إختتمت فعاليات صالون الجزائر الدولي للسيارات 2012 في طبعته ال ,15 أمس، طبعة أجمع فيها المنظمون والعارضون على أنها كانت ناجحة على كافة الأصعدة، وذلك بتسجيل أكبر نسبة من الزوار التي تجاوزت كل التوقعات، فبين راغب في الشراء وآخر يتمنى الحصول على سيارة وآخر جلبه الفضول، والبعض يبحث عن البيع بالتقسيط، والبعض الآخر يبحث عن التخفيضات، كانت فرصة الصالون مناسبة لالتقاء الزبون مباشرة وفي وقت واحد بجميع وكلاء السيارات في الجزائر. أهم ما ميز الصالون في طبعة السنة الجارية كان التواجد القوي لكل العلامات وبكل أصنافها، ما جعل الخيارات متعددة أمام الزبائن. السيارات الفاخرة قبلة الصور التذكارية الفيسبوكية السيارات الفاخرة كانت متواجدة بقوة، ولأول مرة في فعاليات الصالون، فقد نالت حصة الأسد من الصور التذكارية والجمهور الواسع الذي يكتشف لأول مرة على سبيل المثال ''بورش كاريرا ''911 التي بلغ سعرها الإجمالي 4,2 مليار سنتيم، إضافة إلى ''البناميرا''، كما كانت علامة ''بي أم دوبل'' هي الأخرى محل إقبال كبير من الزوار الوافدين على جناح ''سوفاك'' الموزع الرسمي لكل من العلامتين المذكورتين، إلى جانب علامة ''أودي''. وعلى الرغم من كبر الجناح الذي حجزته ''سوفاك'' لعرض طرازاتها، إلا أنه كان طوال فترة الصالون من الساعة 11 صباحا إلى الساعة 18 مكتظا عن آخره، وقد أكد العديد من الشباب أن هذه السيارات التي كانت تشاهد فقط في معارض كجنيف أو دبي أو لوس أنجلس صارت متاحة في الجزائر، وبالتالي فمن الواجب وضعها مباشرة في الفيسبوك للتباهي. السيارات الصينية منافس قوي للطرازات الأوروبية تعدد العلامات الصينية والعروض المتميزة التي جاءت بها في هذه الطبعة جعلتها تنافس الند للند العلامات الأوروبية، بل وتشكل خطرا على مبيعاتها، فبعد أن قامت الدولة بإلغاء القروض الاستهلاكية في ,2009 عادت العلامات الصينية هذه السنة بنوع جديد من القروض والمتمثل في الدفع بالتقسيط، حيث عمدت عديد العلامات على غرار ''شيري كيو كيو'' و''زوتي ...''100 وغيرها من العلامات التي استقطبت حشودا كبيرة من المواطنين أصحاب الدخل المتوسط الراغبين في الحصول على سيارة حتى ولو كانت من طرازات مجهولة أو غير معروفة في الكثير من الأحيان عند غالبية الجزائريين. وقد تمكنت في هذا الإطار كل من ''شري كيو كيو'' و''زوتي ''100 من الحصول على مئات الطلبات من الزبائن الراغبين في الحصول على سيارات تضع حدا لمعاناتهم اليومية مع أزمة النقل، وتنوعت هذه العروض بين من يطلب من الزبون دفع 50 بالمائة وال 50 بالمائة المتبقية تدفع على 12 شهرا، وآخر طالب بدفع 60 بالمائة وال 40 بالمائة المتبقية تدفع على 18 شهرا. أما أكثر ما جلب الزبائن هو عدم وجود فوائد على اقتناء سيارات بالتقسيط. رغم تجاوز فترة الانتظار الستة أشهر الزبون يشتري إقتناء سيارة حتى بعد ستة أشهر من دفع المبلغ الأولي المقدر ب 10 بالمائة لم يثن الزبائن من تقديم طلباتهم، بل جعلهم في بعض الأحيان يتقاتلون في الطوابير من أجل تقديم طلباتهم، كما حصل عند جناح ''سوفاك'' حول اقتناء علامة ''سيات ايبيزا'' الجديدة التي أحدثت فعلا فتنة كبيرة نظرا لفتنتها هي الأخرى، إضافة إلى ''هيونداي إينو'' الجديدة خليفة أتوس... وغيرها من سيارات الصنف ابب التي تبقى غالبيتها تشكل هاجسا بالنسبة للزبائن نظرا لطول فترة الانتظار