رئيس الجمهورية يتلقى رسالة خطية من نظيره الصومالي    وزير الصحة يبرز التقدم الذي أحرزته الجزائر في مجال مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات    الأسبوع العالمي للمقاولاتية بورقلة:عرض نماذج ناجحة لمؤسسات ناشئة في مجال المقاولاتية    المجلس الأعلى للشباب ينظم الأحد المقبل يوما دراسيا إحياء للأسبوع العالمي للمقاولاتية    غزة: مجزرة بيت لاهيا إمعان في حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني ونتيجة للفيتو الأمريكي    رفع دعوى قضائية ضد الكاتب كمال داود    أيام إعلامية حول الإثراء غير المشروع لدى الموظف العمومي والتصريح بالممتلكات وتقييم مخاطر الفساد    توقرت: 15 عارضا في معرض التمور بتماسين    صناعة غذائية: التكنولوجيا في خدمة الأمن الغذائي وصحة الإنسان    عميد جامع الجزائر يستقبل رئيس جامعة شمال القوقاز الروسية    منظمة التعاون الإسلامي: "الفيتو" الأمريكي يشكل تحديا لإرادة المجتمع الدولي وإمعانا في حماية الاحتلال    منظمة "اليونسكو" تحذر من المساس بالمواقع المشمولة بالحماية المعززة في لبنان    كرة القدم/ سيدات: نسعى للحفاظ على نفس الديناميكية من اجل التحضير جيدا لكان 2025    فلسطين: غزة أصبحت "مقبرة" للأطفال    حملات مُكثّفة للحد من انتشار السكّري    يد بيد لبناء مستقبل أفضل لإفريقيا    التزام عميق للجزائر بالمواثيق الدولية للتكفّل بحقوق الطفل    الرئيس تبون يمنح حصة اضافية من دفاتر الحج للمسجلين في قرعة 2025    الجزائر متمسّكة بالدفاع عن القضايا العادلة والحقوق المشروعة للشعوب    بحث المسائل المرتبطة بالعلاقات بين البلدين    حج 2025 : رئيس الجمهورية يقرر تخصيص حصة إضافية ب2000 دفتر حج للأشخاص المسنين    قمة مثيرة في قسنطينة و"الوفاق" يتحدى "أقبو"    بين تعويض شايل وتأكيد حجار    الجزائرية للطرق السيّارة تعلن عن أشغال صيانة    ارتفاع عروض العمل ب40% في 2024    90 رخصة جديدة لحفر الآبار    خارطة طريق لتحسين الحضري بالخروب    المجلس الوطني لحقوق الإنسان يثمن الالتزام العميق للجزائر بالمواثيق الدولية التي تكفل حقوق الطفل    40 مليارا لتجسيد 30 مشروعا بابن باديس    3233 مؤسسة وفرت 30 ألف منصب شغل جديد    طبعة ثالثة للأيام السينمائية للفيلم القصير الأحد المقبل    الجزائر تشارك في اجتماع دعم الشعب الصحراوي بالبرتغال    مجلس الأمن يخفق في التصويت على مشروع قرار وقف إطلاق النار ..الجزائر ستواصل في المطالبة بوقف فوري للحرب على غزة    تكوين المحامين المتربصين في الدفع بعدم الدستورية    الشريعة تحتضن سباق الأبطال    الوكالة الوطنية للأمن الصحي ومنظمة الصحة العالمية : التوقيع على مخطط عمل مشترك    دعوة إلى تجديد دور النشر لسبل ترويج كُتّابها    فنانون يستذكرون الراحلة وردة هذا الأحد    رياضة (منشطات/ ملتقى دولي): الجزائر تطابق تشريعاتها مع اللوائح والقوانين الدولية    خلال المهرجان الثقافي الدولي للفن المعاصر : لقاء "فن المقاومة الفلسطينية" بمشاركة فنانين فلسطينيين مرموقين    الملتقى الوطني" أدب المقاومة في الجزائر " : إبراز أهمية أدب المقاومة في مواجهة الاستعمار وأثره في إثراء الثقافة الوطنية    رئيس الجمهورية يشرف على مراسم أداء المديرة التنفيذية الجديدة للأمانة القارية للآلية الإفريقية اليمين    سعيدة..انطلاق تهيئة وإعادة تأهيل العيادة المتعددة الخدمات بسيدي أحمد    أمن دائرة بابار توقيف 03 أشخاص تورطوا في سرقة    ارتفاع عدد الضايا إلى 43.972 شهيدا    فايد يرافع من أجل معطيات دقيقة وشفافة    حقائب وزارية إضافية.. وكفاءات جديدة    القضية الفلسطينية هي القضية الأم في العالم العربي والإسلامي    تفكيك شبكة إجرامية تنشط عبر عدد من الولايات    انطلاق فعاليات الأسبوع العالمي للمقاولاتية بولايات الوسط    ماندي الأكثر مشاركة    الجزائر ثانيةً في أولمبياد الرياضيات    هتافات باسم القذافي!    هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    الاسْتِخارة.. سُنَّة نبَوية    الأمل في الله.. إيمان وحياة    المخدرات وراء ضياع الدين والأعمار والجرائم    نوفمبر زلزال ضرب فرنسا..!؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



