في اليوم الأخير للحملة الانتخابية الفرنسية، وقبل 24 ساعة من توجه الفرنسيين لمراكز الاقتراع، دعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى ''صحوة وطنية'' لتجنب ماسماه ''التجارب المجنونة'' للمرشح الاشتراكي الأوفر حظا للفوز بانتخابات الرئاسة فرانسوا هولاند، وذلك في آخر فرصة لجذب الأصوات قبل جولة الإعادة المقرر إجراؤها اليوم الأحد. ودخل ساركوزي اليوم الأخير للحملة الانتخابية وقد تلقى بطاقة حمراء من زعيم تيار الوسط فرانسوا بايرو، حيث قال بايرو -الذي حصل على نحو 10% من أصوات الناخبين في الجولة الأولى- إنه سوف يصوّت لصالح هولاند بسبب نهج ساركوزي ''العنيف'' بشأن الهجرة. وصرح ساركوزي لإذاعة ''أوروبا ''1 أن بايرو يفتقر إلى ''المنطق'' في خطته للتصويت لصالح المرشح الاشتراكي. ويحتاج ساركوزي إلى الفوز بأغلبية كبيرة من ناخبي اليمين والوسط لكي يفوز أمام هولاند الذي يتمتع بدعم يكاد يصل للإجماع من الناخبين اليساريين. وكرر ساركوزي مجددا تحذيراته بأن هولاند سيدفع فرنسا إلى الطريق الذي تسير فيه إسبانيا، حيث يرجع ساركوزي أزمة الديون في إسبانيا إلى سنوات من الحكم الاشتراكي. وفي حشد جماهيري مساء يوم الخميس بمدينة تولون جنوب البلاد، دعا ساركوزي إلى ''صحوة وطنية'' لتجنب ''التجارب المجنونة'' للمرشح الاشتراكي. وخاض ساركوزي الحملة بوصفه مرشحا ل ''فرنسا قوية'' يقترح إقامتها من خلال خفض الإنفاق على تكاليف العمالة والهجرة. بينما قدم هولاند نفسه على أنه ''مرشح العدالة الاجتماعية''، حيث وعد بالاستثمار لخلق فرص عمل وتعليم، وزيادة الضرائب على الأغنياء. وأشار استطلاع أجرته مؤسسة أوبنينواي فيدوسيال ونشرت نتائجه صحيفة ''لو فيغارو'' اليومية إلى أن نسبة التأييد لهولاند تبلغ 5,52% و5,47% لساركوزي. وأظهر استطلاع ثان أجرته مؤسسة ''تي أن أس سوفريه سوبرا'' حصول هولاند على 5,53% من الأصوات وساركوزي 5,46%. وقال هولاند في آخر حشد جماهيري كبير له بمدينة تولوز مساء يوم الخميس ''أشعر أن النصر قادم، يمكنني أن أراه، إنه في متناول اليد''. ويبلغ عدد الناخبين الذين يحق لهم الإدلاء بأصواتهم في جولة الإعادة اليومد الأحد حوالي 46 مليون شخص. وفي حال خسر ساركوزي الانتخابات، فسيكون الرئيس الثاني منذ عام 1958 الذي يخسر بجولة الإعادة. وفي حال خسر هولاند فسيكون قد أهدر فرصة لأن يصبح الرئيس الاشتراكي الثاني للبلاد منذ عام 1958 بعد فرانسوا ميتران. وظل نيكولا ساركوزي يغازل الفرنسيين الذين صوتوا لصالح مرشحة الجبهة الوطنية ماري لوبين، التي احتلت المرتبة الثالثة في الجولة الأولى من الانتخابات بحصولها على 9,17 في المائة من أصوات الناخبين. وركز الرئيس المنتهية ولايته في حملته الانتخابية بشكل أساسي على ملفات الهجرة والأمن والحدود على أمل استقطاب مناصري مرشحة الجبهة الوطنية مارين لوبان. ومع انتهاء الحملة الانتخابية للدورة الثانية، مساء أول أمس الجمعة، دعا هولاند الناخبين إلى عدم منحه فوزا ''هزيلا''، لا سيما أنه ما يزال المرشح الأوفر حظا للفوز. واعترف هولاند (57 عاما) الذي لم يكن بارزا على الإطلاق قبل عام، واستفاد من خروج مدير عام صندوق النقد الدولي السابق دومينيك ستروس-كان من السباق، بأنه يشعر ببعض ''التوتر'' لاحتمال انتخابه، لكنه أكد أنه يدرك التحديات التي تنتظره.