توجه الرسول (ص) إلى غار حراء وجلس حزينا ومغتما رفقة جبرائيل والبراق ومكث وقتا طويلا، فقال جبرائيل عندما رآه على تلك الحال ''يا رسول الله لا تحزن على ما آلت إليه أمتك إن الله معنا''، نظر إليه الرسول (ص) ''إنني لست حزينا على هؤلاء الحكام ولا على هؤلاء الذين زاغوا عن طريق الحق وعن سنتي وإنما أنا حزين على هؤلاء المستضعفين، من المسلمين الذين آمنوا بالله ورسوله حق الإيمان، أجل إنني حزين غاية الحزن على هؤلاء الذين تحولوا من بعدي إلى قوة بشرية كبرى كنت سأتباهى بها يوم القيامة، لكن واحسرتاه إن هذه القوة البشرية أصبح يحكمها حكام هم من أقرب إلى الزيغ والضلالة والبغي والجهالة··· بالله عليك يا جبرائيل كيف لا يتقطع قلبي حزنا وأسى وحرقة وجوى ولوعة وأنا أرى بأم عيني هاتين كيف حوّل هؤلاء الحكام معشر العلماء إلى علماء الشيطان وجعلوا من كلام الله المقدس صفقة يريدون بها الدنيا وما في هذه الدنيا من مال وجاه ومتاع ولا يريدون بها وجهه تعالى واليوم الآخر··· يا جبرائيل إن هؤلاء الحكام هم إخوة الشياطين وأنا بريء منهم اليوم وغدا، فهم أهل غش ومن غشنا يا جبرائيل ليس منا، تصور يا جبرائيل كم شعرت بالقرف والإشمئزاز والغضب وأنا أنظر من بعيد إلى حاكم السودان الذي ذكّرني لونه بلون بلال لكن شتان بين حاكم السودان وصاحبي بلال الرجل الصادق والشجاع والذي تكبد ما تكبده من أجل أن ينتصر الحق ويزهق الباطل، ثم هذا المدعو بشار والمدعي أنه من سلالة بني أمية وحفيد أبي سفيان، يا ليت عمري شتان ما بين الرجلين، صحيح أن أبا سفيان كان خصما لنا في بداية الرسالة، لكنه كان رجلا صاحب أنفة ووعد وشرف، أما هذا الرجل المدعو بشار كيف يدّعي الانتماء إلى بني أمية وهو الذي تجرأ على سفك كل هذه الدماء دماء أبناء جلدته وقتل كل هذه الأرواح البريئة، كيف بربك يا جبرائيل كيف يقابل الله يوم القيامة، كيف يقول عندما يواجهه ضحاياه بحقيقته المفزعة والمرعبة، ما الذي أصاب هؤلاء الحكام الذين خانوا الأمانة وضلوا عن الصراط المستقيم ثم بربك أخبرني من أين جاء ذاك البلد المسمى قطر، كيف يتجرأ أن يدعي الإسلام وهو يشتري بكل هذه الغلظة والفظاظة والبشاعة ذمم العلماء من أجل مصالح مرذولة''، وبينما كان الرسول يتحدث ويفضي بهمومه إلى جبرائيل سمع ضجيج وهدير في الخارج كانت جيوش بلدان مجلس التعاون الخليجي وجيوش المارينز تحاصر غار حراء، وبعد لحظات كانت الهيليكوبترات تطل في السماء وهي تحلق ثم ارتفعت عندما أرخى الليل بسدوله أصوات من مكبر الصوت تدعو الرسول وجبرائيل والبراق أن يسلموا أنفسهم وإلا ستكون نهايتهم مأساوية·