كشفت مصادر مسؤولة من مبنى وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، أن التحقيقات الأولية التي باشرها وزير الصحة جمال ولد عباس، منذ حوالي 15 يوما حول ندرة الأدوية واللقاحات في العديد من مستشفيات ومستوصفات وعيادات الوطن التي قادها الأمين العام لذات الوزارة، قد أدت إلى سقوط أول رؤوس وضحايا هذا التحقيق والمتمثل في المدير العام لمعهد باستور محمد تازير الذي لم يعمّر سوى عامين في هذا المنصب. وأكدت التحقيقات الأولية لوزارة الصحة، أن غياب اللقاحات في العديد من جهات الوطن سببه سوء التسيير وعدم احترام كميات وكوطات التوزيع بين مختلف المناطق، ما أدى إلى اختلالات كبيرة في توزيع اللقاحات. هذا، وفي خطوة استعجالية لتدارك الموقف قام وزير الصحة بتعيين منصوري المدير العام للمخبر الوطني لمراقبة المنتجات الصيدلانية كمدير بالنيابة لمعهد باستور، في حين قدم وزير الصحة جمال ولد عباس العديد من الأوامر والتوصيات للمدير الجديد، وشدد على ضرورة استدراك التأخر والعجز الذي تسبب فيه المدير المقال من منصبه. هذا، وأكدت المصادر ذاتها أن أسماء إطارات في وزارة الصحة مهددة بالإقالة من منصبها في ظل مواصلة الأمين العام لتحقيقاته التي كشفت غياب عشرات الأدوية من المستشفيات والمستوصفات العمومية التي تم تدوينها في الاجتماع الأخير للوزير بمختلف مستشفيات 48 ولاية، بالإضافة إلى مدير الصيدلية المركزية ومدراء صيدليات المستشفيات. ويأتي تعيين منصوري في هذا المنصب الحساس بسبب الثقة العمياء التي يوليها ولد عباس في شخص الدكتور منصوري الذي أثبت شجاعة وفعالية في أداء مهامه خاصة في الملفات الحساسة والمتعلقة ببارونات الدواء التي تسعى إلى التحكم في سوق الدواء الجزائرية.