عرف قصر المعارض بالصنوبر البحري بالعاصمة، أمس، حركة غير مسبوقة لحشود المواطنين الذين توفدوا بقوة لزيارة مختلف الأجنحة التي تضم مئات السيارات لعدد المتعاملين والوكلاء الذين فضلوا أن يجعلوا من الصالون الدولي للسيارات لسنة 2012 فرصة لعرض آخر »الصيحات«. وبين فضوليين وراغبين في الإطلاع على روائع الحداثة والفخامة، شكلت واجهات وأروقة المعرض، فسيسفاء بشرية، استهوتها الأناقة والجمال، ناهيك عن العروض التي قدمها مختلف الوكلاء من تخفيضات وبيع بالتقسيط لا سيما فيما يتعلق بالسيارات الأسيوية، فيما فضل البعض الآخر الذهاب نحو السيارات النفعية في إطار القروض التي تمنحها إياهم وكالات التشغيل. كانت الساعة تشير إلى العاشرة صباحا، وكانت ساحات وأروقة قصر المعارض بالصنوبر البحري تعج بحركة المواطنين، الذين جاؤوا من كل مكان لإشباع فضولهم والإطلاع على جديد الوكلاء، وبالرغم من تأخر فتح بعض الأجنحة إلى غاية الساعة الحادية عشر، إلا أن الكثيرين فضلوا التجوال في باقي الأروقة المفتوحة على الهواء، فيما صمم البعض الآخر الانتظار أمام أبواب الأروقة، وبدورها السيارات الفخمة شكلت قبلة آلاف المواطنين الذين اكتفوا بأخذ صور تذكارية والتساؤل عن مواصفات هذه العربات وعن أحدث التقنيات التي زودت بها، »سوفاك«، »بي أم دوبل في«، وغيرها من رموز الأناقة والفخامة كانت حاضرة بقوة في هذا المعرض. ولم يخلو معرض السيارات من وسائل الترفيه ومحلات الأكل التي نصبت عبر ساحات المعرض لتوفير كل ما يرغب فيه الزائرين، لا سيما وأن أيام الصالون التي انطلقت فعالياته يوم 15 مارس والممتدة إلى غاية 25 من نفس الشهر، تعد فرصة للعائلات التي فضلت أن تحضر أبناءها للتنزه والاستفادة من أيام العطلة الدراسية، كما شكل العدد الكبير لسيارات الزوار سلسلة لا منتهية على مستوى كل الطرق المؤدية لمداخل قصر المعارض. وشارك في هذا المعرض حوالي 50 عارضا يمثلون مختلف العلامات العالمية، علما أن الطبعة ال15 لهذه السنة تمتد على مساحة 30000 متر مربع أي 10 بالمائة أكثر من السنة الفارطة، حيث نجد المتعاملين، »جيب«، »هيونداي«، »سانغيونغ«، »كيا«، »سوزوكي«، »ميتسوبيشي«، »فورد«، »نيسان«، »جيلي«، »شيري«، وغيرها من الماركات. وينظم هذا الموعد السنوي المخصص إلى ترقية السيارات والموجه إلى الراغبين في الإطلاع على مستجدات سوق السيارات من طرف الشركة الجزائرية للمعارض »سافكس« وجمعية وكلاء السيارات بالجزائر. وكلاء اختاروا تقديم التخفيضات وآخرون لجؤوا إلى البيع بالتقسيط استهوت عروض بعض الوكلاء آلاف المواطنين الذين قدموا بقوة لاقتناء السيارات الخاصة، وفي هذا الصدد تقترح شركة »رونو« بيع عن طريق »ليزينغ«، حيث يقوم وسيط بدراسة ملف الراغبين في الحصول على سيارات نفعية أو سياحية وعادة ما تتعامل الشركة مع المؤسسات أو الشركات للبيع بهذه الطريقة، وقد تسمح الشركة بعملية البيع عن طريق التقسيط في هذه الحالة، وعليه يتم دفع 30 بالمائة من طرف المتعامل عن سعر السيارة، فيما