تابع حماري باهتمام ما يحدث على الساحة السياسية الفرنسية من حراك نحو انتخابات رئاسية يتوقع لها الكثيرون أنها ستكون شائكة·· نهق حماري وقال·· أين الشوك فيها؟ قلت·· كل انتخابات فيها شوك·· قال·· الشوك لا يكون إلا في الدول المتخلفة التي تعطى فيه الكلمة للجميع ما عادا الصندوق·· قلت·· وهل تظن أن الدول المتقدمة الكلام فيها للصندوق وفقط؟ قال·· هذا ما هو واضح في شاشات التلفزيون ومحطات الأخبار ولكن عندما أرى نكسة سيغولين روايال في الدور الأول وأرى ما حدث لدومنيك ستروس من فضيحة أفهم أن هناك ''إن'' كبيرة لا يعرفها سوى من يرسم مستقبل العالم على الخريطة·· قلت·· تشك في نوايا ساركوزي؟ قال ناهقا·· لا أشك ولكن كنت دائما أقول إن الدول المتقدمة هي دول مؤسسات لا يهمها من يحكم بقدر ما يهمها استمرار سياستها الاقتصادية والعسكرية إلى أطول مدى، ولكن الآن لا أدري لماذا لست متحمسا لهذه النظرية وأرى أن فرنسا القادمة دون ساركوزي غير ممكنة·· بحلقت فيه باستغراب وقلت·· أنت تتمنى بقاء ساركوزي؟ نهق نهيقا غريبا وقال·· أنت تفهم بالمقلوب·· أنا لم أقل لك ذلك·· قلت·· لكنك تقول إن فرنسا القادمة لا يمكن أن تكون دون ساركوزي·· قال·· أنظر حولك في العالم وستعرف من خلال السياسة الخارجية التي ينتهجها هذا الأخير وستعرف ماذا أقصد·· قلت·· تقصد أن فرنسا ستمضي في زيادة مستعمراتها·· قال·· افهم كما تشاء وحلل كما تشاء·· أنا قلت رأيي وكفى·· قلت·· سننتظر الصندوق ربما الأمر يعنينا أكثر من الفرنسيين في حد ذاتهم·· قال·· لماذا تقول ربما·· الأكيد أنه يعنينا أكثر منهم ألا تعرف أن رقابنا ورقاب حكامنا العظام معلقة على مشانقهم؟ قلت·· نحن نعرف فرنسا أكثر من نفسها·· يكفي أن تسمع التاريخ لتعرف بشاعتها وجبروتها·· قال ناهقا·· السم في العسل هذا هو شعارها لن يدركه هؤلاء ''الثوار'' الذين يستندون عليها حتى يتذوقوا من سمها·· قلت·· معك الحق اللي قرصوا الحنش يخاف من الحبل··