أكد الامين العام للتجمع الوطني الديمقراطي، أحمد أويحيى، اليوم الخميس بالجزائر العاصمة أن الجزائر ضد أي تدخل أجنبي في أي دولة عربية كانت. و قال السيد أويحيى في كلمة ألقاها في الجلسة الافتتاحية للدورة الخامسة العادية للمجلس الوطني للتجمع الوطني الديمقراطي، أن "الشعب الجزائري يحترم سيادة الشعوب من منطلق احترامه لسيادته و سيبقى ضد كل تدخل اجنبي في شؤون أي دولة عربية سواء كان هذا التدخل من الشرق أو من الغرب". و أضاف ان الشعب الجزائري "ليس في انتظار ربيع ديمقراطي لدخول الديمقراطية" و ان "الحرية و الديمقراطية ليست جديدة في الجزائر بل تحتاج فقط للتطور". و في هذا السياق، ذكر بان "العالم عرف منذ نهاية القرن الماضي مفاهيم جديدة تستخدم في مصلحة الاقوياء منها واجب التدخل الانساني و واجب حماية الشعوب". و سجل السيد أويحيى ان مفهوم واجب التدخل الانساني صنع في سياق الغزو الاول للعراق و ان مفهوم واجب حماية الشعوب جاء في بيان لمنظمة الاممالمتحدة في عيدها ل 60 و ذلك سنة 2005 مذكرا ان البيان صادقت عليه الجزائر و هو يحتوي على جملة من المفاهيم الاخرى. غير أنه تساءل لماذا لم يستخدم واجب حماية الشعوب سنة 2008 لحماية شعب فلسطين في غزة و لا يستعمل اليوم لرفع الحصار على "الاشقاء في غزة" متأسفا لكون العالم يسير بمكيالين. و أضاف في هذا السياق انه "لا يجب ان ننسى ما يجري في العالم و ربطه بأحوالنا لنقول ان الجزائريين كافحوا الارهاب و صمدوا في عزلة للحفاظ على الجمهورية و اختاروا بسيادة تجسيد المصالحة الوطنية". كما تطرق الى"ما يسمى بالربيع العربي"مذكرا أن الشعب الجزائري"استرجع استقلاله و حريته من استعمار دام اكثر من قرن و حافظ على ديمقراطيته حتى في آلام الارهاب و المأساة الوطنية اكثر من 10 سنوات عاشها في عزلة". و ذكر ايضا ان الجزائر في سنوات الارهاب نظمت انتخابات رئاسية في 1995 و انتخابات تشريعية و محلية سنة 1997 و "كانت وقتها الديمقراطية مستمرة" مبرزا ان الشعب الجزائري "قدم مثالا للعالم العربي قبل 20 سنة" لما عرف التعددية الحزبية و الاعلامية. و ذكر في هذا الصدد ان ما بين 1989 و 1990 ارتفع عدد الاحزاب من واحد (1) الى 60 حزبا و عدد الجرائد قفز من 4 الى اكثر من 50 جريدة.