45 شهيدا لا تزال رفاتهم داخل مخبأ بغابات ''معذنون'' من معركة 5 مارس 1959 :من يريد طمس التاريخ الثوري لآيت يحي موسى؟
نشر في الجزائر نيوز يوم 10 - 03 - 2010

تناشد الأسرة الثورية ببلدية آيت يحيى موسى، كل الجهات المعنية بما فيها وزارة المجاهدين ورئيس الجمهورية، للتدخل الفوري والعاجل قصد وضع حد لكل أنواع التهميش المفروض على منطقتهم التاريخية في شتى الجوانب، وبصفة خاصة الكف عن الإهمال الذي يعانيه الآلاف من شهداء المنطقة الذين ضحوا بالنفس والنفيس لأجل أن تحيا الجزائر، حيث ومنذ تاريخ 5 مارس 1959 المعروف بمعركة ''معذنون'' و''ثيزي'' وإلى يومنا هذا، لا تزال رفات أزيد من 45 شهيدا دفنوا أحياء من طرف الاستعمار الفرنسي داخل مخبأ في غابات ''معذنون'' بقرية ''تاشتيوين''، ولم يتجرأ أي مسؤول رسمي ولا حتى المنظمة الوطنية للمجاهدين على اتخاذ مبادرة لاستخراج رفات هؤلاء الأبطال، بالرغم من إلحاح عائلات الشهداء والأسرة الثورية على ذلك·
وقصد معرفة الخلفيات والأسباب الرئيسية التي حالت دون إعادة الاعتبار لبلدية آيت يحيى موسى التاريخية، وكذا على عدم استخراج رفات هؤلاء الشهداء، قامت ''الجزائر نيوز'' بتحقيق ميداني والتقت بالعديد من المجاهدين الذين عايشوا الأحداث التاريخية في هذه الناحية وبعض أبناء الشهداء، واكتشفنا من خلاله أن بلدية آيت يحيى موسى تتعرّض لمؤامرة قوية وخفية تسعى إلى إخفاء تاريخها لأسباب تطبعها المصالح الشخصية والسياسية· كما تجرأنا على التوغل داخل غابات ''معذنون'' واقتحمنا المخبأ الذي تتواجد فيه رفات هؤلاء الشهداء·
بلدية آيت يحيى موسى مثل معظم بلديات تيزي وزو، ذات طابع جبلي، تابعة إداريا لدائرة ذراع الميزان، وتبعد ب 30 كلم جنوب غرب مدينة تيزي وزو، عُرفت خلال الثورة التحريرية بالناحية الثانية، تابعة للمنطقة الرابعة بالولاية الثالثة، وسميت ب ''وادي اقصاري''، تعتبر مسقط رأس العقيد كريم بلقاسم، وقدمت الآلاف من المجاهدين، واستشهد فيها 1839 شهيد، حيث شهدت عدة معارك شرسة منها معركة ''ثافوغالت'' في 15 مارس 1955 خلفت 155 شهيد، معركة ''بوفرفان'' في 6 جانفي 1959 خلفت 385 شهيد، معركة ''معذنون'' و''ثيزي'' في 5 مارس 1959 خلفت 250 شهيد··· وغيرها من المعارك، هذه المنطقة ما تزال إلى حد اليوم شاهدة على بطولات مجاهديها الذين ضحوا بأغلى ما يملكون خلال الثورة التحريرية من أن أجل أن تحيا الجزائر حرة ومستقلة، لكنها لا تزال تعاني التهميش والإقصاء، إذ لم تنل حقها من فاتورة تضحيات شهدائها، فسكانها يتجرعون البؤس والحرمان، ويئنون تحت وطأة العزلة، ويكابدون مظاهر التخلف نتيجة غياب كل أنواع المشاريع التنموية، فضلا عن التهميش الذي تعيشه الأسرة الثورية، ومحاولة طمس وإخفاء تاريخها العريق·
أزيد من 45 شهيدا دفنوا أحياء داخل مخبأ غابات ''معذنون'' في معركة 5 مارس 1959 ورفاتهم لم تستخرج بعد