يتم دفع الباقي على مدار 36 شهر، كما تشتغل الشركة في إطار الإيجار لمدة طويلة، وهنا تستأجر سيارة من المتعامل »رونو« لمدة 18 شهرا كأقصى حد ويتم الاتفاق حول المبلغ الشهري الذي يتم دفعه شريطة أن تعاد السيارة إلى المتعامل بعد انقضاء المدة المتفق عليها. وفيما يخص التامين فهي تمنح تخفيضات بنسبة 35 بالمائة باعتبار أنها متعاقدة مع شركة »أليانس للتأمين«، وهو تامين شامل بطبيعة الحال. وشكلت الشركات الأسيوية في مجملها قبلة كثير من المواطنين الذين وجدوا ضالتهم بالنظر إلى التخفيضات التي قدمتها الشركات والتي تتراوح ما بين 30 إلى 90 ألف دج، إضافة إلى البيع بالتقسيط. وفي هذا السياق، قدم المتعامل المختص في بيع سيارات »شيري«، عرضا يمكن الزبون من دفع 41.5 مليون سنيتم للحصول على السيارة ويدفع الباقي خلال 12 شهرا بمعدل 42500 دج كل ثلاثة أشهر، كما يدفع الضريبة ويستفيد بالمقابل من تأمين شامل تمنحه إياه الشركة. وبالرغم من عدم لجوء وكلاء السيارات الفخمة إلى عملية البيع بالتقسيط، إلا أنهم فضلوا إغراء زبائنهم بالإعلان عن التخفيضات التي عادة ما تتراوح ما بين 30 إلى 100 ألف دينار جزائري. شباب يبحثون عن سيارات نفعية في إطار وكالتي »أونساج« و »كناك« وحسب مجموعة من الشباب قدموا لاكتشاف جديد السيارات المعروضة، فإن جنسية أو البلد الذي صنعت فيه هذه السيارات أمر غير مهم لأن الأهم هو التخفيضات المقدمة. وقد توجه العديد من الزوار و كلهم عزيمة نحو الماركات الهامة لاسيما اليابانية والألمانية لطلب سيارة ولكي يستفيدون من التخفيضات و الهدايا التي يمنحها الوكلاء طيلة هذا الصالون الذي سيختتم يوم 25 مارس الجاري. وعليه فقد أكد اغلب الشباب الذين التقينا بهم خلال هذا المعرض، أنهم قدموا للإطلاع على هذه السيارات النفعية، حيث تعرض شركة ر ونو عددا منها على غرار »الماستر174 وسيارات الإسعاف وغيرها من هذه العربات التي سيريد الشباب الحصول عليها عن طريق قروض تمنحها إياهم البنوك في إطار الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب أو وكالة دعم تشغيل البطالين. وبالرغم من هذه العروض إلا أن البعض أكد وجود تناقض بين الامتيازات التي يطلعون عليها من خلال الإشهار وبين الواقع، لا سيما فيما يخص سيارة »سيمبول« من نوع »جي بي أل« التي تسير بالغاز. وهذا لا يمنع أن الشركة قدمت تخفيضات على هذه السيارات النفعية، وكذلك هو الشأن بالنسبة لشركات أخرى كانت حاضرة في المعرض مثل »شونغي«، »بيجو«، »فوتون« وسوق و»برا موتورز«. مواعيد تسليم السيارات هاجس الزبائن يبقى موعد استلام السيارات هاجس ا لدى عديد من الزبائن، وبالرغم من أن بعض الشركات سهلت العملية خاص خلال أيام المعرض، على غرار »شيري« التي أكدت أنها ستسلم زبائنها طلباتهم بعد 10 ألأيام من انتهاء صالون السيارات، وغيرها من الشركات التي التزمت بنفس المواعيد، إلا أن كثير من المواطنين اشتكوا تأخر مواعيد التسليم، وقد حدثنا شاب اقتنى »ماستير« من شركة »رونو« في