عضو اللجنة المركزية منذ عهد الحزب الواحد، وعضو المكتب السياسي مرتين، تقلد منصب نائب رئيس المجلس الشعبي الوطني، رفيق عبد العزيز بوتفليقة في ''جبهة المالي'' خلال الثورة، من أعرف الطوارق بالطوارق اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا.. التقته ''الجزائر نيوز'' على هامش دورة ماراطونية بين بلديات الولاية، وانتهت معه بحوار يثير قضية تجنيس الأجانب وظاهرة الميز العنصري، وحظوظ الإسلاميين في عاصمة الأهفار. ردود أفعال كثيرة تصدر في الشمال عن مسألة عودة قوية للإسلاميين بمناسبة التشريعيات القادمة، دون أن يعلم الرأي العام صدى ذلك في الجنوب وخاصة تمنراست، ما هو موقفكم أولا، وثم لماذا الإسلاميون ضعفاء انتخابيا في تمنراست بحسب نتائج سابقة؟ أولا، أعتقد أنه أول من رفع راية الإسلام دين الدولة عبر كامل البلاد هو حزب جبهة التحرير الوطني وليس حزبا آخر، وبيان أول نوفمبر دليل على ذلك. نحن نستغرب في الطوارق عندما يتحدث أحدهم عن حزب إسلامي، وكأن الآخرين ليسوا مسلمين. نحن كلنا مسلمون ولا أحد يلقننا الإسلام أو يعلمنا قواعده. أما عن ضعف التيار الإسلامي، بالنسبة لنا لا نرى غير أن جبهة التحرير الوطني قوية بفعل تواجدها منذ عهد الحزب الواحد بمحافظة تمنراست، وميزتها أنها منتشرة عبر ربوع الولاية ودائمة النشاط بتجوال شهري بين السكان رغم شساعة تمنراست التي تعتبر ربع الوطن مساحة. الأفلان قوي في تمنراست بإمكانيات مناضليه. هل قوة الإمكانيات هي التي قطعت الطريق أمام الإسلاميين؟ لا أفضل الحديث عن قطع الطريق، بل أفضل الحديث عن ثقة المواطن والجهة التي يمنحها إياها من خلال الصندوق. جبهة التحرير متكيفة منذ مدة مع الانفتاح على المرأة والشباب، ونرحب بالتعددية والساحة هي التي تفرق بين القوي والضعيف ليس في الجنوب فقط بل في كامل الوطن، لكن أؤكد أن الحزب الذي سيفوز في الانتخابات هو الأفلان بقناعتي كعضو قيادي وليس من حيث تواجد الحزب في المساحات بل في عقول الجزائريين. تمنراست تغيرت اليوم كثيرا ومن بين ما غيّرها، حسب العديد ممن التقيناهم، وجود متجنسين جدد يتمركزون في الولاية بشكل غير مسبوق، وعلمنا أن قمامة محمود أحد المعارضين لهذا التجنيس الكثيف الذي يقول البعض إنه كامن وراء ما تعيشه ولايتكم اليوم من تردي أمني؟ تمنراست اليوم ليست كتمنراست الاستقلال لا يجب تغليط الأجيال خاصة اليوم. كل من ليس له برنامج يجعل من مبادرات ونشاطات جبهة التحرير برنامجه المفضل. وكل من يريد التحدث عن التهميش والحفرة يتحدث عن الحزب الحاكم. لكن اليوم، وبفضل معرفة الرئيس بوتفليقة للمنطقة، حيث كنت معه في جبهة المالي خلال الثورة رفقة ضراية احمد وشريف مساعدية، ساعدتنا درايته بها في تنمية وإنجاز الكثير من المشاريع وإزالة الأزمات كالماء والجامعة والطرق، فالجميع يعرف مدى تعب الصحراء دون ماء وتعب الدراسة بسبب البعد وتعب التنقل بسبب انعدام الطرق، واليوم يوجد أبناء تمنراست في مناجم الذهب واليورانيوم وليس آخرين، وأصبح عندنا دعم في الفلاحة وتربية الإبل. أما التجنيس للأجانب، فهو مسؤولية قنصليات الجزائر في مالي والنيجر بأغدس وقاو وليس السلطات المحلية في تمنراست، ومن بين ما يتدخل في الظاهرة هو المصاهرات بين طوارق مالي ونيجر والجزائر قبل الاستقلال، وفي الحقيقة لا أريد التطرق للمواضيع الحساسة التي تخلق مشاكل بيننا خاصة حاليا وما يسود في الساحل. الطوارق ليست لهم مطالب خاصة، لأن دستورنا يساوي بين كل الجزائريين، ثم إن مسألة تجنيس الأجانب بالشكل الذي يتحدث عنه البعض ليس مناسبا إثارتها الآن، لا يجب أن نزيد الطين بلة بين جزائري متجنس وجزائري أصيل، فالسلطة المانحة للجنسيات هي المؤهلة للإجابة على ما يُثار اليوم. كنت صرّحت أنه من بين المشاكل في تمنراست دعم استغلال أحزاب لظاهرة الميز العنصري بين البيض والسود، هل تضعنا في الصورة؟ في الأفلان عندنا تعددية ولا نفرق بين البيض والسود وطوارق أو مرابطين، لدينا من كل الأطياف بين المنتخبين والقيادات في تمنراست، وهذه قاعدة نضالية كانت ومازالت وستبقى. ولكن ماذا قدمت الجبهة لعزل الظاهرة داخل مجتمع الطوارق؟ أبواب الانخراط في هذا التوجه والترشح باسم الحزب مفتوحة أمام الجميع. الأفلان يزور كل مناطق تمنراست بلا تفرقة ونستقبل انشغالات الجميع، هذا ما نقدمه للقضاء على الظاهرة، بغض النظر عن ألوانهم، وحتى لا نغلط الرأي العام ليس هناك عنصرية في تمنراست ماعدا استغلال حزبين للعنصرية في منطقة تيديكلت وعين صالح، وهي ظاهرة معروفة لدى السلطة المركزية، لكن لا يجب تضخيمها، نحن نتفوق على الظاهرة في جبهة التحرير الوطني، فعملنا وسنعمل للقضاء عليها، ونتمنى أن هذا المرض لا يزيد اتساعا. لو قابلتم الرئيس بوتفليقة من جديد ماذا ستكون رسالتكم إليه؟ منجزات بوتفليقة في تمنراست كثيرة، لكن كل جيل له مشاكله وكل مرحلة لها مشاكلها، التنمية والاستقرار هي حاجة كل دولة. أتمنى للرئيس موفور الصحة.