ضمن سلسلة اشتغالات قام بها على موسيقى الديوان، قدم الصحفي والباحث عبد الحليم آراو، آخر محاضرة، أسدل بها الستار على سلسلة محاضرات قدمت على هامش المهرجان السادس لموسيقى الديوان ببشار. المحاضرة اختير لها اسم: ''حضور المرأة في موسيقى الديوان: خصوصية جزائرية''، وأكد من خلالها على خصوصية حضور المرأة جزائريا في موسيقى الديوان، بالمقارنة مع حضورها في بلدان أخرى، حيث أكد آراو على أن حضور المرأة الجزائرية يتميز بخصوصية مصدرها ثقلها على الخشبة، خاصة وأن حضور العازفات في عروض الديوان يمتد لسنوات طويلة. حضور المرأة في موسيقى الديوان يمثل قيم التسامح التي تدعو إليها موسيقاه، حسب آراو، ويدل على تطور مكانة المرأة في الميدان الفني، وذهب إلى إعطاء مثال عن أول عازفة فمبري في الجزائر حسنة البشارية، التي صنعت حضورا وطنيا وعالميا بتفردها، كونها أول معلمة ديوان، الأمر الذي يعتبر إنجازا بالنظر إلى كون الفمبري آلة رجالية مقدسة، طالما كان العزف عليها حكرا على الرجال. ولم تكتف حسنة البشارية بالعزف على الفمبري بل تجيد كذلك العزف على القيثار والهارمونيكا، الأمر الذي أهلها لصنع نجاح مبهر في المسارح العالمية. وتطرق المحاضر إلى العائلات الفنية التي أدخلت بناتها كعازفات في الفرقة، مثل دار البحري وصفان من قسنطينة، وفرقة المعلم بهاز من البليدة، الأمر الذي لا نجده في بلدان مجاورة مثل ليبيا، تونس والمغرب. والأمر اللافت، حسب آراو، هو معرفة هؤلاء الفنانات بموسيقى الديوان وأبراجه المختلفة، الأمر الذي يتطلب الكثير من الاطلاع والتدريب، ويبلغ التفرد مستويات عليا حينما تقود فنانة فرقة تسمى باسمها مثل ''نورة فناوي''· هذا، وقد شهدت الندوة عرضا لفيلم وثائقي عن الفنانة حسنة البشارية، استعرض مسيرتها وبداية دخولها عالم موسيقى الديوان كعازفة على آلة القمبري.