انتهى اجتماع المجلس الوطني للتجمع الوطني الديمقراطي، أمس، ببيان السياسي أبرز فيه الحزب توجهاته الكبرى بشأن المرحلة السياسية المقبلة، على رأسها العودة إلى نظام تحديد العهدات الرئاسية في عهدتين· وأوضح البيان السياسي للأرندي أن الحزب يقترح، فيما يخص تعديل الدستور، ''إعادة العمل بمبدأ تحديد العهدات الرئاسية باثنين وتعزيز سلطات البرلمان، لاسيما من خلال بسط رقابته على الحكومة التي يتعين أن يكون الوزير الأول منبثقا عن الحزب الحاصل على أكبر عدد من النواب· كما يقترح ضمان دور للمعارضة لدى البرلمان على نحو يسمح بتوجيه انشغالات الشارع نحو المجالس المنتخبة· وأكد الحزب تمسكه بالاقتراحات التي عرضها سابقا، منها اعتماد نظام شبه رئاسي يجسد من خلاله رئيس الجمهورية السيادة الوطنية و يصون وحدة الوطن و يحمي الدستور و يحتكم في العلاقات بين السلطتين التشريعية والتنفيذية· هذا ودعا الآرندي إلى التعجيل بوضع الأجهزة والنصوص المطلوبة لتجسيد فتح مجال السمعي البصري، مشيرا إلى ''هيمنة بعض وسائل الإعلام السمعية البصرية الأجنبية''، معتبرا أن تعدد القنوات التلفزيونية الوطنية من شأنه أن يساهم في ترقية صوت الجزائر وآرائها وصورتها عبر العالم· هذا وقال أحمد أويحيى إن استعادة الجزائر لاستقلالها المالي ومطالبتها بحق التفاوض في الاستثمارات بفائدة متبادلة دفع بعض الأطراف الخارجية للسعي إلى زعزعة استقراره، مضيفا أن الاضطرابات الخطيرة التي عرفتها الجزائر بداية 2011 كانت وراءها أطراف داخلية، ولكن أيضا أطراف خارجية كانت تأمل في تصفية حساباتها مع الجزائر· وفيما يخص الأحداث التي جرت وتجري في العالم العربي قال أويحيى، خلال كلمة ألقاها في الجلسة الافتتاحية للدورة الخامسة العادية للمجلس الوطني للتجمع الوطني الديمقراطي الخميس الفارط، إن الجزائر ضد أي تدخل أجنبي في أية دولة عربية كانت، مضيفا أن الشعب الجزائري يحترم سيادة الشعوب من منطلق احترامه لسيادته، وسيبقى ضد كل تدخل أجنبي في شؤون أية دولة عربية، سواء كان هذا التدخل من الشرق أو من الغرب· وأضاف أن الشعب الجزائري ليس في انتظار ربيع ديمقراطي لدخول الديمقراطية و أن الحرية والديمقراطية ليست جديدة في الجزائر بل تحتاج فقط للتطور، و في هذا السياق ذكر بان العالم عرف منذ نهاية القرن الماضي مفاهيم جديدة تستخدم في مصلحة الأقوياء منها واجب التدخل الإنساني و واجب حماية الشعوب· وسجل أويحيى أن مفهوم واجب التدخل الإنساني صنع في سياق الغزو الأول للعراق وأن مفهوم واجب حماية الشعوب جاء في بيان لمنظمة الأممالمتحدة في عيدها ال 60 سنة ,2005 مذكرا بأن البيان صادقت عليه الجزائر وهو يحتوي على جملة من المفاهيم الأخرى، غير أنه تساءل لماذا لم يستخدم واجب حماية الشعوب سنة 2008 لحماية شعب فلسطين في غزة ولا يستعمل اليوم لرفع الحصار عليهم، متأسفا لكون العالم يسير بمكيالين· في سياق أخر عاد أويحيى للحديث عن الفيس، معتبرا أن النظام الجمهوري محمي وأن الشعب قد فصل في مسألة عودة المتسببين في المأساة الوطنية إلى النشاط السياسي بتزكيته لميثاق السلم والمصالحة الوطنية، مضيفا أن دستور 1996 منع استعمال معايير في النشاط السياسي كالدين والعنف كما جاء في قانون الأحزاب لسنة 1997 الذي دفع البعض إلى تغيير اسم حزبهم لمواصلة النشاط السياسي·