كشف المجاهدون الذين تحدثت إليهم ''الجزائر نيوز'' ببلدية آيت يحيى موسى، على هامش الذكرى ال 51 لمعركة 5 مارس 1959 المعروفة بمعركة ''معذنون'' و''ثيزي''، أنه وإلى يومنا هذا لا تزال رفات أزيد من 45 شهيدا تتواجد داخل مخبأ بغابات ''معذنون'' الواقعة بحوالي 3 كلم شرق قرية ''تاشتيوين''، وعلى نحو 14 كلم شمال مقر بلدية آيت يحيى موسى، وهذا عندما قام الجيش الفرنسي بقصفهم بالغاز والمواد السامة، بعدما فرض حصارا كاملا على الموقع، وقام بغلق المخبأ بالإسمنت· وفي هذا الصدد، يقول المجاهد المدعو ''موح ميرابو'' ينحدر من ذراع بن خدة، وكان من بين الذين تصدوا للعدو الفرنسي خلال هذه المعركة، ''هؤلاء المجاهدين حاولوا اللجوء إلى هذا المخبأ للفرار من عملية التمشيط الضخمة التي شنتها القوات الفرنسية على المنطقة، لكن الجنود الفرنسيين تفطنوا للأمر وقاموا بمحاصرتهم، وبعدما رفضوا الخروج والاستسلام قام الفرنسيون بغلق المخبأ بالإسمنت وأطلقوا عليهم الغاز والمواد السامة، ودفنوهم أحياء''· لكن الأسرة الثورية ببلدية آيت يحيى موسى تستنكر التهميش المفروض في حق هذه الأرواح الطاهرة، حيث ورغم مرور 51 عاما عن هذه العملية لم يبادر ولا مسؤول رسمي ولا جهة معينة ولا حتى تلك المنظمات والجمعيات التي تتغنى بالدفاع عن الثورة التحريرية ومبادئها وعن حقوق المجاهدين والشهداء والموروث التاريخي، بما فيها المنظمة الوطنية للمجاهدين، لم تقم بمبادرة لاستخراج رفات هؤلاء الشهداء الذين دفنوا أحياء، بالرغم من أن هذه الحادثة التاريخية معروفة لدى العام والخاص·
''الكوموندو'' أعلي إحدادن يروي تفاصيل دفن أزيد من 45 شهيدا داخل مخبأ بغابات ''معذنون''
قدم لنا المجاهد و''الكوموندو'' أعلي إحدادن الذي ينحدر من بلدية آث بوادوا من دائرة واسيف، والذي جهد في الناحية الثانية بالمنطقة الرابعة بآيت يحيى موسى تحت لواء كتيبة جرجرة، قدم شهاداته حول تفاصيل معركة 5 مارس 1959 وكيفية محاصرة أزيد من 45 شهيدا داخل مخبأ وتم دفنهم أحياء، ''كتيبة جرجرة كانت تنشط في أعالي جرجرة وعين الحمام إلى غاية ميزرانة ورأس جنات، وفي 1 مارس 1959 قرر قادة الولاية الثالثة، تحويل هذه الكتيبة إلى بلدية آيت يحيى موسى، وفي 2 مارس وصلنا إلى المنطقة وبالضبط إلى قرية ''إعلالن''، حيث مكثنا يومين''، ويضيف: ''وفي يوم 4 مارس مساء وصلت معلومات إلى مسؤولي الكتائب الثلاثة الناشطة في آيت يحيى موسى، وهي كتيبة وادي اقصاري، كتيبة معاتقة وكتيبة جرجرة تفيد باستعداد القوات الفرنسية لشنّ حملة تمشيط واسعة النطاق على المنطقة''، ما جعل -حسب شهادات ''الكوموندو'' أعلي إحدادن- مسؤولي الكتائب الثلاثة، إلى عقد اجتماع بقرية ''إعلالن'' لبحث إمكانية الخروج والفرار من المنطقة وتجنب مواجهة الجيش الفرنسي أو البقاء والصمود· ''هؤلاء اتخذوا قرارا جريئا، واتفقوا على البقاء والتصدي للجنود الفرنسيين''، حيث تم تكليف كل كتيبة بمراقبة منطقة معينة، وهذا -حسب الاختصاصات الميدانية- فكتيبة معاتقة قررت مراقبة المنطقة الشرقية لقرية ''إعلالن'' إلى غاية غابات بومهني وبوغني، وكتيبة وادي اقصاري التي يقودها الشهيد المدعو ''أعمر أشرعيو'' كلفت بمراقبة مناطق شمال الناحية الثانية على غرار معذنون، عفرون، ثامذة نمحالة إلى غاية حدود جبال سيدي علي بوناب، لتبقى كتيبة جرجرة في قرية إعلان لمراقبة المنطقة كون كل المجاهدين الذي ينشطون فيها لا يعرفون الطبيعة الجغرافية والمسالك الغابية بهذه الناحية، ''كلف مسؤول كل كتيبة المجاهدين باتخاذ القمم والمرتفعات كمراكز مراقبة لتحديد تحركات الجنود''· وأضاف محدثنا، أنه وفي حدود الثالثة صباحا وصل إلى مسؤولي الكتائب الثلاثة أمر عاجل بعثه إليهم المسؤول الأول للمداومة في المنطقة الرابعة في ذلك اليوم الضابط المدعو سي موح النشيد ''أمرنا بالخروج من المنطقة والفرار'' كون أن القوات العسكرية الفرنسية جندت لهذه العملية كل الوسائل اللازمة وأحدث الأسلحة البرية والجوية وبتعداد عسكري يفوق 5000 جندي، ''كتيبة وادي اقصاري فرت وتسللت داخل غابات معذنون وعفرون، إلى غاية غابات ملالة وسيدي علي بوناب، كتيبة معاتقة فرّت إلى الناحية الشرقية لقرية ''إعلالن'' إلى غاية مناطق شرق معاتقة''، لكن كتيبة جرجرة وجدت صعوبات لجهل مجاهديها المنطقة ولا تعرف الوجهة التي ستجنبهم من عملية التمشيط· ''عقد