئة آدم. رابعاً: الإسلام يدعو إلى الإيمان والعمل مصداقاُ لقوله سبحانه وتعالى: '' مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ'' (البقرة 62)؛ أما المسيحية فإنها تدعو إلى الإيمان بالإله الابن وترك الأعمال وخاصة الطائفة الإنجيلية، متبعين قول بولس: إِذْ نَعْلَمُ أَنَّ الإِنْسَانَ لاَ يَتَبَرَّرُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ، بَلْ بِإِيمَانِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، آمَنَّا نَحْنُ أَيْضاً بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، لِنَتَبَرَّرَ بِإِيمَانِ يَسُوعَ لاَ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ. لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ لاَ يَتَبَرَّرُ جَسَدٌ مَا. خامساً: إن الإسلام يؤكد على أن الله سبحانه وتعالى غفور رحيم يقبل توبة العباد فهو القائل في كتابه العزيز: ''وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ''· أما المسيحية، فإنها تؤمن بأن الله لم يعفو عن آدم ولم يشفق على ابنه حتى انتقم منه بالصلب، وهذا كفر بواح. سادساً: إن روح القدس في الإسلام هو الملك جبريل الذي أيد الله به المسيح عليه السلام، أما المسيحية فإنها تزعم بأن الروح القدس هو الله.