أكدت مديرة مدرسة تافات بتقصراين، أن وزارة التربية الوطنية لم تولِ أي اهتمام بالسنوات الدراسية الأخرى، مشيرة إلى أن النتائج المحققة في كل الأطوار مبالغ فيها، ولا تعبر عن المستوى الحقيقي للتلاميذ· كيف تقيمون الإصلاحات التي قامت بها وزارة التربية الوطنية منذ سنوات، وهل لمستم نتائج فعلية في القطاع؟ بداية عند التكلم عن إصلاحات قطاع التربية، نحن نعلم أنها تمت منذ سنوات عديدة، لكن نتائجها لا توجد في الأساس، وإن كنا نعتمد فقط على النتائج المحققة في الامتحانات الرسمية لكل مستوى، فإن هذه الاخيرة لا تعكس حقا المستوى الحقيقي للتلاميذ، وهنا يجب أن نطرح الكثير من التساؤلات، حول ما حقيقة تلك النتائج، وهل حقا البرامج المقررة ناجعة؟ أكيد هذا غير صحيح بالنظر إلى المستوى الحقيقي للتلاميذ الذي يتدهور من سنة إلى أخرى. هل تؤكدون أن النتائج المحققة في الامتحانات الرسمية مبالغ فيها؟ هذه حقيقة لا يمكن نكرانها، فالنتائج المحققة في امتحانات سواء شهادة التعليم الابتدائي، أو المتوسط، أو البكالوريا مبالغ فيها ومضخمة، ولا نعلم لماذا يتم التساهل في عملية تصحيح أوراق المترشحين، المهم أن تلك النتائج لا تعكس المستوى الحقيقي للتلاميذ، فهناك العديد من التلاميذ الذين ينجحون في شهادة التعليم الابتدائي، إلا أنهم لا يعرفون حتى الكتابة ولا القراءة· وهل هذا الأمر ينطبق على كافة الولايات أو بعضها فقط التي تعرف تدنيا في المستوى؟ لا أتحدث عن كافة ولايات الوطن، لكن يجب أن أذكر على سبيل المثال لا الحصر، أنه منذ قرابة الأربع سنوات هناك ولايات بالجنوب والهضاب العليا كانت نسبة النجاح في شهادة التعليم الابتدائي 0 بالمائة، وهذه كارثة حقيقية، والأدهى من ذلك أنه بعد 20 يوما تُنظم دورة استدراكية فينجح أغلبية التلاميذ، كيف ذلك، لا أعلم؟ فبدل البحث عن حلول ناجعة لإنقاذ مستوى التلاميذ، يلجأون إلى حلول ترقيعية والتضحية بالتلميذ. عند الحديث عن الدورة الاستدراكية التي اعتمدتها الوزارة، هل يعتبر هذا الإجراء حلا ناجحا لتحسين مستوى التلميذ؟ أكيد أن اعتماد الدورة الاستدراكية في شهادة التعليم الابتدائي حل، لكن المشكل يكمن في طريقة وسبل إنجاح التلاميذ، وكيفية التصحيح التي لا تعتمد على طرق بيداغوجية صحيحة، فالذي لم ينجح في الدورة الأولى، أكيد سينجح في الدورة الثانية، حتى وإن كان ذا مستوى جد ضعيف، ولهذا فالدورة الاستدراكية حل لكن غير ناجح. لكن عندما نتحدث عن تلاميذ الجنوب، كلنا يعلم أن مشكلتهم الأساسية تكمن في اللغة الفرنسية، وهو ما يفسر نسبة الرسوب الكبيرة، حتى لجأت الوزارة إلى إعفائهم من الامتحان فيها، ما تعليقكم على ذلك؟ اللغة أداة فقط، والتلميذ يمكنه تعلم أي لغة، والمشكل لا يكمن أبدا في اللغة، لكن يكمن في الامكانيات والمؤطرين، فبدل أن تقوم الوزارة بإعفاء التلاميذ من الامتحان في اللغة الفرنسية، يجب عليها أن توفر المعلمين والأساتذة، لتحسين مستواهم في اللغات الأجنبية، بدل السماح لهم النجاح بمستوى ضعيف جدا.