قائد كتيبة جرجرة الشهيد ابن اسعد سليمان المدعو أعمر نآث قاسي اجتماعا طارئا مع أتباعه وقرر المغامرة والفرار إلى جبال سيدي علي بوناب بالرغم من بُعد المسافة لأنه الموقع الوحيد الذي يعرفه''، لكن بعد وصولهم إلى غابات ''تاشتيوين'' بعد طلوع الشمس وجدوا كل المنطقة محاصرة، ''ليس لدينا أي حل آخر، حيث قمت رفقة 16 مجاهدا بمباغتة الجنود، وتمكنا من القضاء على ثلاثة فرنسيين واسترجعنا أسلحتهم من نوع ماط .''36 هذه العملية سمحت للمجاهدين بفتح الطريق والتسلل إلى غابات ''معذنون'' أين التقوا ببعض المجاهدين من كتيبة وادي اقصاري، ''أزيد من 45 مجاهدا قرروا دخول مخبأ بغابات ''معذنون'' يبلغ طوله 500 متر، وقام الجيش الفرنسي بمحاصرة المخبأ وغلق مداخله بالإسمنت، وأطلق عليهم الغاز والمواد السامة والمواد الكيماوية''· وفي هذا السياق، كشف المجاهد أعلي إحدادن الذي كان من بين المجاهدين الثلاثة الذين أصيبوا بجروح خطيرة، أن هذه المعركة أسفرت عن استشهاد أزيد من 250 مجاهد، 36 منهم من كتيبة جرجرة، من بينهم قائد كتيبة جرجرة الشهيد ''أعمر نآث قاسي'' ورئيس مجموعة وادي اقصاري الشهيد ''أعمر أشرعيو''، هذا الأخير لا تزال رفاته داخل هذا المخبأ·
لجنة قرية ''تاشتيوين'' تصر على استخراج رفات الشهداء في 5 جويلية المقبل، وإنجاز مقام للشهيد ونصب تذكاري في عين المكان
رغم فشل كل المساعي التي اتخذتها بعض عائلات الشهداء الذين دفنوا أحياء داخل مخبأ ''معذنون'' لأجل استخراج رفاتهم منذ سنة 1963 لأسباب مجهولة في ذلك الوقت، إلا أن لجنة قرية ''تاشتيوين'' صاحبة مبادرة استخراج رفات أزيد من 45 شهيدا من مخبأ ''معذنون'' بالتعاون مع لجنة قرية إبوهران التي قدمت لها كل المساعدة ووقفت إلى جانبها، فضحتا كل الخلفيات التي تقف وراء عرقلة هذه العملية، حيث أصرت كل من هاتين اللجنتين على ضرورة التعجيل من عملية استخراج الرفات وجمعها في مكان واحد وبناء لها نصب تذكاري ومقام للشهيد في عين المكان مهما كان الثمن، وهذا في 5 جويلية المقبل، من جهة تخليدا لروحهم الطاهرة، ومن جهة أخرى لتحويل المنطقة إلى موقع تاريخي وسياحي· وفي هذا السياق، يقول رئيس لجنة قرية ''تاشتيوين'' بلمقداد علي، وهو ابن شهيد، ''هؤلاء الشهداء قدموا أرواحهم لأجل أن تحيا الجزائر، ونحن مصرون على رد الدين وسنقوم باستخراج رفاتهم وبناء لهم مقام للشهيد ونصب تذكاري مهما كان الثمن، فنحن نعمل كل ما في وسعنا لتحقيق هذا الهدف بالرغم من وجود أطراف من ذوي المصالح تعرقل هذه العملية، فلن نسكت في وجه هؤلاء لأن مبادئ الثورة وأرواح الشهداء لا تساوي ملايير الدنيا''، وهذا ما أكد عمريوي رابح عضو لجنة قرية إبوهران ''هؤلاء الشهداء ضحوا بأرواحهم لأجل أن نعيش في جزائر حرة ومستقلة، ونحن سنضحي بأنفسنا لنرد لهم الجميل ونحفظ رفاتهم في مكان لائق كما حفظ الله روحهم الطاهرة، حبّ من أحب وكره من كره''· هذا، وقصد تسهيل عملية استخراج الرفات، ونظرا لأن المنطقة جبلية وغابية، قدمت لجنة قرية ''تاشتيوين'' طلبا إلى السلطات البلدية تطالبها فيه بإنجاز طريق إلى غاية مكان تواجد المخبأ على طول 3 كلم شرق قرية ''تاشتيوين''· وفي هذا السياق، أكد بلمقداد علي أنهم تلقوا عدة وعود من طرف رئيس بلدية آيت يحيى موسى بإنجاز هذا الطريق في أسرع الآجال، حيث وصف العديد من المجاهدين قرار استخراج رفات هؤلاء الشهداء بالجريء·
المنظمة الوطنية للمجاهدين متهمة بعرقلة استخراج رفات المجاهدين
