الهادي سايت (فتى الجبل) 1) الوردة تحاول أن تخيط الجرح النازف كالطوفان والوطن تفاحة تتدلى عند نبض الروح.. وأنا كالسكران.. أحاول أن أستفيق من هول المذبحة وعند ساحة الوغى يمدحنا هذا الذي يكنى سلطان فألف آه أيتها النجمة الساطعة هل أنا مجنون ولهان؟! جائع أنا أم عطشان.. وإلى آخر نبض وإلى آخر قطرة من دمي أهيم على الأرصفة البائسة أحمل بؤسي.. إنه الهذيان إنه الغثيان أيها الوطن العليل.. هل تنتهون عن سفك الدماء..؟ وإيقاد النيران.. هذا اللهيب سوف يلتهمكم أيها الحمقى فما أرثه أنا من هذا الجحيم؟! أصرخ من العشق أصرخ من حدة الذوبان ولا أحد يلتفت إليّ لا أحد ليلبي النداء فما أفعل إن لم أمت على صدرك يا وطني يا بلادا تفوح منها رائحة الجنة.. يا وردة يافعة يموت من أجل أريجها العشاق آه وألف آه.. عليّ أن أثور ثورة.. ثورتان.. أخشى السقوط والانهيار من هذا الفساد العارم من هذه الحمى الطافحة.. ومن هذه الروائح النتنة.. ورغم هذا وذاك أردد صباح مساء وملأ حنجرتي.. أهواك يا وطني.. أهواك.. أهواك يا حبيبة.. أهواك.. 2) آه.. أيتها البلاد الحبلى بالقتلى والجوعى.. من ينقذنا إذا هبّت العاصفة؟ الجرذان في كل مكان أيها المخمور أنت دائما سكران.. سكران.. وعند الهزيع الأخير والرمق الأخير.. ينكشف كل أمر فظيع نتيه جميعا في اللف والدوران وتتيه أنت كما تاهوا فأين تركن سفينتك عند حلول الظلام الخراب يدنو من الزمان والمكان إذ يسود الجنون.. يسود الصمت.. أهذا قدرك يا وطني أسود قاتم أيا دهاليز النسيان.. لا أعرف شيئا يا أبي.. لا أعرف كيف أحتفظ ببريق الألوان لا أعرف كيف أرتب صخبي لا أعرف أين أضع قدماي ونحن لم نعشق غيرك يا بلادا راكدة في جوف السرات.. يا تفاحة حلوى حلوة مثل العسل هم يقضمونك ويبصقون في عينيك الرائعتين نحن نموت في هواك أنا أنزف جرحا غائرا إلى الأبد.. عند ساحة الفداء وساعة الحسم.. أصرخ في وجه هؤلاء اللصوص أصرخ في وجه هذا الذي يكنى سلطان أصرخ في وجه الطغيان أبصق عليهم جميعا وأصرخ ملأ حنجرتي أهواك يا بلادي.. أهواك أهواك يا حبيبة.. أهواك 3) غرقت شمسنا البريئة في بركة قذرة.. وأسدل الستار على الفضيحة فإلى أين تركبون البركان..؟! وجهي كوجه كل الغرباء الوعد يمطرنا بالصدأ ويشحذ لنا ألف مهزلة ومهزلة إنتحر الإنسان من هول الذل والهوان فإلى أين أيتها الكلاب الضالة؟! أنا هذا هو سبيلي عند الحياة.. وعند الموت والشهادة أعرف أنه ربما فات الأوان وهوى العمران وأعرف أن بلادي امرأة فاتنة أغواها الشيطان فلا تحزنوا.. لا تحزنوا إن أضرب قلبي عن الخفقان ولكنه سوف يبقى يردد: أهواك يا بلادي أهواك أهواك يا حبيبة أهواك.. 4) كل هذا المدى لا يكفي لحبر عشقي ودمي.. سوف أتسلق الجدران ولن أخشى شيئا لن أخشى أحدا.. فهل تكفي نخلة أو نخلتان؟! (يتبع...)