ستجد الجزائر في ظل غياب إستراتيجية في مثل هذه الحالات، صعوبات للتكيف مع سوء الأحوال الجوية وموجة البرد وتساقط الثلوج، حسب المختص في الأحوال الجوية الذي توقع منذ الأحد الماضي موجة برد شديدة· صدرت عن مصلحة الأرصاد الجوية نشرية خاصة، ما هي توقعاتها في الأيام القادمة؟ بالفعل هناك موجة من البرد القارس قادمة من سيبيريا وصلت تدريجيا إلى شمال بلادنا، والتي ستكون مصحوبة بسقوط كميات من الثلوج على المرتفعات التي تزيد عن 600 م لتنخفض يومي السبت والأحد إلى درجة الصفر، وستستمر سوء الأحوال الجوية إلى غاية يوم الثلاثاء القادم مع احتمال استمرارها إلى غاية يوم الخميس في انتظار توقعات مفصلة في الساعات القادمة، كما أن درجات الحرارة المتوقعة ستكون غير موسمية، وأعتقد أن النشرية الجوية التي قدمت من مصلحة الأرصاد الجوية تفتقر إلى بعض الدقة والمخلفات الممكنة لهذه الموجة من البرد· من خلال كلامكم نفهم أن موجة البرد التي اجتاحت أوروبا منذ أيام ستنتقل إلى بلدنا في الساعات القادمة؟ الأمر يتعلق بنفس الإضطراب الذي يمس أوروبا، مع الإشارة إلى أن الوضعية عندنا ستكون أكثر تعقيدا لأن موجة البرد القادمة من سيبيريا تمر عبر البحر المتوسط مما سيسمح لها التشبع بالرطوبة، الأمر الذي يؤدي إلى تساقط كميات معتبرة من الثلوج تتجاوز 70 سم في الهضاب والمرتفعات و20 أو 30 سم في المناطق الساحلية، كما نشير كذلك إلى أن شمال صحراء سيشمله هذا الإضطراب الجوي لكن بشكل أقل· ما هي المخاطر التي قد يتسبب فيها هذا التحول المفاجئ في الطقس؟ ما من شك أن مثل هذه التغيرات الجوية المفاجئة من شأنها تشكيل خطر على المواطن وممتلكاته، والمشكل الأساسي يكمن في غلق الطرقات، إذ بداية من اليوم السبت هناك العديد من الطرق الأساسية سيتم غلقها مثل الطريق السريع شرق غرب الذي ستغلق بعض مقاطعه مثل سطيف، البليدة، البويرة، قسنطينة، كما يوجد إحتمال انقطاع التيار الكهربائي بفعل ارتفاع ضغط استهلاكه أو سقوط الكوابل الكهربائية بسبب كثرة الثلوج· وفي المقابل، سنسجل سقوط الجليد على المناطق الشمالية، مما يستدعي الحيطة من السائقين لتجنب حوادث المرور، كما قد يتسبب هذا الوضع في نقص وانتهاء مخزون المواد الغذائية، الأمر الذي قد يستغله بعض المضاربين لرفع الأسعار كما حدث في سنة ,2005 وإلى جانب هذا سيتم غلق مطارات باتنة، سطيف، قسنطينة والعاصمة، على الأقل لمدة ثلاثة أيام بدءا من اليوم السبت، ومن المنتظر أن تتخذ احتياطات للتكفل بالمسافرين· ما هي الإرشادات التي يمكن توجيهها للمواطنين لتجنب الكوارث؟ الشيء الأول الذي يمكنني توجيهه إلى المواطنين خاصة الذين يقطنون بالهضاب العليا والجبال هو البقاء في بيوتهم، لأن أي تنقل قد يشكل خطورة على أمنهم، فقد وجدنا في موجة البرد التي حدثت في 2005 عائلات بأكملها ميتة في سياراتها، كما يتعين على المواطنين صيانة آلات التسخين لتجنب الكارثة، وعلى السلطات العمومية التكفل بالمتشردين لأن قضاء الليل في مثل هذه الظروف المناخية يعرض حياتهم للخطر·