شهر أكتوبر الفارط ولم يستلم طلبيته إلى يومنا هذا وقد جاء لزيارة المعرض بهدف طرح انشغاله على أحد المسؤولين هناك. نفسها المشاكل التي تعترض كبار المتعاملين على غرار »تويوتا« لا سيما عندما يتعلق الأمر ببعض الماركات التي تعرف طلبا شديدا مثل »الياريس« وغيرها وتزداد الأمور تعقيدا عندما يكون النوع المطلوب غير متوفر وبالتالي، فقد تطول المدة لأسابيع أو لشهور وهذا ما يؤرق الزبون الذي عادة ما يدفع كامل المبلغ ويبقى في الانتظار. أرخص سيارة في الصالون ب 479000 دينار ولعل أر خص سيارة في صالون السيارات لعام 2012، واليت شدت انتباه الكثيرين ممن سمعوا عنها فقط وفضلوا الانتقال إلى المعرض ليطلعوا عليها على المباشر، هي سيارة »زوتي زاد 100« التي تقدمها شركة سيما، وهي سيارة من نوع فيات وتركيب صيني وقد تم تخفيض سعرها ب 90 ألف دج، ليصل إلى 429000 دج، ومع احتساب الضريبة المقدرة ب 50 ألف دج، فإن السعر الإجمالي يصل إلى 479000 دينار جزائري. وزيادة على ذلك فغن الشركة تمنح للزبون 50 بالمائة من التأمين والتسليم يكون في أول أسبوع من شهر أفريل المقبل، الشركة لديها نقاط عبر كل ولايات الوطن وتمنح الزبائن كذلك إمكانية شراء هذه السيارة بالتقسيط عن طريق دفع 70 بالمائة من المبلغ الكلي ودفع الباقي خلال 12 شهر. الصالون الدولي للسيارات فرصة للتصدي لحوادث المرور ارتكزت فعاليات صالون السيارات هذه السنة على الوقاية وأمن الطرقات من أجل تحسيس المواطنين على العموم والسائقين بوجه خاص بهذه الظاهرة الناجمة عن ارتفاع حوادث المرور، حيث تم وضع قطب خاص بالوقاية عبر الطرقات على طول الممر المركزي لقصر المعارض من أجل السماح للزوار بالإطلاع على مخاطر الطرق وأهمية التجهيزات الأمنية للسيارات ومشكل تقليد قطع الغيار. وبالإضافة إلى تنظيم فضاءات عرض وتسويق السيارات خصص منظمو الصالون فضاء بيداغوجي للوقاية وأمن الطرقات بمشاركة مختلف المختصين في هذا المجال، وكذا بإشراك المجتمع المدني من أجل إعداد مستقبلا خارطة طريق وأرضية لمكافحة آفة حوادث الطرقات. وعلى هامش فعاليات الصالون تمت برمجة أيام دراسية تتمحور حول تحسين تنقل المعاقين في الوسط الحضري و دور مصالح الأمن الوطني في مجال الوقاية عبر الطرقات. وقد نظمت »تويوتا« مسابقة من 5 أسئلة حول قانون المرور، ويكفي لكل متنافس أن يجيب على ثلاثة أسئلة من أصل الخمسة، لكي يفوز بتربص على مستوى مصالح الحماية المدنية حول الإسعافات الأولية. واغتنمت جمعية وكلاء السيارات فرصة المعرض ل تقديم عروض حول الهياكل الأمنية الخاصة بالسيارة و التي تنقسم إلى نوعين، أحدهما جامد على غرار بطانة الأمان التي تنطلق فور حدوث كارثة والأخرى متحركة مثل الهيكل الخاص بالسيارة والذي يساهم في كل لحظة في حماية السائق والركاب، كما شار ك في المعرض متعالمين يختصون في إلباس السيارات بمختلف أنواع الصيانة التي تسمح بالحفاظ على هيكل السيارة سليما وتقيه من التصدعات الناجمة عن البرودة أو الحرارة المرتفعتين.