حذّر بيان سحب الثقة من الأمين العام عبد العزيز بلخادم، من على رأس جبهة التحرير الوطني، من مغبّة التمادي في تجاهل مطلب عقد دورة استثنائية ''وإلا فإن الخطوة القادمة ستكون تنصيب قيادة تدير شؤون الحزب''، كما ورد في الوثيقة التي وزّعها أعضاء اللجنة المركزية على الصحفيين أمام المقر العام للحزب بحيدرة، وسط ذهول كبير لغياب منسق حركة التقويم والتأصيل صالح قوجيل، الذي يرفض التوقيع على سحب الثقة، وهو الموقف الذي قال عنه الناطق الرسمي للحركة محمد الصغير قارة، إنه ''لا يعبّر إلا على موقف شخص قوجيل بعيدا عن الحركة''· ضاق الشارع الرئيسي الذي يقع فيه المقر العام للحزب بحيدرة، أمس، بأعضاء اللجنة المركزية، حيث تلا المناضلون بيان سحب الثقة بشكل رسمي وأودعوا عقبها مطلبا رسميا أيضا بعقد دورة طارئة للجنة المركزية، كرد مباشر على الأمين العام عبد العزيز بلخادم الذي ردّ للمرة الثانية على خصومه عبر الزميلة الخبر. وكان آخر ما قاله لهم في التشريعيات الصحفية، إنه لم يتلق الطلب حتى يدعو لدورة اللجنة مركزية الطارئة. وأضاف أعضاء من اللجنة المركزية أن ''الطلب رفض بلخادم تقبله من خلال تصرفات لا علاقة للنضال الحزبي بها حينما أغلق الأبواب عليهم في المقر وقطع الخطوط الهاتفية والكهرباء''. ويضيف آخرون ''التوقيع على سحب الثقة من الناحية الأخلاقية والسياسية من طرف 220 عضوا في اللجنة المركزية يُفترض أن يقدّم بلخادم على خلفيته استقالته''، لكن المتحدثون أنفسهم يستبعدون أن يُقدم بلخادم على خطوة من هذا القبيل، رافضين إعلان رأيهم حول الأسباب التي تمنع بلخادم من ذلك ونشرها في الصحافة. وحمّل بيان سحب الثقة للأمين العام الحالي ومكتبه السياسي مسؤولية ''التلاعب والعبث بمصير ومقدرات أكبر قوة سياسية وطنية كانت ولازالت وقودا لتحرير البلاد وبناء مجدها''، محذرين إياه من ''مغبة مواصلة تجاهل مطلب الدورة الطارئة للجنة المركزية التي ستتبعها في هذه الحالة تنصيب قيادة تدير شؤون الحزب، إذ لا يوجد أي مخرج للأزمة إلا بدمقرطة الحزب والوصول إلى المسؤوليات عن طريق الانتخاب وعلى كل المستويات''. وقال البيان أيضا ''إننا نعلن سحب الثقة من الأمين العام ومكتبه السياسي بصوت عالٍ ونحمّلهم المسؤولية الكاملة عن إعداد القوائم على أسس المحاباة والمحسوبية والولاءات والنفوذ المالي والقرابة التي أدت للفوضى والتشتت في صفوف الحزب''. وكان من اللافت، أمس، غياب صالح قوجيل منسق حركة التقويم والتأصيل عن تجمع إعلان سحب الثقة وغياب توقيعه من العريضة، بخلاف باقي أعضاء قياداتها على رأسها عبد الكريم عبادة وعبد الرشيد بوكرزازة ومحمد صغير قارة، الذين كانوا من بين الحضور. وفي اتصال مع صالح قوجيل، قال الأخير ل ''الجزائر نيوز'' حول هذا الغياب ''الحركة كانت السباقة في إعلان سحب الثقة، لكنني أنا كنت أول من طعن في اللجنة المركزية وأعلنت عدم اعترافي بها، ولهذا لا أستطيع التوقيع مع أعضائها، ولكنني من المطالبين بسحب الثقة مع إيجاد البديل وعليه من سيكون الخليفة اليوم إذا أقدمنا الآن على هذه الخطوة؟''· بالنسبة لحركة التقويم والتأصيل، موقف قوجيل لا يمثل أكثر من شخصه، يقول محمد الصغير قارة. وفتح غياب قوجيل، أمس، وقبله موقفه الغامض من انقلاب بلخادم على اتفاق توحيد القوائم، فتح المجال أمام تأويلات عديدة بين المناضلين، حيث يتساءل البعض ما إذا كان بلخادم قد سيطر على قوجيل لمصلحة خاصة، حيث انتزع الأخير من قاموسه كل ما يمكن أن يجعل الوضع بينهما عالقا منذ فترة، وتقليص حدة التصريحات.