يعتصم، اليوم، أعيان وممثلو قبائل وشباب الطوارق المنضوون تحت لواء الآرندي، أمام مقر الحزب بتمنراست احتجاجا على كيفية إعداد قائمة التشريعيات، مؤكدين في رسالة مفتوحة إلى أويحيى أنهم لن يرضوا بأقل من إعادة النظر في القائمة ''التي أعدها الأمين الولائي بطريقة مخالفة لتعليماته'' ليضعوا الحزب في أزمة حقيقية تهدد مستقبله في الولاية مقابل تصميم تام للأفلان على انتهاز فرصة ضعف الغريم لانتزاع غالبية أصوات الطوارق· خطّ الغاضبون رسالتين، الأولى يعلنون فيها اعتصاما يدوم يوما مع إمهال ''القيادة فترة لإعادة النظر في قائمة الترشيحات''، مقترحين استشارة واسعة في صفوف الحزب ''وليس استشارة فردية مدعمة من جهات معينة حتى يتسنى للحزب نيل الثقة من المناضلين''· والرسالة إشارة واضحة إلى الأمين الولائي بابا علي محمد المتهم من طرف المناضلين بالانفراد في إعداد القائمة ''خلافا للتعليمة التي أوردها أويحيى إلى مكاتب الأرندي لاختيار توافقي حول القائمة، مثلما يقول الغاضبون الذين سيعتصمون اليوم· وتضيف الرسالة الثانية أن الأمين الولائي تمرد على تعليمة الأمين العام ووضع ''18 اسما كان هو على رأسها دون استشارة أي هيكل في الحزب''· لكن أنظار المناضلين الغاضبين كلها متجهة نحو الاجتماع الذي سيعقده غدا أمين عقال تمنراست إيدابير أحمد والنائب الحالي للأرندي بالمجلس الشعبي، حيث سيلتقي أعيان الطوارق ورؤساء القبائل، ويعول البعض على اللقاء لاتخاذ قرار نهائي من الأزمة بعدما استدعى أويحيى أمين عقال تمنراست إلى العاصمة للنظر في احتجاجات سابقة بالمكتب الولائي ''إلا أن إيدابير أحمد مكث بالعاصمة ينتظر مقابلة أويحيى دون أن يتحقق له ذلك''، يقول مناضل في الأرندي من تمنراست ويعلق أن ذلك ''أغضب كبير طوارق تمنراست مقابل استقبال بابا علي محمد صاحب قائمة الترشيحات''، بينما يريد المناضلون ترشيح كبير الطوارق لعهدة أخرى، مما يُفهم أن الأزمة يختلقها إيدابير· ولكن كبير طوارق تمنراست نفى ل ''الجزائر نيوز'' أنه يقف وراء أية بلبلة ''بدليل عدم تقديمي لملف ترشحي وسبق وقلت ذلك لأويحيى وكان قد أكد لي أنه سيجعلني رأس القائمة في حال تقدمت للترشح''· أما عن اجتماع الغد، فيقول أنه اجتماع أعيان الطوارق بسبب الوضع الأمني الذي تعيشه تمنراست بعد تفجير 3 مارس· الأزمة التي تضرب الأرندي بعاصمة الأهقار ليست برأسين بل بثلاثة، حيث يسعى رجل الأعمال حمة زناني هو الآخر ليكون رأس قائمة الحزب بالولاية وهو متواجد بالعاصمة حسب مناضلين لهذا الغرض، وهي الأزمة التي ستستثمر فيها الأفلان بكل قوة، خاصة مع حسمها لقائمتها كأول ولاية في البلاد عن الحزب وتفرغ قياداتها بزعامة قمامة محمود إلى عمل تحسيسي تنظيمي وأمني على خلفية التفجيرات الأخيرة، في ظل غياب أبرز التشكيلات السياسية المتبقية على الساحة في عاصمة الأهقار·