جدد أولياء تلاميذ المدرسة الابتدائية ''فوضيل محمد'' المتواجدة بقرية ثاقة التابعة لبلدية مكيرة، والواقعة على نحو 55 كلم جنوب غرب مدينة تيزي وزو، مناشدتهم لمدير التربية لولاية تيزي وزو قصد التدخل العاجل لانتشال أبنائهم والمعلمين من الخطر المحدق بهم، وحل المشكل العويص الذي يؤرقهم والمتمثل في تواجد مادة الأميونت على أسقف السكنات الوظيفية المتواجدة داخل هذه الابتدائية· أكد أولياء التلاميذ أن هذه المادة الخطيرة التي كسيت بها أسقف هذه السكنات الوظيفية لم يتم تغييرها ولا إزالتها منذ سنوات بالرغم من أنها تهدد ليس فقط سلامة التلاميذ بل حتى صحة المعلمين والأشخاص القاطنين في هذه السكنات التي أصبحت مصدر قلق الجميع، وقد تزامن هذا المطلب مع الدخول المدرسي للسنة الدراسية الجديدة 2009 / 2010، حيث طالبوا من كل المسؤولين وعلى جميع مستوياتهم الإسراع في أخذ الإجراءات اللازمة وتطبيق قرار وزير التربية الذي يوصي بالقضاء على المؤسسات التربوية التي تحتوي على مادة الأميونت· وحسب ما صرح به بعض أولياء التلاميذ ل ''الجزائر نيوز''، فقد سبق لهم وأن رفعوا خلال السنة الدراسية الماضية شكاوى وبصفة متكررة لدى الجهات المعنية بما فيها السلطات البلدية قصد التدخل لإزالة هذه المادة الخطيرة قبل وقوع كارثة صحية في صفوف هؤلاء الأبرياء، لكنهم أكدوا أن الوضع مستمر ولم يسجلوا أي تدخل في الميدان بالرغم من إلحاحهم على ذلك، وهو الوضع الذي جعلهم يعيشون استياء وتخوفا شديدين على صحة أبنائهم، وأضاف بعض أولياء التلاميذ أنه ومنذ أن تم اكتشاف هذه المادة الخطيرة فوق أسقف السكنات الوظيفية المتواجدة داخل هذه الابتدائية، فإن العديد من المعلمين الذين يزاولون مهامهم في هذه المؤسسة التربوية يعيشون هم كذلك حالة من الخوف، وفي هذا السياق علمنا من أوساط أولياء التلاميذ أن البعض من هؤلاء المعلمين طالبوا بتغيير المؤسسة لمزاولة مهامهم في ابتدائية أخرى التي تضمن لهم أمنا لصحتهم، ليبقى فيما بعد التلاميذ الأكثر عرضة لهذا الخطر الذي يؤدي إلى هدر حياتهم في حالة عدم التدخل العاجل لإزالة هذه المادة من أسقف السكنات· وما أثار تذمر وسخط هؤلاء الأولياء هو أنهم راسلوا السلطات المعنية خلال السنة الدراسية الماضية حيث دقوا ناقوس الخطر من تواجد هذه المادة الخطيرة التي تهدد صحة أبنائهم، لكنهم تأسفوا من عدم إيفاد حتى لجنة مختصة للتحقيق في الأمر· إلى جانب خطر مادة الأميونت التي تهدد حياة التلاميذ والمعلمين، طرح أولياء تلاميذ ابتدائية ''فوضيل محمد'' مشاكل ونقائص بالجملة على غرار نقص الإمكانيات المادية وغياب التكفل الفعلي بالتلاميذ في جميع النواحي بما فيها الجانب البيداغوجية، الصحي، التعليمي، والتربوي· وفي هذا الإطار، ذكر أولياء التلاميذ أن جدران الأقسام الستة التي تضمها هذه الابتدائية تعرضت إلى اهتراءات وتشققات عميقة بالرغم من أن هذه المدرسة أنجزت حديثا بالبناء الجاهز، حيث تتسرب عبرها مياه الأمطار التي تدخل إلى الأقسام ما جعل قاعات التدريس تعرف وضعية كارثية تؤثر سلبا على صحة التلاميذ والمعلمين وكذا على تحصيلهم العلمي· كما اشتكى كذلك أولياء التلاميذ من الفوضى العارمة والإهمال الكبير الذي لازم هذه الابتدائية، حيث أشاروا إلى أن ساحة هذه المدرسة تعرف اهتراء شبه كلي نتيجة انتشار الأوحال والبرك المائية خلال تساقط الأمطار بسبب انسداد البالوعات بفعل الأوساخ التي تجرفها السيول، ناهيك عن الفوضى العارمة الناتجة من وضع الكراسي والطاولات المكسرة بطريقة فوضوية وعشوائية بمحاذاة الأقسام مما أعطى وجها محتشما لهذا الهيكل التربوي· ونظرا لتفاقم هذه المشاكل لم يخف أولياء التلاميذ أن هذه الأوضاع المزرية تعرقل بنسبة كبيرة عملية التعليم وتؤثر سلبا على عملية التحصيل العلمي· ولأجل توفير أجواء ملائمة للتمدرس والمحافظة على صحة التلاميذ، فعلى الجهات المعنية التدخل لوضع حد لكل الأخطار والمشاكل التي يواجهها هؤلاء المحتجين والتي أثقلت كاهل ويوميات التلاميذ والمعلمين وتسببت في التراجع الكبير في النتائج الدراسية لهذه الابتدائية·