أكد العديد من المجاهدين وأبناء الشهداء في شهاداتهم، أن المنظمة الوطنية لأبناء المجاهدين بولاية تيزي وزو، لم تقم بأية مبادرة لاستخراج رفات هؤلاء الشهداء، بالرغم من إلحاح عائلات هؤلاء الشهداء على الأمر، حيث اتهمت الأسرة الثورية ببلدية آيت يحيى موسى منظمة المجاهدين بعرقلة كل مساعي المواطنين التي تعمل، ومنذ سنوات، لاستخراج رفات هؤلاء الشهداء· وفي هذا الإطار، تجرأ العديد من المجاهدين الذين قدموا اعترافاتهم وشهادات في مقام الشهيد بإيغيل موحو يوم 5 مارس المنصرم باتهام منظمة المجاهدين لتجاهلها لأروح هؤلاء الشهداء، وحمّلوها مسؤولية تأخر عملية استخراج رفاتهم، وحسبهم فهي التي يلزم عليها أن تقوم بهذه المبادرة، وقد قدم هؤلاء المجاهدين شهاداتهم بنبرة تذمر واستياء وسخط شديدة، والبعض منهم أذرفوا الدموع وسط حضور جماهيري غفير للمواطنين والمسؤولين والأسرة الثورية إلى حد عدم قدرتهم على الحديث·
المنظمة الوطنية للمجاهدين تطالب الأسرة الثورية بالبحث عن أسماء الشهداء لاستخراج رفاتهم
اعترف مسؤولو منظمة المجاهدين بتيزي وزو بالتأخر الكبير في عملية استخراج رفات أزيد من 45 شهيدا من مخبأ ''معذنون''، لكنهم قدموا حججا غير مقنعة على أسباب تعنتها وتماطلها في تنفيذ هذه العملية، وفي هذا السياق، تجرأ رئيس المكتب الولائي لمنظمة المجاهدين الحاج محند إيعكوران على تقديم تصريحات لم تقنع الأسرة الثورية ببلدية آيت يحيى موسى، وهذا عندما طالب منهم بضرورة البحث أولا عن أسماء كل المجاهدين الذين استشهدوا داخل هذا المخبأ ''قبل أن نقوم باستخراج رفات هؤلاء الشهداء على الأسرة الثورية ببلدية آيت يحيى موسى، أن تبحث عن أسماء كل الذين استشهدوا في مخبأ عفرون، وبعدها سنقوم باستخراج رفاتهم''، وأكثر من ذلك صرح أن هناك العديد من المجاهدين والمواطنين من الذين لا يصدقون بوجود رفات شهداء داخل المخبأ إلى يومنا هذا، هذا بالرغم من الاعترافات والشهادات التي قدمها مجاهدون عاشوا وحضروا المعركة، وكذا وجود دلائل ووثائق رسمية لدى قسمة أبناء المجاهدين ببلدية آيت يحيى موسى تركتها السلطات الفرنسية تؤكد وتثبت حقيقة هذه العملية· هذا، وقد توعد الحاج محند إيعكوران باستخراج رفات هؤلاء الشهداء وبناء مقام للشهيد في المنطقة·
أبناء الشهداء يطلقون النار على منظمة المجاهدين ويتهمونها بمحاولة إخفاء تاريخ بلدية آيت يحيى موسى
لم يهضم العديد من أبناء الشهداء والأسرة الثورية الذين حضروا مراسيم الذكرى ال 51 لمعركة 5 مارس 1959 تصريحات المسؤول الأول عن منظمة المجاهدين بتيزي وزو، الذي تحجج عن تأخر استخراج رفات هؤلاء الشهداء بعدم توفرهم على أسماء معظم المجاهدين الذين استشهدوا في مخبأ ''معذنون''· وفي هذا الصدد، صرح يزيد حسين وهو ابن شهيد من قرية إرمضانن في وجه رئيس منظمة المجاهدين وأمام مسمع ومرأى الجميع، قائلا ''غياب أسماء هؤلاء الشهداء ليس مشكلا ومن غير المعقول التحجج به، بل المشكل الرئيسي يتعلق ببلدية آيت يحيى موسى ومجاهديها وشهدائها، فنحن محفورون، وكلكم تسعون لإخفاء تاريخ هذه المنطقة، وإلا كيف تفسرون عدم انجازكم مقام شهيد بمنطقتنا بالرغم من أنها هذه البلدية استشهد فيها 1389 شهيد، وأعطت الآلاف من المجاهدين، ومنهم أسد جرجرة كريم بلقاسم، وهذه المنطقة شهدت معارك أكبر من التي شهدته المناطق والولايات الأخرى'' وأضاف ''إذا تحججتم بالأسماء فنحن نملك كل أسماء المجاهدين الذين استشهدوا في معركة ثافوغالت، ومعركة ''بوفرفان''، وكل شهداء المنطقة لكنكم لم تنجزوا ولا نصب تذكاري تخليدا لروح هؤلاء الشهداء''· وفي نفس السياق، يقول بلمقداد أعلي، وهو ابن شهيد من قرية تاشتيوين ''بلديتنا تعاني التهميش من كل النواحي ليس فقط في مجال التنمية بل حتى الأسرة الثورية تعاني التهميش، ولم يسلم الشهداء من الإهمال والإقصاء، وهذه دلائل لمحاولة بعض الأطراف إخفاء تاريخنا وبطولات مجاهدينا وشهدائنا، والمسؤولية تتحمل منظمة المجاهدين''·
أطراف من الأسرة الثورية ببلدية آيت يحيى موسى تحاول عرقلة مبادرة استخراج رفات شهداء مخبأ ''معذنون''
