رمى حماري كل الجرائد التي كانت بين يديه على الأرض وبدأ بالصراخ حتى ظننت أن أمرا ما حدث له ··· قلت ··· خيرا إن شاء الله أيها الحمار ما هو الشيء الذي أغضبك هكذا؟ قال ··· لولا الصبر لضربت رأسي على الجدران الأربعة التي تراها أمامك حتى يسقط السقف و ''نتهناو''·· قلت له··· فعلا أنت مجنون ما بك؟ قال ··· بعد كل سنوات الاستقلال، وبعد كل الكلام المعسول الذي نسمعه من الوزير الأول ووزراء حكومته التعساء، وبعد كل ما قيل عن الجهود المضنية التي تبذلها الدولة العزيزة من أجل سعادة شعبها ما تزال الأمطار تقتل في بلادنا ··· قلت وقد تنفست الصعداء ··· هذا هو الأمر الذي أزعجك؟ قال ··· نعم أنت ترى بعين الحكومة ··· هي مجرد قضاء وقدر؟! قلت ··· فعلا هي ''مكتوب الله''· قال ناهقا ··· لماذا لا يحدث مكتوب الله هذا فوق رؤوسهم هم ··· لماذا يحدث فقط فوق رؤوس الفقراء والمساكين؟ قلت ··· هذه هي الحياة وأنت في كلامك تقول أن المواطنين درجات· قال ··· والله عيب مع كل موعد شتوي تحدث الكوارث· قلت ··· العيب في الأمطار· قال وقد جحظت عيناه ··· أسكت أيها الغبي لماذا تقول ما لست مقتنعا به؟ قلت ··· لأن الكلام لم يعد ينفع ···''خلينا ساكتين''· نهق نهيقا متواصلا وقال ··· عيب وحرام أن يحدث هذا ··· عيب أن تبقى الدولة عاجزة عن حماية شعبها حتى من الأمطار···