شاركت في معركة معذنون في 5 مارس 1959 برتبة كومندو وقائد كتيبة جرجرة، فماذا تمثل لك هذه الذكرى؟ خضنا عدة معارك ضد الاستعمار الفرنسي طيلة الثورة التحريرية في عدة مناطق، وكل معركة لها خصوصياتها، لكن معركة معذنون 5 مارس 1959 بآيت يحيى موسى تعتبر من أعنف المعارك التي شاركت فيها، حيث تعرضت لإصابة كادت أن تودي بحياتي، حيث أعد الاستعمار الفرنسي كل الوسائل والإمكانيات الحربية المتطورة من دبابات وطائرات ومدرعات فضلا عن تجنيد 5000 جندي، وفرض علينا حصار شديد من مختلف الجهات، ورغم صعوبة الأمر استطاع العديد من المجاهدين الفرار، لكن وللأسف سقط في هذه المعركة أكثر من 250 شهيدا. هناك شهداء قتلوا داخل مخبأ معذنون، وإلى يومنا هذا لم تستخرج رفاتهم، كم عددهم؟ عيب كبير على المسؤولين الذين نسوا وهمشوا هؤلاء الشهداء ولم يتدخلوا لإخراج رفاتهم، وأعتبر ذلك وصمة عار ومحاولة لقتل الشهداء مرة أخرى، هؤلاء الذين ضحوا بأنفسهم من أجل أن تحيا الجزائر لم يعد لهم الاعتبار بعد قرابة 50 سنة من الاستقلال. وصراحة لا أجد ما أقوله بسبب هذا التهميش، فأنا شخصيا قمت بعدة مبادرات لأجل تجسيد هذا المطلب لكن لا حياة لمن تنادي. أما عدد الذين استشهدوا داخل المخبأ، ليس لدينا الرقم بالضبط، لكن حسب المعلومات التي استقيناها من مجاهدين شاركوا في هذه المعركة، فعددهم يتراوح بين 45 و,60 لأن العديد من المجاهدين فروا إليه رفقة مواطنين وسكان القرى المجاورة. لماذا قدمت من منطقة جرجرة لتجاهد بآيت يحيى موسى، وما هي نظرتك للتاريخ الثوري لهذه المنطقة؟ كتيبة جرجرة كانت تنشط في أعالي جرجرة وعين الحمام إلى غاية ميزرانة ورأس جنات، لكنها تنقلت للجهاد في عدة مناطق أخرى، وتنقلها إلى آيت يحيى موسى كانت له دوافع كثيرة، أولا هذه المنطقة تعتبر قاعدة للثورة التحريرية والاستعمار الفرنسي كان يشن حملات عسكرية ضخمة جدا ويحسب لها ألف حساب، وكان من واجبنا مساندة رفقائنا في الجهاد والتصدي للاستعمار الفرنسي. وصراحة هذه المنطقة تعتبر من أبرز المناطق الثورية بالجزائر، قدمت أبطالا وسكانها جاهدوا كلهم، حيث برز الوعي الثوري بهذه المنطقة قبل اندلاع الثورة التحريرية في نوفمبر ,54 فالقائد كريم بلقاسم ورفاقه تمردوا في ,1947 لا أحد ينكر تاريخ هذه المنطقة التي كتبت اسمها بأحرف من ذهب في تاريخ الجزائر.