أغلقت، أول أمس، سوق الانتقالات الشتوية الخاصة ببطولتي القسم الأول والثاني، حيث سارعت الأندية إلى إبرام صفقاتها الأخيرة قبيل ساعات من انقضاء المهلة القانونية التي حددتها الرابطة الوطنية لكرة القدم· وإذا كان الإشكال الذي طرح في افتتاح هذه السوق والخاص أساسا بالقبضة الحديدية التي برزت بين الرابطة والأندية التي لم تسو ديونها تجاه لاعبيها قد انتهت، بعد وصول الأموال من وزارة الشباب والرياضة إلى الأندية، فإن ذلك لم يمر دون أن يترك بصماته على المشهد الكروي الاحترافي، حيث تميزت الفترة الأخيرة بتشنج كبير بين الأندية المعنية بهذه القضية ورئيس الرابطة محفوظ قرباج الذي أكد في هكذا مناسبة بأنه لن يسمح لأي ناد مهما كان وزنه بانتداب لاعبين جدد ما لم يسدد ديونه العالقة، وهو ما خلّف رد فعل عنيف من طرف الأندية المعنية بهذا الإجراء في صورة مولودية الجزائر، شباب قسنطينة وشباب باتنة··· إلخ· اليوم وفي الوقت الذي تحددت فيه معالم كل الاستقدامات والانتدابات التي قامت بها الأندية، يبدو أن كل فريق اقتنع بخياراته سواء تعلق بتسريح بعض العناصر أو الاستنجاد بأخرى· وبديهي جدا أن تكون كل العمليات التي أقدمت عليها الأندية قد تمت وفق معايير محددة وهادفة، انطلقت من حاجة كل فريق إلى نوع معين من التدعيم، تبعا للنقائص التي لاحظها خلال مرحلة الذهاب، حتى وإن كانت بعض هذه الأندية لم تنجح في كل صفقاتها، أو محاولات جلب بعض الأسماء التي دونتها إلا أن السواد الأعظم منها بذل الكثير من الجهد لاتمام الصفقات، وهو ما لمسناه من خلال تصريحات بعض الرؤساء والمدربين الذين تحدثوا عن عمليات الاستقدامات التي أقدموا عليها طيلة فترة الميركاتو· واذا كان هناك فريق قد احتل المرتبة الأولى من حيث عدد الأسماء التي جلبها، فهو بدون شك نادي مولودية الجزائر الذي انتدب حوالي 6 لاعبين، وهم جاليط، سعيود، ياشير، حاجي، يونس وعلي مومن، في الوقت الذي اكتفت فيه نوادي أخرى بلاعب أو لاعبين على منوال شبيبة القبائل التي لم تنتدب سوى لاعب واحد ممثلا في المهاجم المالي دومبلي· وبعيدا عن الفوارق والاختلافات التي سجلت على مستوى أعداد اللاعبين المنتدبين في الميركاتو، فإن العنصر الثاني الذي يمكن الإشارة اليه ونحن نتحدث عن بطولتي القسم الأول والثاني، يكمن أساسا في نوعية هذه العناصر التي تبادلتها الأندية أو جلبتها من القارة السمراء· وفي هذا الصدد يأتي فريق شباب قسنطينة في مقدمة القائمة بعد نجاحه في الاستفادة من خدمات بعض الوجوه المعروفة مثل لاعب خط الوسط السابق للمنتخب الوطني يزيد منصوري والمهاجم ياسين بزاز الذي سجل بالمناسبة عودته إلى الفريق الذي سبق له تقمص ألوانه في نهاية الألفية الماضية· ورغم تقدم سن منصوري وتراجع مردوده بفعل سنه المتقدمة، إلا أن الكثير من الملاحظين اعتبروا صفقة انتدابه من طرف الشباب القسنطيني بالناجحة، وسيستفيد النادي من الزاد الذي سيحمله على مستوى خط وسط الميدان· وإذا استثنينا بعض العناصر المعروفة التي نجحت بعض الأندية في جلبها، فإن ما يؤخذ على ميركاتو هذا الموسم هو غياب الصفقات الكبيرة التي عودنا عليها مسيرو أنديتنا في المواسم الماضية، وهو ما أعطى الانطباع لمتتبعي نشاط البطولة الاحترافية بأن الكل حاول الاحتفاظ بالتركيبة البشرية التي يملكها وعدم صرف أموال أخرى من أجل جلب وجوه جديدة، طالما وأن ذلك قد لا ينفع الأندية في مشوارها خلال المرحلة الثانية من البطولة، خاصة في ظل عدم وجود فرديات بارزة في سماء الكرة الجزائرية، اللهم البعض منها الذي ما يزال يقدم مردودا طيبا، وهؤلاء اللاعبون مرتبطون مع أنديتهم على منوال اتحاد العاصمة الذي انتدب في بداية الموسم العديد من العناصر المعروفة على الساحة الكروية الجزائرية، وهو ما يفسر فتور انتداباته التي اقتصرت فقط على الكاميروني سارج نفال والمالي عبد اللاي مانغا، ولا يختلف الأمر كذلك عندما نتحدث عن أندية القسم الثاني التي لم تعرف تشكيلاتها تغييرات كبيرة اللهم بعض التبادلات والانتقالات المحتشمة التي ميزت ميركاتو الدرجة الثانية· كما نشير كذلك في الأخير إلى أن تحديد عدد اللاعبين الأجانب باثنين فقط، ساهم في اكتفاء بعض الأندية بالعدد المحدد على منوال وفاق سطيف الذي انتدب الإفريقيين كوامي وسيريل·