قال حماري مستفسرا·· أريد أن أعرف بأي وجه سيعود نواب البرلمان إلى قراهم ومداشرهم؟ وكيف سيواجهون من أعطاهم صوتهم علهم يُصلحون الأحوال؟ قلت ·· هذه هي المشكلة ولكن المصيبة الكبيرة كيف سيواجهون ربهم بعد أن خانوا ثقة الشعب وأمضوا خمس سنوات بين النوم ورفع الأيادي وخدمة المصالح الخاصة؟!· قال ناهقا ·· لو قلت لك أنه على الرغم من كل شيء هناك من سيعود ويطلب الصوت من جديد· قلت ·· قيل إن لم تستح فافعل ما تشاء وقد يفعلها هؤلاء بكل جرأة ودون حشمة· قال ·· أليس من العيب أن يستأمنك غيرك على صوته وتتطوع أنت لخدمته وخدمة الوطن ثم تؤكد أنك لست أهلا لذلك؟ قلت ضاحكا··· هذه هي الحلقة التي يدور فيها هؤلاء ورغم ذلك كل ما تراه من حولك الآن من شطيح ورديح وصراع وكلام مضاد كله من أجل الدخول إلى البرلمانئأو بالأصح إلى الحلقة المفرغة التي يضحك بها هؤلاء على الشعب· قال حماري متأسفا·· لست أدري هل يحدث هذا في كل مكان أن عندنا فقط؟ قلت مهونا عليه ·· دعك من كل هذا أيها الحمار التعيس، السياسة أصبحت لغير أهلها وكل مؤسسات الدولة يخدمها من ليس في مستواها· نهق حماري بتعاسة شديدة وقال·· فعلا كل شيء في بلدنا يوحي بالشفقة، التسيير الكارثي لكل القطاعات، نزيف المدارس والجامعات، العطل في القطاع الصحي وغيرها·· قلت ·· عندما تقارن ما يحدث في البرلمان من بلاهة وبلادة بما يحدث في قطاعات أخرى تهون عندنا كل الأمور· قال ناهقا ·· إلى متى يحدث كل هذا؟ قلت ·· هناك حل وحيد أيها الحمار، وهو أن نُرمى كلنا إلى البحر، شعبا وسلطة وتبقى البلد نظيفة إلا من ترابها ومائها وهوائها ويأتون بسلالة أخرى تقدّر قيمة الحياة علّها تبث نفسا جديدا بعيدا عن الكسل و''سلك برك'' الذي نغرق فيه· نهق نهيقا طويلا وقال ·· لا لست مستعدا للموت من أجل هؤلاء·· أريد الحياة ولو بهذا الشكل·