يواصل سكان ولاية تيزي وزو معاناتهم مع الثلوج الكثيفة التي تساقطت هذه الأيام وتجاوز سمكها بالمناطق المرتفعة مترين، أما بالمناطق المنخفضة فيتراوح سمك الثلوج بين 50 سنتمتر و1 متر، ومنذ ثلاثة أيام لا تزال الطرق مغلقة والمناطق معزولة، وتفاقمت حدة عزلة السكان مع انقطاع التيار الكهربائي واستحالة التموين بغاز البوتان والمواد الغذائية، أمام فشل السلطات المحلية في التدخل لإزالة الثلوج وفك العزلة· يترقب سكان تيزي وزو مستجدات الأرصاد الجوية بقلق شديد، وفي كل قرية أو مكان الكل يتحدث عن جديد الأحوال الجوية، ويأملون أن يتوقف تساقط الثلوج قبل أن تزداد وضعيتهم تدهورا أمام الوضع الكارثي الحالي الذي يواجهونه، في ظل غياب أدنى الإمكانيات الضرورية لمعظم مناطق تيزي وزو، لاسيما منها المناطق الريفية التي تفتقر إلى الغاز الطبيعي العصب الحيوي في فصل الشتاء· طرق مشلولة منذ ثلاثة أيام لا تزال كل الطرق الوطنية مغلقة بولاية تيزي وزو وشلت بها حركة المرور بسبب الكميات المعتبرة للثلوج التي تساقطت بالمنطقة، على غرار الطرق الوطنية رقم ,68 ,12 ,26 ,30 ,15 ,72 ,71 وغيرها من الطرق· فولاية تيزي وزو تعيش عزلة تامة وكل الطرق المؤدية إلى ولايتي البويرة وبجاية مغلقة· والأمر نفسه تشهده معظم الطرق الولائية والبلدية، حيث لا تزال مغلقة كلية بكل المناطق الواقعة على ارتفاع يزيد عن 500 متر، ناهيك عن المناطق الواقعة على ارتفاع يزيد عن 600 متر· وتعتبر دوائر كل من عين الحمام وإفرحونان وبوزقان واعزازقة وآث يني وواضية وبوغني وذراع الميزان وواسيف الأكثر تضررا من تساقط الثلوج، فكل البلديات والقرى التابعة لها تعاني عزلة تامة وكل الطرق التي تعبرها، وطنية وولائية وبلدية وطرق القرى مغلقة بسبب الكميات الكبيرة من الثلوج التي تجاوز سمكها في أغلب المرتفعات 2 متر· وشهدت بعض الطرق الواقعة بمناطق يقل ارتفاعها عن 400 متر فتحا جزئيا منذ منتصف نهار أمس، في الوقت الذي نظم المواطنين بمختلف المناطق عمليات تطوعية لإزالة الثلوج لفتح الطرق عن مناطقهم· انقطاع الكهرباء في معظم مناطق تيزي وزو المشكل العويص الذي يؤرق سكان ولاية تيزي وزو هذه الأيام، بالتزامن مع موجة البرد والثلوج، هو انقطاع التيار الكهربائي بأغلب مناطق الولاية الريفية والحضرية، لاسيما بالمناطق الواقعة بالمرتفعات· وحسب ما علمناه من مصادر محلية متفرقة، فإن العديد من مناطق تيزي وزو لا تزال دون كهرباء، منذ اليوم الأول من بداية تساقط الثلوج وإلى غاية كتابة هذه الأسطر· وأكدت مصادر من دائرة ذراع الميزان أن قرى كل من بلديات آيت يحي موسى وفريقات وعين الزاوية تعيش دون كهرباء منذ ثلاثة أيام، والأمر نفسه بالنسبة إلى بلديات كل من دوائر بوغني ومعاتقة وبوزقان وعين الحمام وواضية وآث يني والأربعاء نآث إيراثن وماكودة وتيزي غنيف وأزفون وواقنون ووتيقزيرت· وأمام موجة البرد القارص التي تشهدها الولاية، خلال هذه الأيام، عجزت مؤسسة سونلغاز على توفير التيار الكهربائي للمواطنين· وحسب ما أكده مصدر من المديرية الجهوية لسونلغاز بتيزي وزو، فالمشكل الرئيسي الذي تسبب في قطع الكهرباء هو سقوط أغصان الأشجار بالعديد من المناطق تسبب في قطع الكوابل الكهربائية، وسقوط العديد من الأعمدة الكهربائية· واعترف مصدرنا