لست أدري هل يستوعب ساركوزي الأساليب التي يستعملها لإنجاح حملته الانتخابية التي أشعل وقودها بالإسلاميين والمتطرفين الذين يريدون إحراق فرنسا ومن فيها وكأنه لم ينتبه لهم ولم يعرف بوجودهم إلا في التوقيت الحالي؟ نهق حماري بخبث وقال·· هذا الرجل الذي يحارب الحكام العرب ويسلط عليهم الصواريخ والرصاص والناتو والفتاوى الجاهزة للاستهلاك، أليس كل هذا لأنه يريد ''زعمة'' الديمقراطية للشعوب ويريد لهم أن يكونوا شعوبا متحضرة وقادرة على كتابة مصيرها بنفسها بعيدا عن زعماء لا يموتون؟ لماذا إذن هو يستعمل نفس أساليبهم وطرقهم ليتشبث بالحكم ويقدم نفسه على أساس أنه مرشح الفقراء والرئيس الذي سيصنع الفارق وغيره مجرد بهلوانات سياسية وفقط؟ قلت له ساخرا·· هذه الدروس التطبيقية للديمقراطية ينهى عن أمر ويأتي بمثله وسوف ترى العجب معه· قال حماري وهو يحرك جثته التي أصبحت تغرق في عرق الصباح، لست أدري لماذا لا أستلطف هذا الرجل ولا أحب أن أرى وجهه· قلت·· ربما لأنك دائما تحس بعقدة تجاه الفرنسيين الذين اغتصبوا أرضنا لقرن ونصف· قال صارخا، عقدة من ذلك؟ لا أظن ولكن أفعاله هي التي تجعلني لا أثق في كلامه ولا في أفعاله ولا حتى في خطاباته التي تشبه إلى حد بعيد خطابات الحكام العرب الذين يبدأونها بشعبي العزيز وهم يعرفون والشعب يعرف أن الكلمة لا تنطبق أصلا عليهم· قلت له·· جرّب الرئاسة وأعطاه الشعب فرصة وانتهى الأمر لماذا يصر أن يعود من جديد، يبدو أنه بريق السلطة يا حماري الذي فيه ''البنة''؟ قال ناهقا، احتكاكه بالحكام العرب جعله يتصرف مثلهم وورث عنهم ''صحانية الوجه'' والتشبث بالحكم وما ولاه· قلت·· هذه الحملة التي يقودها ضد المسلمين تؤكد أنه أكثر شراسة من غيره وتبين الغلّ الذي يحمله في قلبه للمهاجرين رغم أنه أيضا مهاجر وليس فرنسيا قحا· أطلق حماري قهقهة عالية وقال·· الحمد لله أن لم يكن كذلك وإلا رأينا العجب المعجب وسيكتب التاريخ عنه وعن غيره في نظريات الديمقراطية على أصولها· قلت·· هل تتوقع فوزه يا حماري؟ نهق بشدة وقال·· دعنا في همّنا أما همّ فرنسا فله ناسه·