ما هو تحليلك الأولي للظروف المحيطة بالحادث؟ تحليلي المبدئي بناء على ساعة الحادث، وطول الطريق الرابط بين حاسي مسعود ووهران، هو أن السائق قد غلبه النعاس أثناء عملية القيادة. لا أؤمن بشيء اسمه حالة الطريق سيئة، السائق منحه الله عقلا يحدد به السرعة اللازمة للقيادة طبقا لحالتي الطريق والطقس. مبدئيا، السائق الذي كان يتولى عملية القيادة أثناء الحادث، كان في فترة تقل فيها اليقظة حسب التقدير الطبي للساعة البيولوجية، والذي يقول بانحسارها في الفترتين من الثانية إلى الخامسة صباحا، ومن الواحدة إلى الرابعة بعد الزوال. من تراه المسؤول عن هذه الحوادث؟ أولا، دعنا نتفق على أنه من المفترض، وطبقا للقانون، يجب أن يتناوب سائقان على قيادة الحافلات التي تسير لمسافات طويلة، هذا لا يحدث عادة، وفي حالة حادث البارحة كان هناك سائقين فعلا، لكن المشكلة أن السائق الثاني كان مرهقا أيضا لأنه بدأ الرحلة من حاسي مسعود، التناوب على عجلة القيادة كان بمنطقة سوفر، وبالتالي الأصح أن يكون السائق من تلك المنطقة، وينطلق منها حتى يكون في فورمة جسدية جيدة. ثانيا، أنا لست مخولا لتحميل المسؤولية لطرف بعينه، في الوقت نفسه لا أستثني أحدا منها. حينما يقع ضحايا في حادث سير، تصبح القضية من اختصاص العدالة التي تفصل في قضية تحميل المسؤولية لطرف ما. ما هي الاحتياطات التي تراها واجبة للحد من حوادث السير الخاصة بالحافلات تحديدا؟ هناك مقترح القانون 06/88 الذي ينص على إلزام الحافلات بتركيب جهاز يقوم بنفس عمل العلبة السوداء الخاصة بالطائرات، هذا الجهاز سيمكن أصحاب شركات النقل ومصالح الأمن من مراقبة أداء السائقين، والوقوف على كل التجاوزات إن وجدت· للأسف، القانون لم تتم المصادقة عليه، وفوق هذا يتعمد بعض السائقين تخريب هذا التجهيز إن وجد في الحافلة، حتى لا تسجل تجاوزاتهم على مستوى الطرقات. أرى أن المصادقة على هذا القانون، والسهر على تطبيقه سيحل الكثير من المشاكل. ماهي نصائحك للسائقين حتى تكون قيادتهم آمنة؟ نصائحي لن تخرج عن الالتزام بقانون المرور، حينما تكون الرؤية صعبة على مسافة 50 مترا، يجب ألا تزيد السرعة عن 50 كلم/سا. بالنسبة للمسافات الطويلة يجب على السائقين أن يتوقفوا بمعدل ربع ساعة لكل ساعتي قيادة للراحة، وتجنب القيادة في حالات النعاس، خاصة وأن نسبة 25 بالمئة من حوادث المرور المميتة، فالطرق الوطنية سببها القيادة في حالة نعاس.