مع اقتراب موعد امتحان شهادة البكالوريا الذي سينطلق في الثالث جوان المقبل، ينتاب عشرات الآلاف من المترشحين لاجتياز هذه الامتحانات المصيرية نوع من القلق والتخوف من التعثر الذي قد يحدث، ولكن تحذوهم في الوقت نفسه إرادة قوية في النجاح شجعتهم على البحث عن طريقة يتغلبون عليها على القلق الطبيعي الذي يغمرهم، وقد عملت بعض الثانويات عبر الوطن على مساعدة المترشحين من خلال تنظيم رحلات سياحية وترفيهية رفقة أخصائيين نفسانيين. ''الخوف من الفشل، الخوف من التعثر في أول امتحان مصيري، الخوف مما سيكون يوم الامتحان...'' وغيرها من الأسباب جعلت تلاميذ البكالوريا في نفسية صعبة، قلق وحيرة في كيفية اجتياز هذه المرحلة، هو ما أكده لنا العديد من المترشحين الذين التقتهم ''الجزائر نيوز'' خلال نزهتهم في حديقة التجارب بالعاصمة، التي خصصتها جمعية ''الوفاء'' التابعة لولاية بومرداس، بدعم من مديرية التربية لذات الولاية، حيث أكدوا أنهم مع انقضاء كل يوم تزداد نسبة التوتر والاضطراب على الرغم من الجهد الذي بذلوه في المراجعة طيلة السنة الدراسية. وفي هذا الصدد، يقول الكثير من المترشحين، إنهم توصلوا إلى إعداد برنامج خاص بهدف التغلب على الضغط الكبير الذي يعانون منه ويتعاملون معه قدر المستطاع حسب المحيط الذي يعيشون فيه، وقد اختارت نوال تلميذة في شعبة العلوم الطبيعة والحياة أن تقيم قبل موعد الامتحانات بضعة أيام عند جدتها في الريف، متيقنة أنها أفضل وسيلة للتحضير النفسي قبل خوض غمار الامتحانات المصيرية بالنسبة لمستقبلها الدراسي، تضيف إن التفكير في المواضيع التي سيتم طرحها خلال الامتحان، ومن الممكن أن لا تستطيع الإجابة عنها، هو الشيء الذي يؤرقها ويعكر مزاجها دائما. التنزه والترفيه عن النفس مع الأصدقاء أفضل حل حاليا خلال تجولنا مع تلاميذ البكالوريا في حديقة التجارب، لمسنا في حديثهم معنا نوعا من الراحة النفسية، حيث أكدوا أن هذه المبادرة التي قامت بها الجمعية، جاءت في وقتها المناسب، حيث كانوا يشعرون بالضغط الكبير والقلق بسبب دنو وقت الامتحان، الذي مهما راجعوا ومهما اجتهدوا، فهو يبقى كابوسا ينغص عليهم، حسب ما أكدوه، إلى غاية اجتيازه والإعلان عن النتائج. وفي هذا الإطار، أوضح المترشحون القادمون من ثانويات حمادي وسيدي موسى ..على غرار مراد وآسيا ونريمان ...أنهم فضّلوا التوقف ليوم أو يومين عن المراجعة، وتخصيصهما لنزهة جماعية مع زملائهم، ينسون فيها الامتحان والأسئلة والمراجعة، لأنها فرصة للترفيه عن النفس والتخلص من القلق وإراحة الأعصاب قبل الامتحان الأكبر. غناء، رقص، لعب... أمور خففت الضغط على التلاميذ منذ دخول التلاميذ إلى حديقة التجارب، لم يستطع المؤطرون وأساتذتهم القادمون معهم من التحكم فيهم، فكل واحد من المترشحين حاول الترفيه عن نفسه بطريقته الخاصة، لإخراج ما بداخله من ضغط نفسي وتوتر حتى يكون جاهزا يوم الامتحان، فمنهم من فضّل اللعب مع الأصدقاء وسط الحدائق، ومنهم من فضّل الغناء والرقص والزغاريد من خلال تشكيل مجموعات من التلاميذ، حيث تجمع العديد من التلاميذ في مجموعات، وكان أساتذتهم هم من يؤطروهم وتجاوبوا بمرح التلاميذ، وأكدت إحدى التلميذات أن هذه فرصة للتخلي عن الضغط والعودة إلى المراجعة بنفسية عالية، وبتفاؤل أكبر للعمل والنجاح خلال امتحان شهادة البكالوريا. المراجعة الجماعية تساعد على التغلب على الخوف ومن بين الأشياء التي اعتمدها التلاميذ المترشحون لبكالوريا جوان