تحدى وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات مجددا وجود أية ندرة للقاحات في مقدمتها ''ايباتيت ب'' الموجهة للرضع، رغم تأكيدات الخبراء والأطباء وأولياء الأطفال الندرة الحادة لهذا اللقاح· وأكد الوزير في تصريح له، أمس، خلال انعقاد اليوم البرلماني تحت عنوان ''نحو جدول وطني أمثل للتطعيم'' بالأرقام، المجهودات التي سخرتها الدولة ووزارة الصحة للنهوض بهذا القطاع الحيوي، حيث أكد أن الميزانية التي ترصد سنويا انتقلت من 60 مليار دج سنة 2006 إلى 404 مليار دج خلال سنة ,2012 وهو ما اعتبره الاهتمام الكبير الذي توليه الدولة لصالح الصحة العمومية، كما كشف الوزير عن مراسلة من الوزير الأول إلى مصالح وزير المالية تأمر بتخصيص 30 مليون دولار للقاحات للسنة الجارية· ورفض جمال ولد عباس اعتماد أي لقاحات جديدة إلى أن تقوم لجنة مكونة من الخبراء التي تم تنصيبها بالتأكد من مدى فعاليتها· وفي السياق ذاته، اعترف محمد تازير المدير العام لمعهد باستور بوجود ندرة في لقاحات ''ايباتيت ب'' الموجه للأطفال الرضع، غير أنه أكد أن هذه الندرة ظرفية وستحل في الأيام القليلة المقبلة، وربط مدير معهد باستور هذه الندرة بالتعقيدات التي تفرضها المناقصات الدولية إلى جانب تأخر الممول الهندي في تسليم الطلبية التي كان من المزمع أن تسلم بتاريخ 20 ديسمبر، لكن تزامن التسليم مع نهاية السنة الميلادية أخّر العملية إلى غاية 3 جانفي، حيث شرعنا في تسلم الطلبية على دفعات، وطمأن مدير معهد باستور المواطنين بعدم تسجيل أي ندرة في اللقاح خلال الأشهر المقبلة بحكم توفر الأموال ووضع استراتيجية على المدى الطويل لتحكم أفضل في الندرة· من جهة أخرى، طالب أطباء ومتدخلون في اليوم الإعلامي بوجوب تحكم الدولة في سياسة التطعيم وتوزيع اللقاحات والتدخل لوقف المضاربة بصحة المواطن واستنكروا سلوكات بعض الصيادلة الذين يعرضون اللقاحات ويبيعونها على مستوى الصيدليات، ناهيك عن توفر اللقاحات على مستوى العيادات الخاصة وافتقادها في المستوصفات والعيادات العمومية· كما دعا أطباء متدخلون وزارة الصحة إلى التدخل وإعادة تحيين قائمة اللقاحات التي تجاوز بعضها الزمن، وطالبوا باستحداث لقاحات جديدة أكثر فعالية وتم اعتمادها من طرف العديد من البلدان المتقدمة وحتى بلدان من شمال إفريقيا على غرار كل من تونس والمغرب، كما تساءلوا عن الصمت الذي تلتزمه وزارة الصحة وعدم اعتمادها على خبراء وأطباء لانتقاء اللقاحات، وإن كان ذلك يتعلق بغياب الموارد المالية اللازمة لاقتناء الأدوية، كما طالبوا بالرجوع إليهم في اتخاذ قرارات استيراد بعض الأنواع من اللقاحات لتفادي ما حصل مع لقاحات انفلونزا الخنازير التي استوردت منها الجزائر أكثر من 5 ملايين جرعة دون استخدامها، واعتبروا ذلك ضمن بعض سياسات التلاعب الدولي التي تسعى من خلالها المخابر العالمية إلى تحقيق أرباح بأمراض وهمية· ورد الوزير على أسئلة الأطباء والمتدخلين والنواب بالقول، إن الدولة تتوفر على كل الأموال التي تمكنها من منح الرعاية الصحية المتميزة لكافة المواطنين الجزائريين دون استثناء حتى وإن كانت قيمة اللقاحات مرتفعة نوعا ما، وأكد على سياسة الدولة التي تتجه نحو توفير الرعاية الصحية لصالح كافة المواطنين، مثلما هو الحال بنسبة لمرضى السرطان، حيث تصنف الجزائر من بين البلدان القليلة جدا التي توفر الرعاية الصحية في هذا المجال·