طالب إتحاد أولياء التلاميذ لولاية الجزائر - شرق بتحديد سن التمدرس القانوني ب 7 سنوات بدل 6 سنوات المعمول بها حاليا، نظرا لعجز التلاميذ عن متابعة البرامج الدراسية، مما أدى إلى ضعف مستواهم الدراسي وتسجيل تأخر العديد منهم، الأمر الذي يتسبب في هروب التلاميذ من المدرسة وكثرة الغيابات· برر رئيس إتحاد أولياء التلاميذ لشرق الجزائر، مطلب تحديد سن التمدرس القانوني ب 7 سنوات بالقول، إن عقل التلميذ يكتمل نضجه في هذه المرحلة، الأمر الذي يسمح له بالتحكم ومتابعة البرامج الدراسية التي أثبتت الدراسات أن التلاميذ الذين التحقوا بالمدرسة في سنوات أقل من هذا السن عاجزين عن متابعة البرنامج، مشددا على ضرورة العودة إلى العمل بأربع سنوات دراسة في المتوسط وثلاث سنوات في الطور الثانوي، وأضاف إن المستوى الدراسي للتلاميذ في تنامٍ مستمر، وأن الدعوة إلى اعتماد معدل هذا السن راجع لعدم رضا الأولياء بالمستوى الدراسي لأبنائهم، وأضاف إن إلغاء الوزارة لمادة التربية الأخلاقية تسبب في استفحال الآفات الاجتماعية وانتشارها في الوسط المدرسي، الأمر الذي أفقد المدرسة وظيفتها التربوية· وربط المتحدث ذاته ضعف مستوى التلاميذ بمشكلة التأخر المدرسي الذي يعد السبب الرئيسي في هروب التلاميذ من المدرسة وكثرة الغيابات، حيث أثبتت الدراسة التي أعدتها المختصة في التربية قاصد فاسي زهرة، أن التأخر الدراسي مشكلة تربوية اجتماعية واقتصادية تسجل في كل فصل دراسي، لوحظ من خلال هذه الدراسة أن التلاميذ عاجزون عن مسايرة المناهج التربوية المقررة، الأمر الذي حوّلهم إلى مصدر إزعاج للمدرسة وقلق للأسرة والمجتمع، وأكدت الدراسة أن شعور التلميذ بالتأخر له انعكاسات سلبية تترجم في اكتساب النزعة العدوانية التي تتجلى في إزعاج الزملاء، عدم احترام الأساتذة قصد تأكيد الذات، وقد تتضح كذلك في الانطواء، اجتناب المشاركة في القسم، الهروب من المدرسة وكثرة الغيابات· وحصرت أسباب التأخر المدرسي في ثلاثة عوامل رئيسية تتمثل في العامل البيئي، حيث تؤثر الأسرة تأثيرا مباشرا على التلميذ من كل النواحي· ويعد توزيع التلاميذ في الصف وعدم مراعاة التجانس وكثرة تنقلات المعلمين وعدم استقرارهم، قلة خبرة المعلمين وسوء أدائهم التربوي، عجز الإدارة المدرسية وعدم مراعاة ميول التلميذ من الأسباب التي تؤدي إلى هذا التأخر المدرسي· ولمواجهة هذه المشكلة، أكدت المختصة التربوية أن إنشاء أقسام خاصة بالمتأخرين مدرسيا، وتفّهم مشكلاتهم النفسية، الاهتمام بالفروق الفردية من حيث العمر، الذكاء والقدرة التحصيلة، من الوسائل الممكن اعتمادها لمواجهة هذا المشكل. ولأن المجتمع التربوي له تركيبة مميزة، فإن ظاهرة الهروب من المدرسة وكثرة الغيابات من أبرز المشاكل التي تعيق المسار الدراسي للتلميذ، حسب هذه الدراسة· وتتحكم عوامل عدة ذات صلة بالجانب الذاتي للتلميذ في بروز هذه الظاهرة، منها المحيط المدرسي الذي يتسم بعدم سلامة النظام التربوي الذي يرتكز على القسوة واعتماد أسلوب العقاب كوسيلة للتعامل معهم، التراخي والإهمال، غياب وسائل الضبط التي يقصد بها نقص المؤطرين والاكتظاظ، علاوة على اضطراب العلاقات الأسرية وضعف عوامل الضبط والرقابة الأسرية.