كشف العديد من المجاهدين وأبناء الشهداء في تصريحاتهم ل ''الجزائر نيوز'' أن هناك أطرافا من الأسرة الثورية ببلدية آيت يحيى موسى يعملون كل ما في وسعهم لمنع استخراج رفات أزيد من 45 شهيدا بمخبأ ''معذنون''، وخصوصا رفضهم مشروع إنجاز نصب تذكاري في قرية ''تاشتيوين''، وأضاف محدثونا أن معظم الذين يعرقلون هذه العملية يجرون وراء مصالحهم الشخصية، ومعظمهم من حزب جبهة التحرير الوطني، كما أضافوا أن البعض من الذين يلهفون واء كسب مصالح شخصية على حساب أرواح الشهداء، يلعبون دورا كبيرا في الكواليس مع مجاهدي المنطقة· وفي هذا الصدد، صرح المجاهد مزياني سليمان ''بعض المجاهدين أصبحوا يبحثون عن المال والمصالح الشخصية وخانوا مبادئ الثورة التحريرية، يستغلهم المغفلون والطمّاعون بدينارات لا تسمن ولا تغني من جوع لإخفاء تاريخ المنطقة وتجاهل شهدائها الأحرار وإظهار الخونة''· هذا، وبالرغم من لعبة الكواليس الشرسة، إلا أن الأسرة الثورية ببلدية آيت يحيى موسى مصرة على رفع التحدي ومواصلة مشاريعها وإظهار الحقيقة التاريخية للمنطقة·
مجاهدون يصفون بلدية آيت يحيى موسى بالقاعدة الرئيسية للثورة التحريرية
وصف العديد من المجاهدين في شهاداتهم واعترافاتهم منطقة آيت يحيى موسى بالقاعدة الرئيسية للثورة التحريرية كون الثورة فيها انطلقت في سنة 1947 بقيادة الزعيم المتمرد كريم بقاسم، وألحقوا هزائم مؤلمة بالاستعمار، وكشفوا أن الفرنسيين كانوا يلقبون هذه الناحية ب ''المنطقة الحمراء''، نظرا لقوة المقاومة الثورية فيها، كونها تعتبر مسقط ومعقل أكبر المجاهدين على غرار العقيد أعمر أوعمران، الضابط سي موح نشيد، والمجاهد طالح محمد الذراع الأيمن لكريم بلقاسم· سقط في ميدان الشرف 1389 شهيد، واستطاع المجاهدون قتل أزيد من 3000 جندي فرنسي في هذه المنطقة التي صنفت خلال الثورة التحريرية كناحية ثانية تابعة للمنطقة الرابعة· وحسب شهادات المجاهدين، فإن السلطات العسكرية الفرنسية تحسب ألف حساب لهذه المنطقة، وكانت تجند لحملات التمشيط التي تشنها إلى المنطقة كل الوسائل العسكرية اللازمة والحديثة، واستخدام كل القوات البرية والجوية، فضلا عن تعداد عسكري كبير جدا·
''الجزائرنيوز'' تجسّ نبض الأسرة الثورية وتكشف الأسباب الرئيسية لعرقلة إنجاز الطريق إلى غابات عفرون وإنجاز نصب تذكاري تخليدا لروح الشهداء
وقصد معرفة الحقائق والخلفيات الرئيسية التي تقف وراء عرقلة أطراف فاعلة في الأسرة الثورية ببلدية آيت يحيى موسى وتيزي وزو، قمنا بجس نبض الأسرة الثورية بالمنطقة، حيث اغتنمنا فرصة تواجد المجاهدين وأبناء الشهداء في الذكرى ال 51 لمعركة 5 مارس 1959 المعروفة بمعركة ''عفرون'' و''ثيزي'' لرصد آرائهم وتفسيراتهم حول قضية عرقلة استخراج رفات هؤلاء الشهداء وخاصة إنجاز طريق إلى غابات ''معذنون'' والقيام بنصب تذكاري ومقام للشهيد في عين المكان، حيث اكتشفنا أن الأمر لا يعني فقط محاولة إخفاء تاريخ المنطقة بل هناك أطرافا ببلدية آيت يحيى موسى، وبعضهم أصحاب المحلات التجارية المتواجدة بوسط البلدية والمستثمرين أو من عائلاتهم وأقاربهم، يعرقلون مشروع إنجاز طريق إلى ''معذنون'' لتجنب مواصلة هذا المشروع وربطه بمنطقة ''تسلاثة إيحيذوسان'' لأنه لا يفصل بين المنطقة ومدينة ذراع بن مسافة لا تتعدى 8 كلم، وبالتالي تحوّل هذا الطريق الذي سيعبر السد المنتظر إنجازه في المنطقة إلى معبر لسكان أكثر من 10 قرى واقعة شمال بلديو آيت يحيى موسى، والتي ستتجنب المرور من وسط البلدية، حيث يسعى المعرقلون لهذا المشروع إلى تحوّل الطريق يمر عبر قرية ''إعلالن'' ما سيحتم على سكان القرى الشمالية للبلدية قطع أزيد من 40 كلم للوصول إلى ذراع بن خدة· هذه المعلومات أكدتها لنا مصادر مقربة من المحافظ، مؤكدة أن هناك عدة مساعي وضغوطات بالمحافظة لمنع استخراج رفات هؤلاء المجاهدين بتواطؤ مسؤولين رفيعي المستوى·
الترويج لإشاعات غياب الأمن في المنطقة وانتشار عناصر الجماعة السلفية للدعوة والقتال في غابات ''معذنون''
