أبدت أحزاب سياسية استغرابها من خلو خطاب رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، أول أمس، من كلمات مواساة ومؤازرة للملايين من الجزائريين المحاصرين تحت الثلوج، إلى درجة أن البعض شكك ''في أن يكون الرئيس على علم بسقوط الثلج في الجمهورية الجزائرية''، بينما رأت تشكيلات سياسية أخرى أنه لا علاقة للخطاب ''الذي كان مرتبطا بخلفية قانونية ودستورية تتمثل في استدعاء الهيئة الناخبة، بالأحوال الجوية السائدة''· حركة مجتمع السلم قالت حركة مجتمع السلم، على لسان رئيس مجلس الشورى عبد الرحمان سعيدي، إنه ''كنا نتمنى أن يخفف رئيس الجمهورية من آلام ومعاناة الجزائريين المتضررين من تداعيات سوء الأحول الجوية، في خطابه أول أمس، بالتعريج على القضية ولو بكلمات''، مضيفا ''مهما كان الاستحقاق القادم مصيريا، فإن حياة الناس أولى من أية مسائل سياسية، فنحن لا نفهم صراحة مغزى تغييب هذا الجانب في الخطاب ولا نملك له أي تفسير''· وأضاف سعيدي، في تصريح للجزائر نيوز، أن ''الحركة تخشى من تأثير هذا الأمر على زيادة الهوة بين الناخبين والاستحقاقات القادمة''· أما عن المحتوى السياسي للخطاب، فيرى عبد الرحمان سعيدي أنه ''جاء متضمنا -إلى حد ما- لكثير مما كانت الحركة قد دعت إليه لضمان شفافية الانتخابات، مستدركا أنه ينقص فقط المراسيم التنظيمية التي تجعل للقضاء صلاحيات وتبيّن مهمة الإدارة في الاستحقاقات، وكان من الإيجابي جدا أن يركز الرئيس ويكرر مسألة الحياد، فنحن لا نريد مواجهة معضلة تداخل الصلاحيات بين الهيئات المشرفة والمنظمة الاستحقاقات''· حركة النهضة من جانبها رأت حركة النهضة، على لسان النائب امحمد حديبي أن الخطاب لم يأت بالجديد، وأنه ''منسوخ على الخطابات التي سبقت الاستحقاقات القادمة، وهو لم يخرج عن مجرد استدعاء الهيئة الناخبة''، معتبرا عدم ورود جملة واحدة حول ما تعيشه البلاد والشعب جراء الأحوال الجوية ''مشكلة كبيرة، إذ كنا نتمنى -على الأقل- أن يبيّن الرئيس للناس أنه يتابع شؤونهم''· حركة الوطنيين الأحرار قيد التأسيس أما عبد العزيز غرمول مؤسس ''حركة الوطنيين الأحرار'' الذي لم يحصل على اعتماده بعد، فقال إن رئيس الجمهورية ''لم يظهر، في خطابه، بعيدا عن الأوضاع المناخية للجزائر فقط، بل السياسية والاقتصادية والاجتماعية، بسبب بوتقة من التقارير والملخصات غير الدقيقة، وقد لا يكون قد سمع حتى بسقوط الثلوج على الجمهورية الجزائرية''· خطاب استدعاء الهيئة الناخبة شيء والأحوال الجوية شيء آخر جبهة التحرير الوطني بالمقابل كانت قالت أحزاب سياسية إن خطاب استدعاء الهيئة الناخبة شيء والأحوال الجوية شيء آخر· ومن أنصار هذا الموقف تظهر جبهة التحرير الوطني في الريادة، إذ يقول قاسة عيسي إنه ''من الناحية القانونية الرئيس استدعى الهيئة الناخبة في توقيت تنص عليه التشريعات ولا يمكن الخلط بين المناسبات، فما جاء به الله عز وجل لا يمكنه أن تعالجه الخطابات، ولكن مع ذلك يمكن الحديث بشكل منفصل عن تقصير الإدارة في التدخلات''· أما عن محتوى خطاب الرئيس، فالأفلان ترى أن ثلاثة محاور كان الرئيس قد أكد عليها ونرى أنها تخدم الاستحقاقات، القضاة، دور الأحزاب والناخبين والمترشحين على حد سواء و التذكير الصارم بحياد الإدارة''· التجمع الوطني الديمقراطي وبالنسبة إلى الأرندي ''فلا توجد أية علاقة بين ما ترتب عن الأحوال الجوية وخطاب الرئيس، فلا ينبغي الخلط''، يقول الناطق الرسمي للحزب الذي أضاف إن ما أعلنه الرئيس ''بعث فينا الارتياح حول الضمانات والشفافية''· حزب العمال وكان من أنصار الفصل بين محتوى الخطاب وأوضاع البلاد جراء تساقط الثلوج والأمطار -أيضا- حزب العمّال، إذ قال رمضان تعزيبت ''حزبنا كان قدم اقتراحات للبرلمان من أجل تقوية الجماعات المحلية بالإمكانيات جراء تعرض الجزائر في العديد من المرات لنكبات طبيعية، إلا أن مقترحاتنا رفضت وها نحن اليوم أمام نتائج أداء البرلمان''، معتبرا أن الخطاب الذي جاء به الرئيس، أول أمس، ''كان هدفه محدد وهو استدعاء الهيئة الناخبة، أما الرسائل التي تضمنها فتبقى غير كافية ما لم تتبعها تدابير حقيقية سيكشف عن نجاعتها الميدان''· الفجر الجديد وجبهة الجزائرالجديدة وكان الطاهر بن بعيبش وجمال بن عبد السلام مؤسسا ''الفجر الجديد'' و''جبهة الجزائرالجديدة'' غير المعتمدين، قد أكدا ''للجزائر نيوز'' عن سلامة المضمون ما إن صلحت سلامة التطبيق وأن المشكل ليس في إطلاق الوعود بل في كيفية تنفيذ ما سبق الإعلان عنه، موضحان أن الأحوال الجوية والحديث عنها ''لا يقع في سياق دعوة للهيئة الانتخابية''·