بصعوبة تدخل فرقهم بسبب غلق الطرقات ورداءة الأحوال الجوية· هذا وكشف مصدر محلي أن أكثر من 60 ألف منزل بولاية تيزي وزو محرومون من التيار الكهربائي، ومست العملية الجهات الأربعة للولاية· فشل سياسية تسيير وتوزيع غاز البوتان بتيزي وزو سجلت مصالح الطاقة بتيزي وزو هذا الأسبوع فشلا ذريعا في سياسة توزيع قارورات غاز البوتان بالمناطق المعزولة، فبالرغم من أن مصالح الأرصاد الجوية أعلنت عن تساقط كميات معتبرة من الثلوج بعدة مناطق من البلد، ومنها ولاية تيزي وزو في المناطق الواقعة على ارتفاع 100 متر قبل أسبوع عن الموعد، ورغم ما قيل من أن مصالح مديرية الطاقة بتيزي وزو سارعت إلى سن سياسة لضمان غاز البوتان للعائلات، لاسيما بالمناطق النائية والمرتفعة، ووضع مخططا توزيع خاص قبل سقوط الثلوج وإمكانية التدخل لتوفير الغاز وقت تساقط الثلوج، إلا أن الواقع يثبت عكس ذلك، إذ ومنذ ثلاثة أيام ومعظم مناطق تيزي وزو تعيش أزمة حادة في غاز البوتان، والعائلات لا تزال تعتمد على الحطب لتوفير التدفئة، لاسيما بالمناطق الريفية المحرومة من مشاريع الغاز الطبيعي والتي لا تزال تعيش مرارة البرد كل سنة، في ظل تقديم السلطات الولاية وعودا متكررة بتخصيص مشاريع ربط كل مناطق الولاية بالغاز الطبيعي· وتتحجج السلطات المعنية بغلق الطرق وصعوبة التموين، ليتساءل المواطنين عن أي مخطط خاص لتوزيع غاز البوتان، خلال تساقط الثلوج يعد به المسؤولون؟ وجراء هذه الوعود غير المجسدة، يواصل سكان تيزي وزو معاناتهم، خصوصا وأن ولاية تيزي وزو يميزها الطابع الجبلي وتشهد برود شديدة طيلة أيام الشتاء· 95 بالمائة من بلديات تيزي وزو تعاني أزمة حليب وخبز كما تسببت كميات الثلوج التي تساقط هذه الأيام بولاية تيزي وزو عن وقف التموين بمادتي الحليب والخبز· وكشف مصدر من الفرع الولائي للاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين أن 95 بالمائة من قرى ومداشر بلديات ولاية تيزي وزو انقطع عنها التموين بالحليب والخبز· واعترف أن هذه المناطق تعاني أزمة حادة في المواد الغذائية· وأوضح مصدرنا أن الثلوج عزلت كليا هذه المناطق ويستحيل توفير الحليب والخبز لها، في حالة عدم تدخل السلطات البلدية لفتح الطرق· كما استثنى محدثنا المدن الكبرى من هذه الأزمة، مؤكدا أن مادتي الخبر والحليب متوفرة في العديد من المدن، على غرار مدينة تيزي وزو وذراع بن خدة وبوغني واعزازقة· بلديات تيزي وزو عاجزة عن إعادة الحياة للقرى والمناطق التي عزلتها الثلوج أظهرت الكميات المعتبرة من الثلوج التي تساقط بتراب تيزي وزو أن بلديات الولاية عاجزة تماما عن التكفل بسكانها خلال تردي الأحوال الجوية، وتفتقر للتجهيزات والإمكانيات المادية لفتح الطريق وإعادة الحياة للقرى والمناطق التي عزلتها الثلوج، فبعض البلديات لم يتجاوز سمك الثلوج بها 40 سنتمر إلا أن طرقها لا تزال مغلقة، لأن البلدية لا تتوفر على آلات الأشغال العمومية من جرافات وكاسحات الثلوج· هذا المشكل لا تشهده فقط البلدبات الموجودة بالمناطق المنخفضة، بل حتى البلديات التي تقع بمناطق مرتفعة، ومعروف عنها أن الثلوج تصنع كل سنة جحيم المواطنين بها، على غرار بلديات إبودراران، عين الحمام وأقبيل وبوزقان وآيت يحيى وآث تودارث وإليلتان وإفرحونان وإيعكوران وغيرها·