صرح محدثونا أن هؤلاء الذين يعرقلون استخراج رفات هؤلاء الشهداء أصبحوا، مؤخرا، بعدما نفدت كل مساعيهم المحتشمة، يروجون لإشاعات خطيرة قصد منع إنجاز طريق إلى غابات ''معذنون''، وعدم بناء نصب تذكاري ومقام شهيد في المنطقة· هذه الإشاعات مفادها غياب الأمن في غابات عفرون، والاستغلال الكثيف لعناصر الجماعة السلفية للدعوة والقتال لهذه الغابات والمخابئ التي تتواجد في المنطقة، والتي يفوق عددها 6 تركها المجاهدون، وتهدف هذه الإشاعات -حسب مصادرنا- إلى تخويف المسؤولين والمجاهدين والمواطنين والسلطات المحلية وإهمال هذا المشروع·
''الجزائر نيوز'' تتوغل داخل غابات ''معذنون'' وعفرون وتقتحم المخبأ الذي يتواجد فيه رفات 45 شهيدا
ولأجل التأكد من حقيقة هذه الإشاعات، تجرأت ''الجزائر نيوز'' القيام بزيارة الموقع، حيث توغلنا داخل غابات ''معذنون'' وعفرون على طول يزيد عن 3 كلم، وكان بصحبتنا ثلاثة أعضاء من لجنة قرية إبوهران وستة شباب من قرية ''إمحداويثن'' الذين أرشدونا عن مكان تواجد مخبأ هؤلاء الشهداء· كانت الزيارة أشبه بنزهة داخل هذه الغابات، ولم يشعر أحد بالخوف بالرغم من أن هذه الغابات تعرف حملات تمشيط واسعة النطاق تشنها قوات الجيش الوطني الشعبي، فضلا عن قصفها بالمروحيات الحربية والمدرعات الآلية· كانت في نفوسنا رغبة جامحة في الوصول إلى المخبأ، وكلما اقتربا إليه تزداد كثافة الغابات وصعوبة التوغل، ورغم ذلك غامرنا، حتى أن وصلنا إلى المخبأ الذي يتواجد في موقع يصعب للقوات الفرنسية إيجاده· ونحن نقف أمام المدخل حذرنا بعض شباب القرية من الدخول لأنه لم يسبق لأحد أن دخل هذا المخبأ منذ ,1962 لكن الرغبة الجامحة في معرفة أسرار هذا الكهف كانت أكبر من التحذيرات، حيث تجرأت ''الجزائرنيوز'' على الدخول وقطع أزيد من 30 مترا داخل الكهف بالرغم من الظلام الدامس، وبعدها تبعنا بعض الفضوليين حتى وصلنا إلى مكان داخل الكهف يفترق إلى ثلاثة طرق· ونظرا لغياب الضوء وبدأ الأكسوجين ينقص شيئا فشيئا، قررنا العودة لأنه لم تكن بحوزتنا الأمتعة الخاصة، حيث اكتشفنا أنه لا يوجد أي خطر في هذا الكهف، وتأكدنا من خلال زيارتنا أن تلك الإشاعات ليست إلا محاولة لعرقلة المشروع·
------------------------------------------------------------------------
شهادات
علي إحدادن (الكوموندو الذي أصيب بجروح خطيرة خلال معركة 5 مارس 1959)
''عيب على كل الجهات المعنية التي همّشت وأهملت هؤلاء الشهداء الذين ضحوا بأنفسهم لأجل أن تحيا الجزائر، فروح هؤلاء الأبطال لن تغفر لكل الذين يتجاهلون نضالهم· صراحة، أنا جد حزين للتهميش التاريخي الذي تعرضت له بلدية آيت يحيى موسى التي أعتبرها قاعدة رئيسية للثورة التحريرية، ونطالب من المسؤولين بضرورة إظهار تاريخها والتعجيل على تسجيله، بما في ذلك استخراج رفات شهدائنا الأبرار''·
موح ميرابو (مجاهد عايش معركة 5 مارس 1959)
''تاريخ بلدية آيت حيى موسى معروف على المستوى العالمي، ولا أحد ينكر ذلك لأن أبطالها ورجالها أظهروا شجاعتهم خلال الثورة التحريرية ووقفوا في وجه الاستعمار الفرنسي إلى آخر نفس من حياته· وصراحة، نستنكر هذا الوضع الذي تعانيه في شتى المجالات، خصوصا التهميش الممارس في حق الشهداء والأسرة الثورية، وعلى المعنيين أن يعجلوا في استخراج رفات هؤلاء الشهداء الذين دفنوا أحياء داخل مخبأ، تخليدا لروحهم الطاهرة''·
بن تومي أرزقي (والد القائد أعمر أشرعيو الذي استشهد داخل مخبأ عفرون)
