شدد المنسق العام لحزب الشباب حمانة بوشرمة على ضرورة تخليص الجزائر من صراعات الأجيال والجهويات من أجل تحقيق تنمية شاملة، واستعرض خلال المؤتمر التأسيسي المنعقد أمس رؤية الحزب الذي وصفه ب ''الوطني الوسطي الجامع'' لمستقبل الجزائر، بعيون مناضليه الذين حضر ممثلوهم من مختلف الولايات، بتأكيده على رفضه التام تحويل الكفاءات إلى مشاريع حراقة، أو أدمغة متسربة من البلد، أو مجرد أوراق رابحة توظف مناسباتيا بغرض الانتفاع· وبدا أن رئيس حزب الشباب من دعاة التواصل مع الماضي، وإن كان يرفض الأبوية المطلقة، فقد حرص على إظهار الاحترام التام لمناضلي الجزائر الحديثة في حقبها المختلفة، بداية من الأمير عبد القادر إلى المصاليين إلى صناع الثورة إلى جيل الاستقلال، فيما فتح النار على جبهة التحرير الوطني واصفا إياها ب ''حزب الديناصورات التي لم تتخذ الطبيعة مجراها السليم معهم''· هذا، وقد أثنى بوشرمة على خطاب رئيس الجمهورية الأخير، وذهب إلى اعتباره استجابة لمطلبه بالتبرئ من سياسات الأفلان، التي وصفها بالإقصائية تجاه الشباب المشكلين لأغلبية المجتمع الجزائري· وبالرغم من هجومه على حزب جبهة التحرير، لم يخرج بوشرمة كثيرا عن سياقها العام، فقد أكد على دعم القضيتين الفلسطينية والصحراوية، وذهب إلى اعتبار شباب الجزائر أكثر تعقلا من شباب تونس ومصر، داعيا إياهم إلى اكتساح صناديق الانتخاب لا الساحات العمومية، وفي هذا السياق تجاهل هتافات في قاعة سيرامايسترا التي احتضنت المؤتمر، كانت قد دعت إلى التضامن مع الشعب السوري· وفيما ثمّن بوشرمة ما وصفها بالانجازات التي حققها الرئيس بوتفليقة خلال توليه الحكم، هاجم منظومات التنشئة الاجتماعية عامة، وبصفة خاصة المنظومة التربوية التي وصفها ب ''منظومة حشو المعلومات التي فشلت في بناء الفرد بشكل صحيح''· يجدر التذكير بأن بوشرمة شارك في ورشة الإصلاحات التي أقيمت منتصف العام الماضي، وكان ولا يزال من الداعمين لبرامج رئيس الجمهورية·