أغلق أمس، سكان قرية إقراب ببلدية إيلولا أومالو، الواقعة على بعد 65 كلم جنوب شرق مدينة تيزي وزو، مقر البلدية تنديدا بتهميش قريتهم من مشاريع البلدية للتنمية واحتجاجا على سياسة الإقصاء والتجاهل التي تمارسها البلدية منذ سنوات. خرج أمس، سكان قرية إقراب، عن صمتهم منذ 5 سنوات، بعد اعتمادهم لغة الحوار والمطالبة السلمية بحقوقهم التنموية المهضومة، حيث أقدموا في أوقات مبكرة من صبيحة أمس، على غلق مقر البلدية وشل كلي للخدمات، بما فيها مصلحة الحالة المدنية تنديدا بما أسموه ''الحقرة''، وطالبوا بتسيير شفاف وتقسيم مشاريع البلدية التنموية بطريقة عادلة بين قرى البلدية. وحسبما أكده رئيس لجنة قرية إقراب ل ''الجزائرنيوز''، فإن رئيس بلدية إيلولا أومالو والمنتخبين في المجلس الشعبي البلدي، تعمدوا إقصاء قرية إقراب، من كل مشاريع البلدية التنموية، وأرجع سبب ذلك إلى محاولة رئيس البلدية المنتمي لحزب الأرسيدي، الانتقام من هذه القرية التي لم ينتخب مواطنوها خلال الانتخابات المحلية لسنة .2007 وصرح أن البلدية نجحت طيلة خمس سنوات في عزل قرية إقراب وحرمانها من حقها في مشاريع تنموية مهمة، وكذا ثلاث قرى بالبلدية التي انتخبت لصالح حزب الأرسيدي، أما قريتنا وبعض القرى الأخرى التي لم تنتخب دفعت الثمن غاليا، وكشف السكان أن القرى التي ينحدر منها المنتخبين بالمجلس الشعبي البلدي وبعض القرى المجاورة لهم تخصص لها مشاريع تنموية، وهو ما وصفوه بسياسة الازدواجية. وأضاف محدثنا، أن رغم سياسة التهميش الكلية التي فرضت على قريتهم، إلا أن السكان التزموا الصمت واعتمدوا على لغة الحوار السلمي والمطالبة بحقوقهم بطريقة حضرية دون احتجاجات، ''لكن اليوم تيقنّا أن الاحتجاج هو السبيل الوحيد الذي يمكننا من استرجاع حقوقنا المهضومة''. وخلال طرحهم لمختلف النقائص التي تعيشها قرية إقراب، كشف ممثل السكان، أن سياسة التهميش التي تنتهجها البلدية فرضت عليهم حياة بدائية بسبب غياب أدنى ضروريات الحياة الكريمة، حيث طرح مشكل غياب قنوات الصرف الصحي وأن القرويون ينجزونها بطريقتهم وبحسب إمكانياتهم الخاصة، وأضاف أنهم يفتقدون إلى شبكة المياه الصالحة للشرب وأنهم اعتمدوا على طريقة عشوائية لربط منازلهم بهذه المادة الحيوية. وكشف محدثنا أن قريتهم محرومة من برامج توسيع عملية الربط بالكهرباء، مؤكدا أن العديد من المنازل لا تزال دون كهرباء، فضلا عن انعدام الإنارة العمومية. وأكثر من ذلك يشتكي سكان قرية إقراب، من التردي الكلي لطريق قريتهم، حيث أكد ممثل السكان أن الطريق غير صالح للاستعمال وأنه لم يتم تعبيده منذ فتحه سنة .1975 وحسبه فإن وضعيته تتعقد أكثر خلال تساقط الأمطار، حيث تكثر الأوحال والمستنقعات. ومن جهة مقابلة، أكد ممثل رئيس لجنة قرية إقراب، أن الحركة الاحتجاجية المتمثلة في غلق مقر البلدية مستمرة ولا رجعة فيها إلى غاية تحقيق مطلب إيفاد لجنة للتحقيق في الحسابات ببلدية إيلولا أومالو، مشيرا إلى أنهم رفضوا التحدث مع رئيس البلدية بحجة أنه لم يجسد الوعود التي قدمها للجنة القرية في كل اجتماعاتهم به ''المير يتفنن في تقديم الوعود الكاذبة التي لم تجسد في الميدان ويحترف سياسة الهروب إلى الأمام'' ويضيف ''رفعنا عدة مراسلات لرئيس البلدية طيلة 5 سنوات لكنه لم يستجب لأي طلب.