''حاولنا منذ سنة 1963 استخراج رفات الشهداء الذين دفنوا أحياء من بينهم والدي الذي جاء من ميزرانة سنة 1955 للجهاد في آيت يحيى موسى، لكن كل المساعي باءت بالفشل نظرا للعراقيل التي واجهناها، وهذا بالرغم من أننا اتصلنا بالعديد من المسؤولين والجهات المعنية، وصراحة أشكر جزيل الشكر لجنة قرية تاشتيوين وقرية إبوهران على هذه المبادرة الجريئة والشجاعة، أتمنى فقط أن تنجح العملية وأرى على الأقل رفات والدي الذي لم نسمع عن استشهاده إلا بعد الاستقلال· وأغتنم الفرصة لأوجه نداء لكل الجهات المعنية بما فيها المسؤولين ووزارة المجاهدين لإعادة الاعتبار للأسرة الثورية، وخصوصا بلدية آيت يحيى موسى التي أعطت أبطالا خلال الثورة التحريرية دونوا أسماءهم في التاريخ، وضروري كذلك كتابة وتسجيل تاريخ هذه الناحية''·
بنديف أعمر (مسؤول قسمة آيت يحيى موسى)
''تاريخ هذه البلدية معروف على المستوى الوطني والعالمي، وأنا أفند كل الإشاعات التي تقول إن هذه الناحية ليس لها تاريخ، فنحن نملك في مكتبنا كل الدلائل والوثائق الرسمية التي سجلتها ودونتها السلطات الفرنسية في ذلك الوقت، وجاء فيها حرفيا كل فترات الثورة التحريرية، بما في ذلك أهم الأحداث التي عرفتها هذه الناحية، أضف إلى ذلك وجود أسماء كل الضباط والطيارين الفرنسيين الذي سقطوا في هذه المنطقة تحت أيدي المجاهدين، وليعلم الجميع أننا نملك وثيقة رسمية للسلطات العسكرية الفرنسية جاءت فيها أوامر صارمة لكل الجنود الفرنسيين تأمرهم بقتل كل مجاهد ينحدر من بلدية آيت يحيى موسى في حالة توقيفه، وهذا نظرا لشجاعتهم وبطولاتهم الثورية، وحتى هؤلاء الشهداء الذين دفنوا أحياء في مخبأ ''معذنون''، لدينا كل الدلائل الرسمية التي تثبت وتؤكد هذه المعلومات''·
منفلات رابح (رئيس بلدية آيت يحيى موسى)
''ضروري إعادة الاعتبار لبلدية آيت يحيى موسى التي تعتبر أفقر بلدية ولا تملك أية إمكانيات، وما أريد قوله هو أنني سأقدم كل المساعدات لاستخراج رفات 45 شهيدا، وأتعهد بإنجاز طريق إلى غابات ''معذنون''، ونطالب من المسؤولين أن يعيد النظر في منطقتنا وشهدائنا، فحتى نصب تذكاري للعقيد كريم بلقاسم قائد اتفاقيات ''إيفيان'' لم يتم إنجازه في البلدية، وهذا عيب كبير''·
بلمقداد علي (رئيس لجنة قرية تاشتيوين وابن شهيد)
''نحن نعمل بالتعاون مع لجنة قرية إبوهران على إتمام هذه المهمة واستخراج رفات 45 شهيدا مهما كان الثمن، وسنعمل كل ما بوسعنا لإنجاز طريق إلى غاية مخبأ غابات ''معذنون'' وكذا بناء نصب تذكاري ومقام الشهيد في عين المكان، وهذا واجب وطني تخليدا لروح هؤلاء الشهداء الذين لا تساوي ثمنها كنوز الدنيا، وأقول لهؤلاء الذين يريدون عرقلة هذا المشروع، أننا مصرون على إيصال أمانتنا ورسالتنا لهؤلاء الشهداء حبّ من أحب وكره من كره''·
أعمر حميطوش (مجاهد)
''منطقة آيت يحيى موسى قدمت للثورة التحريرية رجال مخلصين وأوفياء ناضلوا بالروح وضحوا بنفوسهم لأجل أن تعيش الجزائر حرة مستقلة، وللأسف لم تلق حتى نصيبها من التنمية، ولا حتى في احترام وتقدير الشهداء، وما أقوله للذين يلعبون بأرواح هؤلاء الأبرياء إن الله لن يغفر لكم، لأنكم خنتم أمانة شهدائنا، وصراحة ما تعيشه الأسرة الثورية في هذه المنطقة لا يتقبله العقل ولا المنطق، فالفرنسيون دفنوا الشهداء أحياء داخل مخبأ والمسؤولون الحاليون دفنوا سكان المنطقة في الحرمان والتهميش، فعيب لكم''·
------------------------------------------------------------------------
أهم المحطات التاريخية التي شهدتها بلدية آيت يحيى موسى خلال الثورة التحريرية
1947: انطلاق الثورة ببلدية آيت يحيى موسى بقيادة الزعيم كريم بلقاسم
15 مارس 1955: معركة ثافوغالت خلّفت 155 شهيد
6 جانفي 1959: معركة ''بوفرفان'' 385 شهيد حيث جندت القوت الفرنسية 32000 جندي و30 طائرة حربية
6 جانفي 1959: إلقاء القبض على النقيب الفرنسي ''فرازياني'' والملازم ''شاسان'' أحياء
5 مارس 1959: معركة ''عفرون'' و''ثيزي'' استشهد فيها 250 شهيد·
15 جويلية 1958: المجاهد المدعو''Sportif'' يسقط طائرة فرنسية ويقتل كل طاقمها·


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.