التي أرهقت الزبائن وجعلتهم في الكثير من الأحيان يدخلون إلى المحاكم بسبب عدم احترام أجال التسليم. السيارات الهجينة تتحسس السوق الجزائرية علامات أخرى رائدة في صناعة السيارات أقحمت، لأول مرة في هذا الصالون، السيارات الهجينة أو كما يطلق عليها بالسيارات الصديقة للبيئة. ورغم أن كل تلك السيارات لم تكن موجهة للبيع، إلا أنها عرضت كمحاولة من الوكلاء إثبات قدرات مصنعيهم وتحسس السوق الجزائرية إن كانت مستعدة لاستقبال مثل هذا النوع من السيارات. ومن بين أكبر المصنعين الذين كانوا حاضرين بهذه السيارات جاءت في المرتبة الأولى ''تويوتا'' التي خصصت جناحا كاملا لعرض طرازي ''بريوس'' و''كامري''. أما الأولى، فقال بشأنها المدير العام لتويوتا، إنها ستكون متوفرة في السوق الجزائرية قبل نهاية السنة الجارية، المصنع الفرنسي ''رونو'' كان هو الآخر حاضرا بطرازي اكابتور'' و''تويزي''. وأخيرا، ''سيتروون'' التي عرضت هي الأخرى طرازها الهجين ''دي أس ''5 في الطبعة ال 15 من صالون الجزائر الدولي. أصحاب ''الشكارة'' هيمنوا على الطلبات لم يسلم الصالون من أصحاب ''الشكارة'' الذين حوّلوا الصالون إلى شبه سوق تيجلابين أو واد كنيس، حيث استغلوا التخفيضات على الطرازات المطلوبة أكثر في السوق الجزائرية وحجزوا عليها في أول أيام الصالون على غرار ما حدث مع ''الايبيزا'' و''غولف ''6 وكذلك ''الكليو ''3 و''لوغان'' و''سامبول''... وغيرها من الطرازات التي قاموا بشرائها لإعادة بيعها في السوق بأثمان تزيد عن تلك التي يقترحها الوكلاء. حسناوات الصالون جلبن أكثر مما جلبته السيارات لعل الكثير من الزوار جاءوا لمتابعة ومشاهدة الطرازات المعروضة بغرض التفرج أو الشراء أو التفكير في الشراء، إلا أن هناك شريحة كبيرة من زوار الصالون جاءوا لمشاهدة الحسناوات اللائي يقفن أمام أفخم السيارات، وكثير من الشباب من جاء لأخذ صور ليس فقط مع السيارة، بل حتى مع الفتيات الواقفات بجنب السيارات المعروضة. وفي كثير من الأحيان تحوّل عمل الأمن الداخلي من حراسة السيارات إلى حراسة الفتيات . شركات التأمين الخاصة تستغل الصالون لتوسيع انتشارها شركات التأمين، أهم قطاع بعد بيع السيارات، لم نكن غائبة عن الصالون رغم تغيب كبريات شركات التأمين العمومية على غرار الاكاتا، لكن تواجدت بالصالون شركة التأمين األيانس أسيرانسب التي استغلت هذه الطبعة لعرض منتوجاتها وكسب مزيد من سوق التأمينات التي تشهد نموا معتبرا من سنة إلى أخرى، وقد عرضت ''أليانس'' تخفيضات وقامت طومبولا مع الشريك ''فيات''. من جهتها، تواجدت بالصالون الوافد الجديد على سوق التأمينات الجزائرية اأكساب بعروض هي الأخرى كانت فريدة من نوعها، ووصلت العروض الترويجية إلى غاية منح الزبون تأمينا مجانيا يصل إلى 10 أشهر. ... حتى المطاعم المتنقلة استغلت الظرف لتحقيق أرباح خيالية الصالون وإن كانت فرصة لمتابعة أحدث ما توصلت إليه صناعات السيارات وآخر الصياحات المتواجدة في السوق الجزائرية، إلا أن ذلك لم يمنع أصحاب المطاعم المتنقلة من تأجير مساحات بين أجنحة الصالون. ورغم غلاء الأسعار التي وصلت في بعض الأحيان حد المبالغة، إلا أنها لم تخل يوما من الطوابير الطويلة، كما كان الحال كذلك عند الباعة المتجولين الذين حاصروا مداخل قصر المعارض بمختلف المنتجات التي لم تكن لها علاقة بالسيارات أو حتى بالأطعمة.