المقبل، كشفوا أنهم اعتمدوا على المراجعة الجماعية من أجل التغلب على الخوف، حيث يقومون ببرمجة حصص للمراجعة الجماعية بين الأصدقاء حتى يقدم كل تلميذ إو تلميذة ما استوعبه ويشرح لزملائهم، وهذا الأمر لقي استحسانا من طرف هؤلاء الذين أكدوا أن هذه الطريقة ناجحة، إضافة إلى الهدف من ذلك هو عدم التردد في طرح الأسئلة على الأساتذة وتشجيع المترشحين بعضهم البعض للتغلب على خوفهم من هذا الامتحان. من جانب آخر، أكد التلاميذ أنهم يسعون إلى أخذ قسط كافي من النوم وأن يتناولون غذاء سليما ومتوازنا، وعندما يتسنى لهم ذلك يقومون بنشاط رياضي قصد خلق توازن بين جهودهم الذهنية والجسدية. تفاؤل بالنجاح وخوف من المجهول على الرغم من الخوف والتوتر الذي يخيم على نفسية مترشحي البكالوريا كلما انقضى يوم وبدأ العد التنازلي للامتحان المصيري إلا وأن معظمهم متفائلون بالنجاح والتفوق، على الرغم من الخوف من المجهول أي ما سيجدونه وما سيطرح عليهم من أسئلة خلال الامتحان، حيث أكد التلاميذ أن كل من الأساتذة والمسؤولين وأوليائهم كانوا بجانبهم منذ بداية السنة من خلال تأطيرهم، وتشجيعهم على الدراسة وتخصيص أوقات كبيرة للرفع من معنوياتهم. تلاميذ البكالوريا بتيسمسيلت في الحامة للترفيه أيضا على الرغم من بُعد المسافة بين الجزائر وتيسمسيلت، إلا أن مسؤولي وأساتذة بعض الثانويات أرادوا أن يرفهوا عن تلاميذهم في الوقت الحساس، خاصة مع القلق والاضطراب الذي يسود يعرفه جل المترشحين، وهو ما أكده أحد الأساتذة المرافقين للتلاميذ، موضحا أنه لا بد على الجميع أن يساعد التلاميذ على اجتياز هذه المرحلة، والتفوق بنجاح. الأستاذة عيسي (أستاذة المحاسبة) أكدت أستاذة المحاسبة عيسي، أن مرافقتها لتلاميذها في الجولة الترفيهية إلى حديقة التجارب بالعاصمة، لتيقنها أن هذا الأمر سيرفع من معنوياتهم، ويزيل عنهم التوتر والاضطراب الذي يخيم عليهم خاصة منذ بداية الفصل الثالث. وأشارت إلى أن المبادرة التي قامت بها جمعية الوفاء، عادت بالإيجاب على التلاميذ، وهذا من خلال ما لاحظته من الفرحة والتفاؤل الذي بدا على وجوه من كانوا معها، ودعت الأستاذة جميع المسؤولين إلى الالتفات إلى المترشحين خلال هذه الفترة الحساسة، من أجل التغلب على الخوف والتوتر، وكذا لتحقيق نتائج إيجابية. منان محمد (مستشار التوجيه المدرسي والمهني) أوضح مستشار التوجيه المدرسي والمهني بولاية بومرداس محمد منان، الذي رافق تلاميذ البكالوريا، أمس، إلى حديقة التجارب بالعاصمة، أنه لا بد على جميع الثانويات عبر الوطن، أن تخصص أوقاتا للترفيه عن مترشحي البكالوريا، لأنهم يعيشون -حسبه- وفي هذا الوقت بالذات حالة من القلق والتوتر التي هي طبيعية لدى الجميع، مؤكدا أنه يجب على الجميع، سواء الأولياء أو المعلمين أو حتى الأصدقاء والأقارب أن يقفوا إلى جانب المترشحين حتى يجتازوا الامتحان. شقينان علي (رئيس جمعية الوفاء) أكد رئيس جمعية الوفاء، أن رحلة الترفيه التي برمجتها الجمعية لصالح تلاميذ البكالوريا، تعتبر الأولى من نوعها، إلا أن الجمعية قامت بنشاطات أخرى موازية، مضيفا إن الجمعية ارتأت إلى تنظيم مثل هذه المبادرة لتخفيف الضغط على التلاميذ خاصة مع اقتراب موعد الامتحان الرسمي، الذي يعلق عليه التلاميذ الكثير من الآمال، مشيرا إلى أن هذه الجولة تدخل في إطار اليوم التحسيسي لتوعية الطلبة وتحضيرهم نفسيا لاجتياز شهادة البكالوريا دون أي ضغوطات نفسية أو قلق قبل وأثناء الامتحان.